إلى عزيزي العزيز -مُجاهدي- 4 .
إب نيوز ٢٦ إبريل
رويدا البعداني
لاأخفي عليك أن غيابك هذه المرة أحدث الكثير من الصدى وأنت الوحيد الذي لم تسمع ، أختك التي كانت تنتظرك في جادة الطرقات ، لوهلة رأت نفسها في أتون معركة دامية ، لم تعرف عنها شيء قط ، جل ماتعرفه أنها سقطت حينها وليتك كنت معها لتقيمهامن جديد وتغطي هذا العوز .
لوهلة ياعزيزي غدوت أمة ضعيفة ، أصبحت أخوض الدروس العظمى والتي فاقت عمري العشريني ، ولأول مرة أقع أرضًا وأطل المكوث ، مررت بأيام كئيبة ، ماعدت أنا ولاأدري أين سرت ، حتى الغراب البعيد ذو الصوت الناعب لاحظ تغيري فياخيبتي .
عصافير نافذتي المطلة على مستهل غيابك تسألني في كل مرة تراني فيه ، لما أصبحتِ بهذا الحال ؟ لما اغرورقت عيناكِ بالدموع ولم تبكين ؟ هل عاهدتي صباكي بعدم البكاء ؟
لمَ هذا السوداوات الظاهرة والحفر الرابضة قد أخذت حيز كبير من عينيكِ ؟ مابالك شاردة وصامتة لاتتكلمين ؟
بيتنا الهرم الذي ماكنت يوما لأظن بأنه سيمنحني حيز من الأهتمام بات الًيَوُمًِ يسألني لما صرت غريبة عنه وأنا ابنة داره ، أبوابنا العجوزة تترقب ذهابي وإيابي وتوقف خطاي تحاول مسائلتي مابالكِ طفلتي ؟ تحاول أن تجد الذريعة لسحب الكلام مني ، لاتعلم بأنني أصبت بنوبة الصمت مذ مدة .
عزيزي البعيد :-
لاأخفي عليك بتاتا بأنني مررت بأيام ثقال كتلك الجبال ، أيام عجاف أحالتني لكومة من الجراحات واقحمتني في معركة الفكر أيام كالحة أفقدتني لذة الأكل فغدوت أنسى كم هي الوجبات ، غلب السهاد سباتِ فباتت ساعات نومي باليوم تعد وتحصر ، كنت في ذروة العتمة لاأرى غير الظلام حولي يحدني من كل جهة وصوب فالنور ليلتها أعلن استسلامه للدياجي وأصدر القرار بفراقي سحقًا لحظي.
أخي :-
إياكِ وأن تسألني مابي كما فعلت تلك الجمادات ، لاتسألني كيف صار حالي أنتبه لعل إجابتي هذه المرة ستخذلك فتجيبك بأني لست بخير ، اعلم أن بعض الأسئلة يجب أن تظل كما هي أسئلة دون أجوبه أفهمت ياعزيزي ؟… ..آمل ذلك
20 / نيسان/2020
#اتحاد_كاتبات_اليمن