عبدالباري عطوان : مُفاجآت الزعيم الكوري الشمالي كيم: هزيمة الكورونا أوّلًا وتوجيه صفَعات قويّة لترامب في الوقتِ الأكثر من مُناسب
Share
إب نيوز ١٤ إبريل
عبدالباري عطوان :
مُفاجآت الزعيم الكوري الشمالي كيم: هزيمة الكورونا أوّلًا وتوجيه صفَعات قويّة لترامب في الوقتِ الأكثر من مُناسب
يعيش الزّعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أفضل أيّامه هذه الفترة، بينما يعيش خصمه الذي يُهَدِّد ويتوعّد بالإطاحة به مُنذ سنوات، أيّ دونالد ترامب، فترةً من أصعب فتَرات حياته، حيث أكثر من 23 ألفًا ماتوا بمرض الكورونا، وبدَأ حكّام الولايات يتمرّدون عليه ويَرفُضون الامتِثال لتعليماته، أمّا التّدهور الاقتصادي مقتله الحقيقيّ فحدّث ولا حرَج.
الزعيم كيم غيّر ثُلث أعضاء لجنة شُؤون الدولة، وعقَد اجتماعًا للبرلمان لم يظهر فيه نائبًا واحِدًا وقد ارتدى كمّامة، رغم انتشار الكورونا قبل أشهر في الصين، وجارته الجنوبيّة، ولم تُسَجَّل حتّى الآن حالة إصابة واحدة في بلده التي تُواجه حِصارًا وعُقوبات أمريكيّة خانِقة.
جُعبَة الزعيم الكوري الشمالي لا تخلوا من المُفاجآت، وأحدثها يوم أمس عندما أجرى مناورات عسكريّة لصواريخ كروز قصيرة المدى في بحر اليابان مُضادّة للسّفن، وعلى ارتفاع عدّة كيلومَتراتٍ فوق سطح البحر.
الجديد أنّ هذه الصّواريخ لا يُمكن رصدها، وجاء إطلاقها بعد أسبوعين لمُناورة بحريّة أمريكيّة تَضُم سُفنًا وحاملات طائرات في المِنطقة، وكان الزّعيم كيم يقول للأمريكيين تفضّلوا نحن جاهِزون وغير خائِفين ومُناوراتكم لا تُرهِبنا.
كيم، الزّعيم العالمي الوحيد الذي أذلّ ترامب وجرجره من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق لحُضور قمّتين معه، واحدة في سنغافورة وأُخرى في هانوي دون أن يحصل على تنازلٍ واحد.
كيم جونغ أون باقٍ ويتمدّد، ويُطلق تجارب صاروخيّة من مُختَلف الأبعاد والأحجام، وترامب يَلعَق جِراحه ويعيش أسوَأ أيّامه، تُرى من هو الزّعيم الحقيقيّ الذي لا يَهزِم العُقوبات الأمريكيّة وإنّما الكورونا أيضًا؟ السّؤال مُوجَّهٌ إلى ترامب؟