الرئيس المشاط الرسالة وصلت .
عبدالفتاح البنوس
( دماؤنا ليست أغلى من دمائكم ، وأرواحنا ليست أغلى من أرواحكم ) هكذا تحدث الرئيس الشهيد صالح علي الصماد رضوان الله عليه ، في كلمته التي ألقاها في حفل تخرج عدد من منتسبي الوحدات العسكرية والأمنية بمحافظة الحديدة ، والذي أقيم على ساحل الحديدة ، معلقا على النصائح التي تلقاها بعدم حضور الاحتفال وتكليف من ينوبه ، والتي قوبلت بالرفض من الرئيس الشهيد وأصر على أن يحضر بنفسه ، رغم الخطر الذي يتهدده جراء ذلك ، فكانت ثقته بالله سلاحه الذي تزود به ، فمضى متوكلا على الحفيظ الحافظ ، فأعمى أبصار قوى العدوان وجرى العرض العسكري بسلام ، وعاد الرئيس الصماد بسلامة الله وحفظه إلى العاصمة صنعاء ، ولم تفلح بلاغات الخونة والجواسيس العملاء ، الذين كانوا يطمعون في الحصول على المبلغ المرصود من قبل تحالف العدوان لمن يدلي بمعلومات تحدد موقع تواجد الرئيس الصماد .
واليوم وعقب السيول الجارفة التي اجتاحت عدداً من أحياء العاصمة صنعاء والتي خلفت خسائر وأضراراً بشرية ومادية ، أصر الرئيس مهدي المشاط على الخروج صباح الثلاثاء الماضي على متن سيارته ، سالكا طريق السايلة التي كانت مسرحا للسيول الجارفة غير المسبوقة ، واطلع على حجم الأضرار والخسائر التي خلفتها السيول ، واستمع إلى شكاوى المواطنين وملاحظاتهم ، ووجه الحكومة ممثلة بأمانة العاصمة والجهات ذات العلاقة بعمل معالجات عاجلة لتصريف سيول الأمطار وتشكيل لجان لحصر الأضرار والمتضررين جراء كارثة السيول التي تعرضت لها العاصمة صنعاء .
خروج الرئيس المشاط في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن ، وتداعيات أزمة كورونا ، علاوة على الخطر الذي يتهدده ، وعمليات الرصد والتتبع التي تقوم بها دول العدوان عبر أقمارها الصناعية وطائراتها الاستطلاعية التجسسية والخلايا التجسسية التي تعمل لحساب قوى العدوان ، يعكس الروح الوطنية المسؤولة التي يتحلى بها الرئيس المشاط ، والتي دفعته إلى الالتحام مع المواطنين في الشارع وتلمس همومهم ومشاكلهم والاطلاع على الأضرار التي تعرضوا لها عن قرب ، وهو بذلك أخرس تلكم الألسن السليطة التي ظلت تنتقد عدم ظهوره في زيارات ميدانية ، وعدم زيارته للجبهات ، كما كان يفعل الرئيس الشهيد صالح الصماد رضوان الله عليه ، هذه الألسن التي تتحدث بعاطفة وانفعالية غير منطقية ، فالاحتياطات الأمنية مطلوبة وضرورية وخصوصا عقب استهداف الشهيد الصماد ، فمن غير المنطقي المغامرة وعدم الأخذ بالأسباب والحرص على سلامة الرئيس المشاط ، لكي لا نمنح قوى العدوان أي فرصة لتحقيق أي انتصار معنوي على الإطلاق ، في ظل الخسائر والهزائم العسكرية التي يتكبدونها في مختلف الجبهات ، وعلى مختلف المحاور .
وقد يكون للرئيس المشاط تحركات وزيارات سرية وغير معلنة ، ضمن الاحترازات الأمنية المبررة ، لكل ذي عقل ، المهم خروج الرئيس مهدي المشاط للشارع وتفقده أوضاع المواطنين في العاصمة وإطلاعه على الأضرار التي خلفتها السيول وإن كانت مغامرة ، إلا أنها كانت رائعة جدا أسهمت في تعزيز الثقة بين الرئاسة والمواطنين ، وأشعرت المواطنين بأن الدولة حاضرة معهم وإلى جوارهم تشاركهم تداعيات الكارثة التي لحقت بهم ، ونأمل أن يقتدي بقية كبار مسؤولي الدولة بالرئيس المشاط ، ويكونوا أكثر قربا من المواطنين ، يتلمسون همومهم ومشاكلهم ويعملون على حلها أولا بأول ، ويكثفون جهودهم من أجل تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين ، ويعملون على رفع الجاهزية لمواجهة أي طوارئ قد تحدث ، للحد من الخسائر والأضرار .
زيارة الرئيس مهدي المشاط للمناطق المتضررة جراء السيول التي منَّ الله بها على العاصمة صنعاء ، هي رسالة غير مباشرة وجهها الرئيس للمسؤولين الخاملين ، الذين ابتعدوا عن أداء المهام الموكلة إليهم ، والقيام بالمسؤوليات والواجبات الواقعة في نطاق اختصاصهم ، وصارت المسؤولية عندهم عبارة عن مدير مكتب يرد على المكالمات الواردة إلى مكتب معاليه ، ويجمع الأوراق والمعاملات التي تحتاج إلى توقيع معاليه في ملف البريد الخاص به ، الذي يؤخذ إلى منزل معاليه ليتكرم بالتوقيع عليه ، ولهؤلاء نقول: خافوا الله في المواطنين ، احترموا دماء الشهداء ، وكونوا على مقربة من المواطنين الذين ينشدون الإنصاف ورفع الظلم والحصول على الخدمات الأساسية ، اقتدوا بالرئيس المشاط ، وسلفه الشهيد الصماد وباليمني الصريح أقول ( تديولوا ساع الجن) ما لم افسحوا المجال لغيركم ، الوطن في خير ( وما فيش عندنا أزمة كوادر ) .