المنافذ الداخلية.. المعركة الأهم بعد إدخال التحالف “كورونا” إلى اليمن .
مأرب وحضرموت وعدن والمهرة، المحافظات الثلاث الأكثر استباحة من التحالف، فمنافذها مفتوحة أمام العائدين من الدول الموبوءة بفيروس كورونا،
وما يزال التحالف مصراً على إدخال الفيروس إلى اليمن عبر منافذ تلك المحافظات، والتي فرطت في سيادتها حكومة هادي وتركتها مستباحة لقوات التحالف، حتى أنه لم يصدر عنها بيان أو اعتراض على استمرار فتح المنافذ.
تم تسجيل أول حالة إصابة بكورونا في حضرموت، أي أن السعودية والإمارات نجحتا في إدخال سلاحهما الجديد للفتك باليمنيين، ولا تزال الدولتان عازمتين على المضي في نشر الفيروس في بقية المحافظات الواقعة تحت سيطرتهما، في أبشع صورة للفجور في الخصومة وانعدام الأخلاق والضمير، وليس أمام اليمنيين الآن سوى خوض المعركة بالطرق المتاحة والممكنة لمواجهة انتشار فيروس التحالف “كورونا”.
بعد إعلان السعودية هدنة الأسبوعين بحوالي أربع وعشرين ساعة تم اكتشاف وتسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في محافظة حضرموت، الأمر الذي اعتبره مراقبون لعبة قذرة يديرها التحالف بحق اليمنيين، خصوصاً أن قناة الحدث التابعة للتحالف وبعد ساعات من اكتشاف حالة الإصابة؛ أعلنت عن 120 إصابة بالفيروس، وظلت الحدث مع قناة العربية تحتفيان بالخبر وتغطيانه وكأن التحالف حقق انتصاراً كبيراً بدخول الفيروس إلى اليمن.
تزامن إعلان أول إصابة بكورونا في محافظة حضرموت مع وصول قوات أمريكية إلى ثلاث محافظات يمنية، حيث أكدت مصادر استخباراتية بدء القوات الأمريكية عملية عسكرية في المياه الإقليمية اليمنية بذريعة منع الحرس الثوري الإيراني من احتلال الموانئ اليمنية.
القوات الأمريكية أيضاً أعلنت عن مكافأة تقدر بـ 15 مليون دولار لمن يمدها بمعلومات تمكنها من تفكيك ما أسمته شبكات التهريب للحرس الثوري الإيراني، جاء ذلك عقب تنفيذها إنزالاً مشتركاً مع قوات بريطانية في سواحل حضرموت ولحج وعدن، وتحديداً تم إنزال قوات أمريكية في رأس العارة بمنطقة الصبيحة في لحج، كما تم إنزال قوات بريطانية في العريش والعلم بعدن وفي حضرموت، حسب المصادر.
مراقبون اعتبروا ما يحدث من فتح التحالف المنافذ اليمنية وإدخال العائدين من البلدان الموبوءة وعلى رأسها السعودية، حرباً جديدة يدشنها التحالف ضد اليمنيين، واعتبروا أيضاً تزامن إعلان أول إصابة بالفيروس في حضرموت مع التحركات الأمريكية والبريطانية من خلال عمليات الإنزال لقواتهما في المحافظات الثلاث؛ تكتيكاً أمريكياً بالتعاون مع التحالف للسيطرة الكاملة على الموانئ اليمنية، في وقت ينشغل اليمنيون في كل المحافظات بمواجهة الفيروس الذي تم إدخاله، واشار المراقبون إلى أن المخابرات الأمريكية قد لا تكون بعيدة عما يحدث، مؤكدين أن ذلك لم يكن من قبيل الصدفة، بل عملية غير بريئة ومعدة مسبقاً بعناية تامة لضمان نتائجها الكارثية على اليمنيين.
بعد إعلان أول إصابة بكورونا في حضرموت؛ بادرت سلطات عدن وشبوة بإعلان إغلاق منافذهما البرية، في خطوة متأخرة تماماً، حيث كان من المفترض أن يتم ذلك منذ بدأت مناشدات سلطات صنعاء لمسئولي تلك المحافظات الواقعة تحت سطوة التحالف، حيث أطلق الحوثيون مناشدات للعمل المشترك وتوحيد الجهود بين كل المحافظات لمواجهة الجائحة، إلا أن آذانهم لا تصغي سوى لأوامر التحالف.
السلطات في صنعاء أيضاً مطالبة بأن تكون أكثر حزماً ويقظة في منافذها البرية، فهناك عمليات تسريب لمواطنين قادمين من مارب، رغم أن تلك المحافظة ستكون على موعد مع انتشار كبير للجائحة؛ فالوافدون إليها عبر منفذ الوديعة بالمئات يومياً، وبأوامر من التحالف الذي لا تستطيع سلطات مارب أن تعصي له أمراً حتى ولو كان ثمن تلك الطاعة أرواح اليمنيين، وكان اقرب وصول لوافدين إلى مارب عبر الوديعة خلال الأسبوع المنصرم، حيث وصل باص على متنه أربعون عائداً من السعودية الموبوءة بالفيروس، ودخلوا مارب بدون حجر صحي، وكانوا معتقلين تم إطلاقهم من سجون نجران ومنهم مجهولو الهوية.
YNP – إبراهيم القانص