(نص)المحاضرة الرمضانية الأولى للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1441هـ .
أُعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة والأخوات: السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
ومباركٌ لكم ولكل أبناء أمتنا الإسلامية قدوم الشهر المبارك: شهر رمضان.
ومباركٌ أيضاً بتهنئةٍ وتبريكٍ خاص لكل الإخوة المرابطين في الجبهات، في ميادين الشرف والجهاد والبطولة والثبات.
ونفتتح في هذه الليلة المحاضرات الرمضانية بالحديث على نحوٍ إجماليٍ عن أهمية الاستفادة من هذا الشهر المبارك، وقبل ذلك نتحدث بتهميدٍ موجزٍ ومختصر عن النظرة المنتشرة في أوساط الساحة الإسلامية تجاه هذه المناسبة، وتجاه هذه الفريضة المهمة، وتجاه هذا الركن من أركان الإسلام.
لا شك أنَّ النظرة السائدة في أوساط الساحة الإسلامية هي نظرة إجلالٍ لهذه الفريضة، ولهذا الشهر المبارك بصيامه وقيامه، واعترافٍ بفضله وقدره وعظيم منزلته، وكذلك النظرة إليه على أنه ركنٌ من أركان الإسلام، كما هو كذلك، بكل ما يمثِّل ذلك من أهمية كبيرة في موقع هذه الفريضة الدينية في الدين الإسلامي.
أمَّا كيفية التعامل مع هذه الفريضة، ومع شهر رمضان المبارك بصيامه وقيامه، فالنظرة الشاملة أو النظرة السائدة لدى الأكثر من أبناء الأمة هي التعامل الروتيني، والنظرة الروتينية لهذه الفريضة المباركة ولهذا الشهر المبارك، باعتبار هذا الشهر شهراً مباركاً، والإعتياد لصيامه، والإعتياد لبعض الأعمال الصالحة فيه، وكذلك العمل على توفير المسابح، والإلتفات بشكلٍ أكثر إلى القرآن الكريم، وإلى ذكر الله “سبحانه وتعالى”، هذه نظرة سائدة، وقد تكون لدى الكثير من أبناء الأمة الإسلامية، وينظرون إلى أنَّ الأجر فيه مضاعف، والأعمال الصالحة فيه تمثل قربةً عظيمةً إلى الله “سبحانه وتعالى”، وعليها الأجر الكبير… إلى غير ذلك.
البعض كذلك ينظرون إليه على هذا النحو، ويتجهون عملياً إلى التركيز على جانب القربة إلى الله “سبحانه وتعالى” بالأعمال الصالحة، فتركيزهم بشكلٍ رئيسي يتجه نحو ما في هذا الشهر المبارك من أجرٍ كبير على الأعمال الصالحة فيه، وما فيه من مضاعفة الحسنات والأجور عند الله “سبحانه وتعالى”، وقد- كذلك- يلتفتون إلى حدٍ ما إلى الإستفادة من الأجواء الروحية فيه، التي تعالج عند الإنسان قسوة القلب، وتساعده على الخشوع، والشعور بالقرب من الله “سبحانه وتعالى” على نحوٍ أفضل مما عداه من الشهور، وهذه نظرة متقدِّمة بعض الشيء، ولكنها لا تزال ناقصة.
هناك البعض ينظرون إلى هذا الشهر الكريم بصيامه وقيامه وأجوائه، إلى أنه يمثِّل بالنسبة لهم مشكلة، وأنه يمثِّل عبئاً إضافياً إلى ما هناك من مشاكل هذه الحياة ومتاعبها، وأنه يعرقل عليهم الكثير من برامج عملهم في اهتماماتهم في هذه الدنيا: اهتماماتهم التجارية، اهتماماتهم الاقتصادية، اهتماماتهم المعيشية… إلى غير ذلك. كما أنهم يتضايقون إلى حدٍ كبير من فريضة الصيام، وما فيها من التزامات، مثل: الامتناع عن الطعام والشراب، الامتناع عن المفطرات، الامتناع عن المعاشرة الزوجية بالمباشرة للزوجة… إلى غير ذلك. ويرون في ذلك أنه يمثِّل مشكلةً كبيرةً بالنسبة لهم، وقيوداً غير مرغوبٍ فيها، ويعتبرونه شيئاً لا علاقة له ولا إيجابية له في واقع الحياة؛ وإنما هو بهدف الآخرة، وأتى بشكلٍ يمثِّل عبئاً عليهم.
ما يقدِّمه لنا القرآن الكريم، وما ركَّز عليه الرسول “صلوات الله عليه وعلى آله” بخطاباته وأقواله على ضوء القرآن الكريم، يقدِّم لنا رؤيةً متكاملةً عن هذا الشهر المبارك، وعن صيامه وقيامه، وهي النظرة التي ينبغي أن نستوعبها جيداً كمسلمين؛ حتى نستفيد بشكلٍ أفضل، وحتى نستغل هذه الفريضة المباركة وهذا الشهر العظيم على نحوٍ متكامل، فالرؤية الناقصة قد تجعل الإنسان يخرج من هذا الشهر المبارك كذلك بتوجهٍ عمليٍ ناقص، وبنتائج ناقصة، وقد تصل الحالة في بعض الأمور إلى أن يخرج الإنسان خاسراً غير رابح، (رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلَّا الجوع والظمأ، ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلَّا السهر والتعب).
الله “سبحانه وتعالى” في كتابه المبارك عندما أمرنا بفريضة الصيام في شهر رمضان المبارك قال “جلَّ شأنه”: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: الآية183]، الآيات المباركة ال
تي وردت في سورة البقرة، والتي في بدايتها هذه الآية، وتحدثت عن صيام شهر رمضان المبارك، آياتٌ مهمة، وتقدِّم صورةً متكاملة عن هذه الفريضة المهمة، وعن الإيجابية العالية لها، والقيمة الكبيرة لها، والأثر الإيجابي لها، من المعلوم أنَّ الله “سبحانه وتعالى” في كل ما شرعه لنا، وفي كل ما أمرنا به وأرشدنا إليه، إنما ذلك من منطلق رحمته، ومن منطلق حكمته وعلمه بما هو الخير لنا، ولذلك فأيٌّ من توجيهات الله وأوامره وإرشاداته وتعليماته، وأيٌّ من فرائضه والأعمال التي وجهنا إليها، لا يمثِّل حاجةً لله “سبحانه وتعالى”، ولا منفعةً له، هو الغني “سبحانه وتعالى”، الغني عنَّا، الغني عن أعمالنا، ولكنه “جلَّ شأنه” الرحيم بنا، والخالق لنا، والعالم بما هو خيرٌ لنا، وهذه الآية المباركة قدَّمت عنواناً عاماً وعظيماً ومهماً للغاية، جعلته الثمرة الرئيسية لصيام شهر رمضان المبارك، هذه الثمرة المهمة هي في قول الله “سبحانه وتعالى”: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
أشرنا في المحاضرات الرمضانية للعام الماضي أنَّ مصدر الخطر على الإنسان هي الأعمال السيئة، ونتائجها السيئة، هنا يتلخص الخطر الكبير على الإنسان: الأعمال السيئة، ونتائجها وآثارها السيئة، التي تطالنا في واقع حياتنا في أنفسنا وفي واقع حياتنا، ولذلك الإنسان إمَّا من خلال تصرفاته هو كفرد، أو المجتمع كمجتمع؛ لأن الإنسان كفرد هو أيضاً جزءٌ من مجتمع، حياته مترابطة هذا المجتمع، وآثارها ونتائجها أيضاً عامة تنزل إلى الواقع الفردي وتتوزع في نهاية المطاف على الواقع الفردي، وقد تكون أيضاً الأعمال السيئة بآثارها السيئة من بعض البشر تترك تأثيرات سيئة في واقع الحياة بشكلٍ عام، ولذلك يحتاج الإنسان هو بحاجة ملحة وماسة إلى ما يساعده في عملية الإنضباط، والمسؤولية، وحسن التصرف، والرشد في أعماله؛ حتى يوزن هذه الأعمال وفق الحكمة، ويزنها أيضاً بميزان الحق والعادلة، ويضبطها بضابط القيم والأخلاق، وحينها أيضاً تكون النتائج في واقع الحياة، في واقع الحياة نفسها، النتائج الإيجابية والطيبة التي تسعد بها البشرية، يرتاح بها الإنسان، لها الأثر الإيجابي على المستوى النفسي وعلى المستوى العملي، ثم في النتائج في واقع الحياة، ومن هنا تأتي أهمية هذه المحطة السنوية في أثرها التربوي الكبير جداً على نفسية الإنسان، على مشاعره، ما تكسبه من قدرة على السيطرة على غرائزه، والسيطرة على رغباته وأهوائه، وتساعده على أن يضبط- كما قلنا- تصرفاته وأعماله بمعيار الحكمة وبضوابط الأخلاق، وبما هو مشروع من قبل الله “سبحانه وتعالى”.
ثم ما نكتسبه من هذه الفريضة المباركة من قوةٍ في العزم، قوةٍ في الإرادة، قوةٍ في الصبر والتحمل، الإنسان يتروَّض خلال هذا الشهر المبارك على الصبر والتحمل أمام الرغبات والشهوات، وهو يضبط نفسه عنها، أو يسيطر على نفسه تجاهها، وأمام الصعوبات والمشاق، وهو يتحملها، وهو يتعوَّد عليها، وهو يتمرن عليها؛ حتى تصبح أشياء روتينية اعتيادية في حياته إلى حدٍ كبير؛ فلذلك يمثِّل هذا الشهر المبارك بصيامه، وقيامه، وبرامجه، وبركاته، وآثاره، محطةً تربويةً عظيمةً جداً، تكسب الإنسان- كما قلنا- قوة الإرادة، وقوة التحمل، والجَلَد، والصبر، وتكسبه أيضاً الأثر الروحي، والأثر العظيم والمهم في زكاء نفسه، وفي معالجة الكثير من ترسُّبات مشاكل هذه الحياة، التي عادةً ما تكون قد تركت أثراً سلبياً في مشاعر الإنسان، ونظرة الإنسان، واهتمامات الإنسان، وتصرفات الإنسان، فشهر رمضان المبارك بأجوائه العامة، بما فيه من صيام وقيام وأعمال صالحة…إلخ. هو يثمر ثمرةً عظيمة، ويترك أثراً إيجابياً لمن يغتنمه، لمن يتجه منذ البداية إلى اغتنام هذه الفرصة الثمينة جداً، وهذه المحطة العظيمة فيتزود منها التقوى.
عندما نأتي إلى عنوان التقوى، الإنسان بفطرته يرغب فيما يقيه من الكثير من المشاكل، أو من كل الكوارث والمصائب والشرور والمخاطر، الإنسان بفطرته رحيمٌ بنفسه، ويريد لنفسه الخير، {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}[العاديات: الآية8]، ويتمنى أن يمتلك ما يقيه من الشرور والمخاطر الكبيرة على نفسه وعلى حياته، والوقاية هي خلاصة ما يعنيه تعبير التقوى، أنه يشكِّل وقايةً لنا، وقايةً لنا من كثيرٍ من الأشياء السيئة التي هي نتاجٌ طبيعيٌ للأعمال والتصرفات الخاطئة والسلبية والسيئة، بكل تأثيراتها السيئة علينا في واقع الحياة، الأعمال السيئة والأعمال المنحرفة تلحق بالناس ضرراً كبيراً في حياتهم: في أمنهم، في معيشتهم، في اقتصادهم، في استقرارهم الإجتماعي، وهذه هي المشاكل التي تعاني منها البشرية إلى حدٍ كبير، وهذه- بعينها- هي المشاكل الكبيرة التي تصيح منها المجتمعات البشرية في مختلف أقطار الأرض: ارتفاع نسبة الجرائم بأنواعها، الإختلالات الأمنية المؤذية للناس، الأزمات الإقتصادية التي تتفاقم، الفساد الذي يضر بالناس في كل شؤون حياتهم… وهكذا مختلف أنواع الشرور التي تمثِّل مشكلةً حقيقيةً للناس في واقع حياتهم.
ومن ه
نا يتضح لنا أنَّ صيام شهر رمضان، وأنَّ شهر رمضان المبارك بكل ما فيه من صيام وقيام وأعمال صالحة، وما يتهيأ فيه من البركات والآثار الإيجابية والخيِّرة، لا يمثل عبئاً إضافياً إلى مشاكلنا في هذه الحياة؛ بل إنَّ له علاقة مهمة جداً بصلاح حياتنا هذه، بل إنَّ له أهمية كبيرة فيما يمكن أن يشكِّله من تأثير إيجابي وعظيم في نفس واقع حياتنا: في انخفاض نسبة الجرائم، في ارتفاع نسبة الأعمال الصالحة بأثرها الصالح والإيجابي في واقع الحياة، في النتائج الإيجابية التي تعود علينا نفعاً على مستوى مشاعرنا، أن نعيش ونكتسب مشاعر الطمأنينة، مشاعر السكينة، القرب من الله “سبحانه وتعالى”، التخفيف إلى حد كبير من مشاعر القلق، من الشعور بالضيق في واقع النفوس، أن يروِّينا من حالة الجفاف على المستوى الروحي، فنعيش حالة الاطمئنان بذكر الله “سبحانه وتعالى”، والمشاعر الإيجابية والإنسانية الراقية والمؤثرة إيجاباً في مشاعر الإنسان ونفسيته وأعماله، بكل ما لذلك من أثر طيب جداً في نفوس الناس وفي واقع حياتهم، فهو نعمةٌ عظيمةٌ من الله “سبحانه وتعالى”، ووسيلة مساعدة عملية تحقق هذه النتائج المهمة: وسيلة مساعدة لتحصيل الوقاية من كل تلك الشرور، للإرتقاء في واقعنا النفسي والأخلاقي والعملي والسلوكي، لنكتسب منها أيضاً قوة الإرادة، والصبر، والتحمل، والقوة النفسية في مواجهة أعباء هذه الحياة، وتحديات هذه الحياة، ونكتسب منها قوة التحمل للنهوض بمسؤولياتنا في هذه الحياة، وقوة التحمل لمواجهة المشاكل التي نعاني منها في هذه الحياة، فهو شيءٌ نحتاجه بكل ما تعنيه الكلمة، وشيءٌ مهمٌ جداً.
الإنسان يعيش في هذه الحياة مخاطر كثيرة، مخاطر الإنهيار النفسي في مواجهة صعوبات وتحديات هذه الحياة، البعض من الناس يصلوا إلى مستوى الإنهيار النفسي أمام كثيرٍ من الصعوبات، والمشاكل، والأزمات، والتعقيدات في هذه الحياة. البعض من الناس يعيشون حالةً من الإضطراب، والتوتر، وفقدان الإتزان في تصرفاتهم ومواقفهم، ويعيشون حالةً من الإنفلات والفوضى النفسية، وينطلقون في واقع هذه الحياة بضغط هذه المشاكل والغرائز بدون انضباط، وبدون وعي، وبدون حتى أي مستوى من الرشد، فيتصرفون بطريقة لا مسؤولة، لها نتائج وخيمة عليهم في أنفسهم وفي واقع حياتهم. والبعض من الناس يعيشون حالة الإنحراف، الإنحراف بشكلٍ رهيب عن القيم، عن الأخلاق، عن الضوابط الشرعية، عن التوجيهات الإلهية، يترتب على ذلك مفاسد كبيرة جداً، فيخسرون في الدنيا، ويخسرون أيضاً في الآخرة والعياذ بالله.
فشهر رمضان المبارك محطة مهمة جداً في عطائها التربوي، وعطائها الأخلاقي، وأثرها في واقع الحياة، نحن نركِّز جداً على النقطة: الأثر المهم في واقع الحياة؛ حتى لا يظن الإنسان أنها تمثِّل عبئاً إضافياً لا قيمة له في واقع حياته. لها أهمية في واقعك النفسي وفي واقع حياتك، وما يترتب عليها أيضاً من جانب الله “سبحانه وتعالى” من البركات والخيرات والعطاء الإلهي الواسع.
الجانب الآخر الذي ينبغي التركيز عليه أيضاً فيما يتعلق بشهر رمضان المبارك: ما يمثله من قربة عظيمة إلى الله “سبحانه وتعالى”، وما يترتب عليه من عطاء إلهي في الدنيا والآخرة، فهو موسم خيرٍ عظيم، موسم خير، الأجر فيه كبير، الفضل فيه كبير، القيمة للأعمال الصالحة فيه قيمة عالية جداً، فهو موسم تجارةٍ رابحةٍ مع الله “سبحانه وتعالى”، ويمكن أن يتحقق للإنسان خلال هذا الشهر المبارك من أثر الأعمال الصالحة، ومن نتائجها، وما يكتب عليها، ما لا يتحقق في غيره على مدى عمرٍ كامل وأكثر، أحياناً على مستوى أكثر من عمرٍ كامل؛ ولذلك يمكن أن يشكِّل هذا الشهر المبارك في أثره المبارك، وفيما يترتب على الأعمال فيه من نتائج وأجر مضاعف، أن يمثِّل رصيداً كبيراً جداً يضاف إلى أعمال الإنسان الصالحة، رصيداً عظيماً جداً يضاف إليها، فهو يمثِّل فرصة، نحن بحاجة إلى الله “سبحانه وتعالى”، بحاجة إلى العمل الصالح، بحاجة إلى ما يقرِّبنا من الله، بحاجة إلى ما يساعدنا أن نحظى من خلاله برضوان الله “سبحانه وتعالى”، ونأتي يوم القيامة ولنا من الأعمال الصالحة ما يثقِّل موازيننا، ألَّا نأتي يوم القيامة خاسرين، مفلسين من الأعمال الصالحة.
وفي هذا السياق نتحدث على ضوء نصٍ من رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله”، رواه عنه الإمام عليٌّ “عليه السلام”، حيث قال: (خطب رسول الله “صلى الله عليه وآله” في آخر جمعةٍ من شهر شعبان)؛ وهو يسعى إلى التهيئة للمسلمين لاستقبال هذا الشهر المبارك بوعي، وإدراك لقيمته وأهميته، (فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيُّها الناس، إنه قد أظلَّكم شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر)، وهذا من المزايا العظيمة لشهر رمضان المبارك، شهر رمضان من أوله إلى آخره هو شهرٌ مبارك، والأعمال فيه تضاعف عليها الأجور والحسنات، والبركات فيه من أول لحظةٍ يبدأ إلى آخره، ولكن مع هذا هناك ليلة في هذا الشهر المبارك ليلة اسمها: ليلة القدر، لها بركاتها الكبيرة جداً، والتي قال الله “سبح
انه وتعالى” عنها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}[القدر: الآية3].
(شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر)، وطبعاً ليلة القدر لم تحدد بشكلٍ قاطع في ليلةٍ معينة؛ حتى يبقى الإنسان مهتماً بالشهر المبارك بشكلٍ عام، (وهو شهر رمضان فرض الله عزَّ وجل صيامه)، يعني: جعل صيامه فريضةً من فرائض الدين، وركناً من أركان الإسلام، وإلزامياً؛ لأن الكثير من الناس لو بقي شهر رمضان مندوباً، أو مستحباً، أو مجرد عملٍ صالح من الأعمال التي يأتي الأجر عليها وليس إلزامياً، لما صاموه، لتركوه، لكن يبقى إلزامياً؛ لأهميته، وحاجتنا الملحة إليه.
(فرض الله عزَّ وجل صيامه، وجعل قيام ليلةٍ منه بتطوع صلاةٍ، كمن تطوع سبعين ليلةً فيما سواه من الشهور)، لاحظوا هذه المضاعفة الكبيرة، تطوع صلاة فيه (كمن تطوع سبعين ليلةً فيما سواه من الشهور)، إلى هذا المستوى الكبير من مضاعفة الأجر والثواب، ومن الأثر الإيجابي لما يقدَّم فيه من الأعمال الصالحة، (وجعل لمن تطوَّع فيه بخصلةٍ من خصال الخير والبر)؛ لأن مجال الخير ومجال البر واسع، يشمل أعمالاً كثيرة مما أمر الله بها وأرشد إليها في كتابه الكريم، فالله (جعل لمن تطوع فيه بخصلةٍ من خصال الخير والبر، كأجر من أدَّى فريضةً من فرائض الله عزَّ وجل فيما سواه)؛ لأن الفرائض أجرها كبير، وموقعها في الأعمال الصالحة موقعٌ عظيم، هي في الأعلى، هي في المستوى الأعلى من الأهمية والأجر والفضيلة، ومع ذلك ترتقي الأعمال التطوعية لتصل إلى مستوى الفرائض فيما عدا شهر رمضان من حيث القيمة، والبركة، والأجر، والفضل، يعني: فضل عظيم، وأجر كبير.
(ومن أدَّى فريضةً من فرائض الله عزَّ وجل، كمن أدَّى سبعين فريضةً من فرائض الله عزَّ وجل فيما سواه من الشهور)، فالمضاعفة إلى سبعين، (وهو شهر الصبر)، في هذا الشهر نتعلم الصبر، ونتعود على التحمل وقوة التحمل، الصبر بكلما يمثله من أهمية، وهو في منزلته من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، لا بدَّ منه، لا يتحقق الإيمان إلَّا به، ولا يتحقق الفوز إلَّا به، ولا النجاة إلَّا به، (وهو شهر الصبر)، فالصبر يعتبر مكسباً عظيماً، حيث نتروض ونتعود على الصبر الذي لا بدَّ منه في هذه الحياة لتحمل الأعباء، وكذلك المواجهة للصعوبات والشدائد، ولامتلاك القدرة على التحمل للمسؤوليات والأعمال الصالحة.
(وإنَّ الصبر ثوابه الجنة)، الصبر له هذه الأهمية الكبيرة: (ثوابه الجنة)، (وهو شهر المواساة)، من الأعمال المهمة في هذا الشهر المبارك المواساة، المواساة بين المؤمنين، المواساة بين المجتمع الإسلامي، العناية بالفقراء، بالضعفاء، بالمحتاجين، المناصرة للمظلومين، الغوث للملهوفين، (وهو شهرٌ يزيد الله تعالى فيه في رزق المؤمن) هذا جانبٌ من بركات هذا الشهر على مستوى رزق الإنسان المؤمن.
(ومن فطَّر فيه مؤمناً صائماً كان له عند الله “عزَّ وجلَّ” بذلك عتق رقبة، ومغفرةٌ لذنوبه فيما مضى)، كذلك أجر عظيم على الإطعام والإحسان للناس في احتياجاتهم الغذائية؛ لأن البعض قد يواجهون الظروف المعيشية الصعبة، لا سيما في هذه المراحل، بما فيها من أحداث كبيرة، وتحديات وظروف صعبة: حروب، أزمات اقتصادية، معاناة على المستوى الاجتماعي، فهناك أجر كبير وفضل عظيم لمن يساهم ويتعاطف ويقدِّم للآخرين طعاماً يفطرون عليه، احتياجاتهم الغذائية، إلى هذا المستوى العظيم: (كان له عند الله “عزَّ وجلَّ” بذلك عتق رقبة)، وهذا أجر كبير، وفضل عظيم جداً، ومغفرةٌ أيضاً، الإنسان يكسب المغفرة إذا كان من المنيبين إلى الله، الراجعين إلى الله، والمقلعين عن الكبائر.
(فقيل له: يا رسول الله ليس كلنا يقدر على أن يفطِّر صائماً)؛ لأن البعض قد تكون لهم ظروف صعبة، فكيف يفعلون لينالوا هذا الفضل، ليحصلوا على هذا الأجر، فقال: (إنَّ الله تعالى كريم، يعطي هذا الثواب من لا يقدر إلَّا على مذقةٍ من لبنٍ يفطِّر بها صائماً، أو بشربةٍ من ماءٍ عذبٍ، أو تميراتٍ لا يقدر على أكثر من ذلك)، من لديه ظروف صعبة، كان منتهى قدرته أن يقدم ولو شربةً من ماءٍ عذب، يحصل على هذا الأجر الكبير، ولا يحرم منه.
(ومن خفف فيه عن مملوكه، خفف الله “عزَّ وجلَّ” حسابه، فهو شهرٌ أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره إجابةٌ وعِتقٌ من النار)، شهر مبارك، شهر عظيم، شهر يعتبر موسماً مهماً من مواسم الخير العظيمة، (أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره إجابةٌ وعتقٌ من النار)، فالإنسان بحاجة إلى أن يهتم من أوله، وأن يسعى للعناية به من أوله، ولذلك عندما ندرك أهمية هذا الشهر المبارك على المستوى التربوي، على مستوى أيضاً الأثر العظيم له على مستوى ما يتعلق بواقع الحياة، وعلى مستوى القربة إلى الله “سبحانه وتعالى”، أيضاً على المستوى الصحي، من أهم ما فيه أنه يدخل ضمن المعنى العام للوقاية على المستوى الصحي أيضاً، وهذه النقطة- إن شاء الله- سنتحدث عنها لاحقاً في المحاضرات القادمة بإذن الله؛ لأنها نقطة مهمة، على المستوى الصحي هناك أهمية كبيرة جداً لصيام شهر رمضان، وآثار
إيجابية للغاية، سنتحدث عنها- إن شاء الله- لاحقاً.
إذاً عندما ندرك أنَّ هذا الشهر له هذه الأهمية، وهذه الفريضة لها هذه الآثار والنتائج الطيبة، فكيف نتعامل مع هذا الشهر المبارك؟
أولاً: ماذا نركِّز عليه في هذا الشهر المبارك؟ ينبغي أن يحرص الإنسان أن يدخل في هذا الشهر المبارك بتوجهٍ صادق إلى الله “سبحانه وتعالى”، وسعيٍ للتخلص من المعاصي والذنوب، أن يبتدأ شهره هذا بالتوبة إلى الله، والاستغفار، وأن يعزم عن الإقلاع عن المعاصي، وعن الكبائر، وعن الذنوب، ويحرص على الاستقامة، ويتخلص من المظاهر السيئة، والأعمال السيئة؛ حتى يتقبل الله منه صيامه وعمله، الإنسان إذا دخل هذا الشهر وهو يستمر على ذنوب ومعاصي ومفاسد، فاستمراره على ذلك سيحبط عمله، لن يتقبل الله منه عمله ابتداءً، فإذا حدث شيءٌ من ذلك قد يحبط عمله، خصوصاً الكبائر، الكبائر تحبط الأعمال الصالحة، وتمثِّل خطورة كبيرة على الإنسان، وتفقد الإنسان الاستفادة من هذا الشهر المبارك.
الحرص أيضاً أنه خلال شهر رمضان المبارك يحترم حدود الله “سبحانه وتعالى”، ويحذر من الحرام، يحذر من المعاصي، يحذر من الأعمال السيئة، يستقيم على طاعة الله “سبحانه وتعالى”، ويحذر مما يسبب له الانزلاق، بعض المقدِّمات للأعمال الفاسدة والأعمال السيئة تهوي بالإنسان وتورطه، يحذر منها ابتداءً، يحذر من خطوات الشيطان من أول خطوة، ويحرص على الاستقامة والصلاح في هذا الشهر المبارك؛ ليؤسس لذلك فيما بعده.
يحرص الإنسان على القيام بفرائض الله “سبحانه وتعالى”، وواجباته العملية بكل أنواعها: الصلاة، الصيام، الأعمال الصالحة، الجهاد، الإنفاق… كل الأعمال التي تدخل في نطاق المسؤوليات المهمة والأعمال الأساسية التي فرضها الله “سبحانه وتعالى” علينا.
الاهتمام بشكل كبير جداً بذكر الله “سبحانه وتعالى” باللسان، وبالوجدان والقلب والمشاعر: بحيث يكثر الإنسان من الاستغفار، من التسبيح، وهذا أمرٌ متاح أينما كان الإنسان: في الجبهة يستطيع أن يكثر من ذكر الله “سبحانه وتعالى”، في المنزل، في حركته، في ذهابه، في إيابه، يستطيع أن يكثر من ذكر الله “سبحانه وتعالى”، والذكر لله من أفضل العبادات والقرب التي تقرِّب الإنسان من الله “سبحانه وتعالى”.
الاهتمام أيضاً بالقرآن الكريم: شهر رمضان كما قال الله عنه في كتابه الكريم: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة: من الآية185]، فينبغي العناية بتلاوة القرآن الكريم بتأمل وتدبر، والحرص على الاستفادة من كتاب الله “سبحانه وتعالى”، والاهتداء به، النظرة إليه ككتاب هداية، كيف نستفيد منه، كيف نصحح المفاهيم الخاطئة لدينا، كيف نرسخ المبادئ المهمة، كيف نتذكر بما يذكِّرنا به القرآن الكريم، كيف نتأثر بما يقدِّمه من الهدى المؤثر على المستوى النفسي والوجداني، ثم على المستوى العملي، ثم ما يترتب على ذلك في واقع الحياة، القرآن الكريم ينبغي أن يمثِّل واحدةً من أهم ما نركِّز عليه في شهر رمضان المبارك، وعلى هذا الأساس: تلاوة التأمل، والحرص على الاهتداء به، وليس مجرد الإكثار من التلاوة بدون تأمل، ولا اهتداء، ولا انتفاع بكتاب الله.
العناية بالدعاء: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة: من الآية186]، الدعاء مهمٌ جداً في كل حال، وفي شهر رمضان هو من أهم ما يركِّز عليه الإنسان، وشهر رمضان من المواسم العظيمة والمهمة للدعاء ولقبول الدعاء، ولا سيما بالأشياء المهمة في عاجل الدنيا وفي آجل الآخرة.
من الأشياء المهمة جداً العناية بالإحسان: الإحسان من أهم القرب إلى الله “سبحانه وتعالى”، ومن أهم الأعمال، ومن أعظم الأعمال، الإحسان بالصدقات، الإخراج أيضاً للزكاة مسألة ضرورية جداً، العناية بالبر وفعل الخير تجاه الناس، تجاه الضعفاء، تجاه الفقراء، وبما يراعي تكريمهم، الإنسان على مستوى أرحامه، على مستوى جيرانه، على مستوى الناس من حوله، ثم على مستوى أوسع بقدر ما يستطيع، على المستوى الفردي، وعلى المستوى التعاوني الذي يأتي ضمن أعمال اجتماعية واسعة، أو جمعيات خيرية جيدة… أو نحواً من ذلك.
العناية أيضاً والتركيز على التزكية للنفس: الإنسان يلتفت جيداً إلى واقع نفسه، يقيِّم نفسه بنفسه، يحاول أن يستذكر جوانب القصور لديه، الفرائض التي هو مقصرٌ فيها، الأعمال والمسؤوليات المهمة التي هو مُخِلٌ بها أو مقصرٌ فيها، الأخطاء والسلبيات والأعمال السيئة التي تصدر منه، ثم يحاول أن يستعين بالله “سبحانه وتعالى” ويلتجئ إلى الله أن يوفقه للخلاص منها، ويحرص على العودة إلى القرآن، والاستفادة من الصيام، والتوجه العملي للخلاص من تلك السلبيات، أو جوانب التقصير، ثم تكون النتيجة: التوجه العملي الجاد على ضوء هدى الله “سبحانه وتعالى”؛ لأن بهذا تتحقق للإنسان الت
قوى بشكلٍ تام، عندما يتجه عملياً على ضوء هدى الله “سبحانه وتعالى” في مسيرة حياته، في أعماله، في مواقفه، في تصرفاته، في توجهاته، ويرتبط بهدى الله بما يترك الأثر الكبير عليه في روحيته ونفسيته ومشاعره ووجدانه.
هذه النقاط ينبغي التركيز عليها، وينبغي أن نحذر في هذا الشهر الكريم مما يساهم في ضياع وقتنا، وبالذات الشباب الذين قد يركِّز البعض منهم إما على سهرات في حالةٍ من الضياع والفراغ، وفي جوٍ بعيد عن هدى الله، وعن الذكر لله، وعن القرآن الكريم، إما وراء المسلسلات التلفزيونية، أو وراء مواقع التواصل الاجتماعي، والانشغال بها، وتضييع الوقت عليها، أو سهرات في اجتماعات ليس لها أي قيمة إيجابية، ولا تربوية، ولا أخلاقية، ولا دينية، وليس فيها اهتمام لا بهدى الله، ولا بالقرآن الكريم، ولا بعملٍ صالح، يجب الحذر من ذلك، والحذر من قرناء السوء الذين يجرون الإنسان إلى الضياع في أعماله وفي اهتماماته.
مما ينبغي أيضاً التركيز عليه: الاستعانة بالله والتماس التوفيق منه للإنسان؛ لكي يتمكن من استثمار هذا الشهر المبارك، الإنسان يدعو الله “سبحانه وتعالى” أن يوفِّقه لاغتنام هذا الشهر للاستفادة منه، أن يوفِّقه فيه إلى الأعمال الصالحة.
أيضاً نبارك للإخوة المرابطين في الجبهات، أنهم في هذا الشهر المبارك بكل ما فيه من الأجر، والفضل، والقربة إلى الله “سبحانه وتعالى”، في عملٍ عظيمٍ جداً، هو الجهاد في سبيل الله “سبحانه وتعالى”، الذي يتفوق على بقية الأعمال الصالحة، ومن المهم بالنسبة لهم وهم في الميدان الأقرب إلى الله “سبحانه وتعالى”، والأرفع فضلاً، والأعلى قيمةً، أن يركِّزوا على الإكثار من ذكر الله “سبحانه وتعالى”، وأن يهتموا بالقرآن بقدر ما يتاح لهم سماعاً أو تلاوةً، وأن يركِّزوا على الدعاء والالتجاء إلى الله “سبحانه وتعالى”، وأن يهتموا بأعمالهم الجهادية، سواءً على المستوى الدفاعي، أو على المستوى الهجومي، أو على مستوى المرابطة، فهم في أعمال عظيمة ومهمة.
نتحدث- إن شاء الله- في المحاضرات القادمة بشكلٍ تفصيليٍ أوسع عن كثيرٍ من النقاط المهمة، التي تحدثنا عنها في هذه المحاضرة التي نفتتح فيها المحاضرات الرمضانية.
ونسأل الله “سبحانه وتعالى” أن يوفقنا ويعيننا في هذا الشهر المبارك على صيامه وقيامه وصالح الأعمال فيه، وأن يهدينا بكتابه المبارك، وأن يوفقنا أيضاً فيما نقدِّمه في هذه المحاضرات ما ينفعنا وينفع إخوتنا المؤمنين وأخواتنا المؤمنات، ونسأل الله “سبحانه وتعالى” أن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.
والسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛