واشنطن تعترف باحتلال الموانئ اليمنية قوى العدوان تُفجِّر قنبلة كورونا للتغطية على الوجود الأمريكي في اليمن .
إب نيوز ١٥ إبريل
لم يكن الإعلان عن تسجيل أول حالة كورونا في اليمن خبرا عابرا أو مفاجئا للكثير من المراقبين، بل كان متوقعا إنتاجه وصناعته وتداوله عقب إعلان تحالف العدوان قرار إيقاف الحرب مساء يوم الأربعاء الفائت.
الإعلان عن اكتشاف أول مصاب بفيروس كورونا في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت اعد له جيدا وتمت صناعته ليكون السلاح الأشد تأثيرا في كل ما عرفته تكتيكات أسلحة الصدمة والرعب التي عرفتها الحروب, وهو ما بدا جليا وواضحا من خلال التغطية الإعلامية الواسعة في قنوات دول العدوان التي سرعان ما جعلته خبرا رئيسيا ليتحول إلى أبرز خبر في مختلف وسائل الإعلام العالمية.
اكتشاف إصابة واحدة كانت تكفي ليتصدر اليمن أهم الأخبار العالمية ويصبح مواطن يمني واحد أكثر أهمية من نصف مليون أمريكي مصاب وأكثر من مليون ونصف المليون مصاب على مستوى العالم وعشرات الآلاف من الموتى, الأمر الذي جعل اليمن تبدو وكأنها حققت إنجازا تاريخيا ووصلت بأحد مواطنيها إلى كوكب المريخ.
نجاح قوى العدوان في استخدام سلاح الصدمة والرعب الذي استهدفت به ثلاثين مليون يمني وإيصال تأثيراته إلى كل بيت وكل قلب يمني لم يكن ليتحقق لو لم يشترك المرتزقة وحكومة فنادق الرياض في الترويج له وتغليفه بالرسمية من خلال تصريحات مرتزقة العدوان الذين يتولون زمام المسؤولية في حكومة (الفار هادي) ابتداء بقيادة محافظة حضرموت وانتهاء بمسؤولي حكومة الأجنحة في فنادق الرياض وأبوظبي واسطنبول وغيرها.
قبل خمس سنوات أعلن قادة عسكريون وسياسيون ومشائح دين سعوديون أن الحرب التي يشنونها ضد الشعب اليمني حرب طائفية ولم يتحرجوا من ذلك فقالوها صراحة: «إن لم تكن الحرب في اليمن طائفية فسنجعلها طائفية..» واليوم وبعد فشل كل المشاريع السياسية يستغل تحالف العدوان الذي تقوده السعودية والإمارات جائحة كورونا التي يعاني منها العالم لينتقل بعدوانه ضد اليمن واليمنيين من سيناريو العدوان الدموي المغلف بمزاعم دعم الشرعية إلى سيناريو الاحتلال الناعم المغلف بمواجهة خطر فيروس كورونا وحماية الشعب اليمني، وهو السيناريو الذي سيجتهدون من أجل تفعيله على أرض الواقع وانطلاقا من نفس مبدأ السيناريو الأول فإن خلو اليمن من فيروس كورونا لن يوقف السيناريو الجديد وسيدفعهم إلى إيجاده.
لم يدم النجاح الذي توهمت السعودية والإمارات أنهما حققتاه طويلا وسرعان ما تلاشى وسكت الضجيج الذي ملأ العالم واحتل واجهة الأخبار في القنوات العالمية كأبرز العناوين، إذ شن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة منددة بدور دولة الاحتلال الإماراتي في جلب الفيروس إلى البلاد، كون الميناء يقع تحت سيطرتها وترفض إغلاقه، أسوة بما يفعل العالم من حجر صحي لمنع وصول كورونا.
وأطلق النشطاء الوسم #الامارات_تنقل_كورونا_لليمن للفت أنظار العالم عن دورها السلبي واستهتارها بحياة ملايين اليمنيين.
نجح الوسم في تحقيق هدفه وإثارة الرأي المحلي والعالمي ضد استمرار التواجد الإماراتي في اليمن، ما اضطر أبوظبي إلى أن تطلق حملة مضادة؛ حاولت فيها إبراز ما وصفته بدورها الإنساني والتنموي في اليمن منذ خمس سنوات.
واستغرب موالو الإمارات المحتلة، وفي مقدمتهم نشطاء محسوبون على الانتقالي التابع للإمارات ، تجاهل الدور السعودي في إدخال الوباء العالمي إلى اليمن، عبر جلبها آلاف المجندين من أراضيها وإبقاء المنافذ مفتوحة أمام المغادرين اليمنيين، رغم تفشي الفيروس في أراضيها، إضافة إلى ذلك فقد تجاهلت الرياض كل القرارات الاحترازية المتمثلة في إغلاق المنافذ، مؤكدين أن قادة حزب الإصلاح (إخوان اليمن) لا يكترثون لانتهاكات التحالف إلا إذا كانت إماراتية.
واشنطن تعترف
تحوَّل خبر إصابة مواطن يمني بفيروس كورونا إلى جائحة عالمية أكبر وأجدر بالمتابعة من جائحة الوباء العالمي، الأمر الذي دعا الكثير من المراقبين للتساؤل عن الأسباب التي تقف وراء كل ذلك؟ ولماذا تسعى السعودية والإمارات إلى إرهاق الشعب اليمني بالمزيد من المشاكل والأعباء..؟ وأي فائدة ستحققانها من وراء نشر مثل هذه الأخبار الكاذبة..؟ وما هو الأمر الذي تحاولان التغطية عليه..؟ والكثير من الاستفهامات التي سرعان ما ظهرت وتجلت إجاباتها لتفضح أهداف ومخططات السعودية والإمارات وتكشف الحقيقة التي تحاولان إخفاءها والتغطية عليها.
ومساء يوم الأربعاء الماضي أعلنت قيادة تحالف العدوان إيقاف الحرب العدوانية على اليمن ويوم الجمعة فجَّرت قنواتها ووسائل إعلامها قنبلة كورونا التي أسهمت الأبواق الأممية في إيصال دويها إلى كل أرجاء المعمورة، وباحتلال مثل هذا الخبر الكاذب منصات الأقنية الإعلامية ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، سقط خبر الاعتراف الأمريكي الأهم والأبرز إلى أسفل قائمة الأخبار.
الولايات المتحدة الأمريكية التي تبدو للعالم منشغلة بمواجهة كارثة كورونا التي تعصف بها، اعترفت في نفس يوم الخميس الماضي الذي بدأ فيه سريان مفعول إيقاف الحرب، باحتلالها للموانئ اليمنية في المحافظات الجنوبية والشرقية، مشيرة إلى أن احتلالها للموانئ اليمنية، التي يعد ميناء الشحر الذي اكتشفت فيه حالة الإصابة, واحدا منها يأتي في إطار عملية منع الحرس الثوري الإيراني من احتلالها، وتهريب السلاح من خلالها.
وقالت الولايات المتحدة في تبريرها: إن الحرس الثوري الإيراني يتربص بالموانئ اليمنية وأنها تهدف لمحاربته.
كما عرضت الخزانة الأمريكية مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تفكيك ما وصفته بشبكات تهريب الأسلحة في الموانئ اليمنية.
ويأتي العرض الأمريكي بعد ساعات على تنفيذ إنزال أمريكي – بريطاني في سواحل المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة والممتدة من رأس العارة في لحج وحتى ميناء الشحر في عرمان بمحافظة شبوة والشحر في محافظة حضرموت.
حيث نفذت الولايات المتحدة الأمريكية عملية إنزال لقواتها في الرصيف البحري بمنطقة رأس العارة في منطقة الصبيحة بمحافظة لحج، فيما نفذت القوات البريطانية عملية إنزال في العلم والعريش بمحافظة عدن.
وتتعرض السواحل اليمنية الممتدة لأكثر من 2500 كيلومتر منذ بدء العدوان الذي تقوده السعودية والإمارات لحصار خانق، وسط انتشار كثيف لبوارج دول العدوان التي أثبت الاعتراف الأمريكي أنها لم تكن ولن تكون أكثر من أدوات تنفذ الأجندات الأمريكية في المنطقة.