وبعد كل هذا ..عرفنا من هم الأنصار .
إب نيوز ١٥ إبريل
*كتبت /عفاف محمد
وتشكل الأحداث لكل جيل تاريخه وتصنع المسارات التي يتجهها ..
ولايزال الحق والباطل في صراع على مدى الأزمان ..
وفي زمننا المعاصر تشكلت عوامل عديدة لتصنع المشهد وتوثقه ..وباتت الصراعات أقوى العوامل التي اسهمت في خلق هذه المشاهد ..
كانت قضية فلسطين هي القضية الأولى التي حملها العرب على عاتقهم بغية محاربة الصهيونية التي انتهكت قداستها ولوّثت ودنّست أركانها وقهرت وظلمت اهلها ..
وكانت الضمائر العربية تثور لأجلك يا قدس ..لكن مع مرور الوقت خمدت القضية وانخفضت الأصوات التي كانت عالية وما عادت تلك الوحشية الواقعة على أطفال الحجارة تثير نخوة وغيرة العرب كما فعلت من قبل مع محمد الدرة وغيره وغيره ..ولكن هل تساءلنا ما السبب ..؟!
نعم كان الغزو الفكري هو من شل العقل العربي وجعل قضاياه وثقافاته سطحية جداً لم يعد يثيره مشهد طفل يقتل أو إمرأة تنتهك حرمتها أو شيخ يُهان ويذلّ في أرضه.
وإلى جانب ذلك عمدت أمريكا ودول الإستكبار إلى مسح قضية فلسطين من الذاكرة. فغيّروا إسم قضية فلسطين إلى قضية الشرق الأوسط. فخنع العرب وماتت نخوتهم وغيرتهم وعروبتهم. وصاروا مثل الأنعام تُقاد ومن يقودها …؟!راعي بقر أمريكي..!!
هنا في اليمن ومع الأنصار فاحت ريح النخوة والأصالة ..هنا ارتفع الصوت مجاهراً بالحق ..وقائلاً :الموت لأمريكا والموت لإسرائيل.
واستفزت هذه الكلمات رعاة البقر بعد ان فرضوا سطوتهم وهيمنتهم في كل البقاع العربية. فنفثوا بذور الفتن بين العرب وجعلوهم في نزاعٍ وخصامٍ دائمٍ فكك نسيجهم الإجتماعي.
هنا في اليمن قال الأنصار بكل تحدي
..”لا ” لأمريكا ..”لا” لإسرائيل . وجاهروا بهذه الجرأة غير المعهودة عند العرب الخانعين منذ أمد ليس باليسير ..
كم ايقظ الأنصار من قيم كانت قد غابت. كم ذكّروا بواجبات تغافل عنها الجيل الجديد المحشو بالثقافة الغربية ..
كم ناضلوا وجاهدوا جبروت الطغاة الذين اعلنوا عليهم الحرب ورفعوا فوهات المدافع والبنادق صوبهم ..
حاربوهم حروباً شرسة وتكالبوا عليهم من كل حدب وصوب ..وشحذوا أسلحتهم المتطورة وكل تقنياتهم الحربية واستخدموا كل انواع الحروب التكنولوجية و البيولوجية والنفسية ..
ولكن قوة الأنصار تنامت بشكل عجيب وفي وقت قياسي. فقد أذهلت العالم وحركت الدم العربي الساكن في الشعوب وجعلته يثور ويثور في وجه الطغاة ..
هنا انتفض الأحرار من العراق الحر ومن لبنان المقاوم ومن سوريا المناضلة ومن تونس الإباء ومن ليبيا الشموخ. ومن هنا وهناك تقاطر الأحرار ليضموا اصواتهم الى الأنصار رافضين الظلم.
ونجد أن التأييد الآلهي يرافقهم ويجمعهم تحت جناح الإيمان بالله وتحت راية الجهاد في سبيله ..
يخطون خطاهم الثابتة محرزين النصر تلو النصر
بفضل الإيمان الكلي والعمل بمضمون الملازم وفقاً للتوجيهات الربانية.
ومع مرور أكثر من خمس سنوات على العدوان الكوني على اليمن وبالرغم من التدمير الكلي للبنى التحتية وبالرغم من الحصار المطبق الذي كان سببا في تفشي الأوبئة والمجاعة. وبالرغم ممن التقصير الأممي المتعمد في تامين الدواء والغذاء لكسر إرادة الشعب اليمني فقد إنتصرت المقاومة وتحطمت أهداف العدوان تحت أقدام المجاهدين وغنم الأنصار كميات هائلة من السلاح والعتاد ساعدهم في الصمود وأمن لهم مخزوناً فائضاً من الذخيرة كان من المستحيل تأمينها بسبب الخظر وانعدام السيولة.
لقد إنتصر الأنصار بفضل الإيمان بالله والتوكل الكلي علية والطاعة العمياء لقائد المسيرة القرآنية والأهم هم صمود الشعب الأسطوري الذي إلتف حول قيادته ومجاهديه بالرغم من إنعدام الراتب والغذاء والدواء.
فسر إنتصار الأنصار كان ولا يزال في إيمانهم. فهم يؤمنون بالوعد الآلهي:-
*{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد-7)*
ويلاحظ الصديق والعدو تسارع خطى الأمم المتحدة لمنع تحرير مأرب ولحفظ ما تبقى من ماء وجه العدوان. ولكن كل محاولاتهم ستذهب هباءاً منثوراً لأن السنن والوعود الآلهية تحقق الواحدة وبات النصر النهائي حتمياً *{قاب قوسين أو أدنى}.*
فقد قال %