عطوان : ترامب يعيش أسوأ أيامه.. وجشعه الاقتصادي حوله الى مهرج.. كيف انقلب مستشاروه عليه فجأة .
إب نيوز ١٣ إبريل
عبدالباري عطوان :
ترامب يعيش أسوأ أيامه.. وجشعه الاقتصادي حوله الى مهرج.. كيف انقلب مستشاروه عليه فجأة وحملوه مسؤولية أرواح 22 الف امريكي؟ ولماذا ننصح بحفظ اسم الرئيس الصيني باعتباره زعيم العالم المقبل؟
تتحول المؤتمرات الصحافية شبه اليومية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى “سيرك يومي” للجهل والغرور والغطرسة، حيث يتصدر الرجل المشهد ويصدر الفتاوى في كل شيء، وتحديد موعد عودة الحياة الاقتصادية الى وضعها الطبيعي، وهذا هاجسه الأكبر، دون أي استشارة للخبراء واهل العلم والاقتصاد.
السحر العنصري الأسود بدأ ينقلب على ترامب، ويجعل منه الضحية الأكبر لفيروس كورونا الذي حرص على الاستخفاف به في بداية الازمة، فقد بدأت تظهر تقارير “علمية” داخل أمريكا تحمله المسؤولية الأكبر عن وفاة 22 الف مواطن امريكي بسبب جهله واهماله وبطئه في التحرك لاحتواء الازمة سريعا.
الدكتور انتوني فاوتشي، كبير خبراء مكافحة الامراض المعدية، ومستشار ترامب، كان اول وابرز من علق الجرس، عندما قال في حديث لمحطة “سي ان ان” امس “لو كنا سارعنا في اغلاق المنشآت العامة لأنقذنا الكثير من الأرواح، في إشارة واضحة الى رفض ترامب توصياته المبكرة في هذا المضمار.
***
ترامب كتاجر لا يفهم بشيء اسمه النوازع الإنسانية، وانما ارقام البورصة والسندات ومعدلات البطالة، ولهذا فضحته هذه الازمة، مثلما فضحت عصابة مصاصي الدماء المحيطة به، فها هي الأيام تثبت النظام الطبي الأمريكي، مجرد اكذوبة، فلا احتياطات طبية كافية، ولا دراسات علمية كفؤة تستقرأ المستقبل وتطوراته وكوارثه بشكل وثيق.
في الماضي كان العالم، وبعض الزعماء الأثرياء، يشّدون الرحال الى المستشفيات الامريكية مثل مايو كلينيك وغيرها باعتبارها الأكثر كفاءة وتقدما، وتضم افضل الأطباء والباحثين في العالم، ليسقط معظمها بشكل كبير في اول اختبار للكورونا، فلا علاجات سريعة، ولا امصال، ولا حتى أجهزة تنفس صناعي كافية، وهذا هو الحد الأدنى.
العلاج الأكثر فاعلية الذي ثبت فاعليته في مواجهة هذه الازمة، هو “العزل الشخصي”، والبقاء خلف جدران المنزل، وهذا لا يحتاج الى خبراء الغرب او الشرق المتبحرين في مجال الامراض المعدية، وهنا يكمن الانقلاب الحقيقي الذي سيغير الكثير من المسلمات الطبية في المستقبل.
ترامب سقط شخصيا، وانسانيا، وسياسيا، واسقط معه اقرب حلفائه بوريس جونسون، ورئيس وزراء بريطانيا، وكان الفائز الأكبر نساء في حجم انجيلا ميركل، مستشارة المانيا، ونظيرتها رئيسية وزراء نيوزيلاندا جاسيندا أردرن.
نصيحة للأثرياء العرب وقادتهم الذين ما زالوا اسرى الدعاية الغربية الطبية غير الدقيقة، وهي اذهبوا الى الشرق، الى بكين وشنغهاي وطوكيو والهند، وابحثوا عن عناوين المستشفيات والأطباء فيها، فهناك المستقبل الحقيقي للعالم وقيادته.
***
ترامب صاحب حقوق نشر كلمة “الاخبار الزائفة” وربما هذا هو مجال الابداع الوحيد له، فلم يكشف هذه الثقافة التي برع فيها اعلام بلاده فقط، وانما شخصيا، ولعل مؤتمراته الصحافية اليومية، وتغريداته هي النموذج الأمثل في هذا الاطار.
ندرك جيدا ان مئات الملايين في العالم يعرفون اسم ترامب، ولكن القلة القليلة التي تعرف اسم رئيس الصين شي جين بينغ الذي يعمل بصمت وفاعلية، ارجوكم احفظوا هذا الاسم جيدا، فهو زعيم العالم المقبل، وبدون مؤتمرات صحافية وتغريدات، وزوجة جميلة، وابنته متزوجة من صديق نتنياهو جاريد كوشنر.. والايام بيننا.