اخبروني !! كيف بإمكانهم جبر الضرر ؟؟
إب نيوز ١٥ إبريل
دينا الرميمة
هي الحرب الطائعة لإسيادها ما إن دقوا طبولها حتى نفذت ماعليها بإحترافية بالغة الدقة وتفننت حد الإبداع والتمييز في صنع مأسيها وأحزانها في قلوبنا وطبعتها بطباع دخيلة أصبحنا نحن انفسنا ننفر منها ويملُها الكثير من حولنا .
وكيف ستكون حرباً إذا ما كانت قاسية تتلف فينا روحيتنا وتدمر كل شيء جميل حولنا .
ولو أمكنها إنتزاع الهواء من سمائنا لنموت جميعاً مخنوقين لفعلت .
بسياسة تدمير الأرض والإنسان جاؤوا إلينا فقط لإننا حد الموت نحب الوطن وبداخلنا مدن عشق للكرامة أرادوا إتلافها وإنتزاع حبنا لليمن وليتنا نموت قبل أن يميتوا فينا حب اوطاننا وقتل الكرامة !!
بكل بشاعة الدنيا جاؤوا لقتالنا فأخذوا منا أحبة عشنا معهم ماضٍ جميل مذ كنا صغارا لانعي شيء ومعهم كبرنا على ثرى أرض تنفست عليها صدورنا عبق الحياة المفعمة بالعزة والكرامة والإمتنان لتلك الأرض التي وبدون مسوغ اصبحنا عليها المردة المارقون عن شرعيتهم ليسودها من لا إيمان له ولا يليق به شرف الإنتماء لتلك الأرض ،
وبعد أن كان منهم الجار وصديق العمر أصبح العدو الحاقد المصوب سهام غدره علينا لينتزع منا تلك البيت التي لطالما عشنا فيها معهم لحظات جميلة وجمعتنا ذكريات تأبى السنين أن تمحوها وتبقى عالقة في الذاكرة تنخر فيها ببشاعة!!
رحلنا عن أرضنا مرغمين إلى أرض كانت هي الأحن من تلك التي ماتمنينا يوماً أن نبتعد عنها وأصبحت قلوبنا مليئة بالكراهية لاولئك الذين
خذولنا وصادروا كل ماضينا وقتلوا فينا الحاضر واغتالوا أحلام المستقبل ،
استبدلت مسميات الكثير منا من أكاديمي وطبيب ومهندس ومعلم أجيال وتاجر ثري إلى مسمى نازح ومهجر وعاطل عن العمل وباحث عن مايسد رمقه أمام أبواب المنظمات الخبيثة !
كثيرة هي مأسينا واحزاننا التي أحاطت بقلوبنا والتفت حول رقابنا بعنف و ما هذا إلا غيض من فيض
وقد تلوموني قائلين :
بأننا نحن المنتصرون على كل عنجهية العدو وخبثه وربما بل ومؤكد هو الأن يبحث عن طريقة تخرجه من المأزق الذي صار محصور فيه وقد تلوموني إن إسرفت في التعبير عن خمس سنوات سرقتها الحرب من الكثير منا وربما قد تطول ،
ولكن أخبروني ياسادة ان قبل العدو بإيقاف الحرب وهو مجبر أن يعمر الأرض ويرمم أثار مادمرته صورايخه في كل شبر من ارضنا
ولكن كيف له ان يرمم ماأحدثته حربه وخبثه في قلوبنا كيف له أن يجبرر ضرر الأجساد ويرمم الروح المنهكة من تلك الاحزان التي لاعلاج لها وبجرعات دمع ملتها وسائدنا نحاول التخفيف فيها عن ارواحنا ،
لا ولن يستطيعوا فعل ذلك مهما حاولوا ومهما قدموا،
وحده النصر المبين هو كفيل بترميم جراحنا ،
وهي حريتنا المحفوظة وكرامتنا التي ماازدادت إلا شموخاً ويمننا التي ماازدادت إلا سموقاً هي مايجبر الضرر فينا وترمم فينا كل شيء سيء من أثار هذه الحرب أما هم وإن منحونا كل كنوز الأرض بأكملها فليس باستطاعتها أن ترمم شيئاً أو تستعيد لنا ولو جزء بسيط من كل ماسرقوه منا .