الانتقالي يفرض نفسه بإدارة ذاتية للجنوب والشرعية في مهب الريح !!
إب نيوز ٢٧ إبريل
*إكرام المحاقري
من بين المأساة ومن رحم المعناة ولد بيان للانتقالي الجنوبي، فضح المستور وجلى حقائق مخلفات الإحتلال، ودعى إلى انفصال معلن بحكم ذاتي للجنوب متناسيا الوضع الأمني والسياسي الهش التي تعيشه المنطقة في ظل تواجد القوات السعوإماراتية ومن دار في فلك الارتزاق والعمالة تحت قيادة اللوبية الصهيونية، سواءً اصحاب العقالات أو البزات الفاخرة، أو أولئك الذين يحملون بأيديهم أسلحة فتاكة ولهم اشكال مفزعة ينتمون لداعش والقاعدة أو الوية العمالقة من يسمون أنفسهم حراس الجمهورية !!
فعن أي استقلال وقرار يتحدثون في بيانهم ذاك ?!!
إذا كانوا يتوقون في بيانهم إلى وحدة جنوبية واقلمه للمناطق الجنوبية كما رسمها المشروع الأمريكي، فلهم ذلك لكن ليس لهم أن يندبوا أنفسهم ندامة وحسرة فيما بعد ذلك!! لان هذه القرارات السياسية لها تبعات مؤلمة خاصة وهم يقنطون تحت وطئة الاحتلال, فمن سينقذ غريقهم وقائد السفينة هو العدو بحد ذاته !!
أما عن المبررات التي طرحوها من أجل أن يخطوا هكذا خطوات، مثلاً أنهم لايجدون رواتب للموظفين ولا رعاية للجرحى وأسر الشهداء ولا أمن ولا استقرار ولا دولة ولا سيادة ولا حكمة ولا كيان وجود للجنوب في حد ذاته !!
كذلك انتقادهم للشرعية الفنادق وحكومة المرتزقة، وما إلى ذلك من نهب الأموال والثروات وحقوق الشعب في الجنوب ووو..الخ
فكل هذا الطرح يعد اسئلة يجب أن يطحروا أجوبتها في طاولة قعدوا خلفها برتبة مرتزقة حتى وإن اختلفت المسميات.
يريدون رعاية لأسر الشهداء ولم يطالبوا بكرامة للجثث التي تملأ الصحراء والجبال!! تحللت تلك الجثث ولم تجد من يدفنها ولم تحرك حكومة المرتزقة وتحالف العدوان أي ساكن أو أي خطوة من أجل إكرام تلك ودفنها أو ارجاعها للاهالي في الجنوب !!
يتحدثون عن رعاية للجرحى ويتناسون تلك المقاطع المصورة للجرحى المحسوبين على تحالف العدوان وهم من ابناء الجنوب، يذرفون الدموع من الالم والحسرة ولا يجدون ما يُهدء المَهُم ولا ما يرجع لهم كرامتهم وهم مرميين على بلاط مستشفى !! يتحدثون عن انفصال وحرية وحكم ذاتي وهم يقبعون تحت قرار الاحتلال بشتى انواعه والوانه ولا قرار لهم الا أنهم مَتبُوعون لمتبوع يتبع “أمريكا” وكلهم أدوات من أجل تمدد الاحتلال وتبقى المسميات هي من تحكمهم لكن أين هي الشرعية اليوم !!
هي هي السعودية وتلك هي الإمارات لكن بوجه أخر وطريقة متطورة ويبقى الاحتلال هو سيد الموقف حتى وأن تم إعلان إنفصال وحكم ذاتي واقلمه وتمزق وشتات مابين الشمال والجنوب.
لكن هنا يجب أن نبحث عن الشرعية التي من أجلها تم تشكيل تحالف عربي عدواني من 17 دولة ناهيك عن الدول التي شاركت بشكل خفي سياسي ودبلوماسي !!
هل هذه الشرعية التي فرضت على المناطق الشمالية انتهت صلاحيتها في الجنوب!! وهل حققت الشرعية مآربها منذ 5 اعوام من العدوان على اليمن، وأين هو الجنوب اليوم !! أين كرامتهم وحريتهم واستقلالهم وكرامة نسائهم التي تنتهك في كل يوم باشراف من قيادات العدوان أنفسهم!! من يتحكم اليوم هل هي شرعية السعودية التي أم انتقالي الإمارات !!
ما يجب أن يبحث عنه ابناء الجنوب اليوم ليس الانفصال بل الحرية والاستقلال ويوم جلاء جديد يحررهم من قيود الاحتلال الذي لم يترك لهم حرمة إلا وانتهكها، ولا كرامة الا ودنسها ودعس عليها، ولا أرض الا واحتلها ونهب خيراتها ومقدراتها.
فقبل أن يتحدثوا عن حكم ذاتي للجنوب يجب أن يتحدثوا عن حكم ذاتي لانفسهم, لكن في الأخير هم لا يشعرون بما يشعر به الشعب الجنوبي لان جيوبهم ممتلئة باموال الإرتزاق والعمالة، ومقابل ذلك هم مستعدون لبيع الجنوب وليس فقط تمزيقه وإذلاله.
ولا يشعر بحال ابناء الجنوب الا أنفسهم ولهم الخيار في الصمت أو ثورة تقتلع الاحتلال من عروقه وتقتلع العمالة من عروقها، وبعد ذلك لنا أن نسمع ونصغي لبياناتهم التي تتحدث عن الاستقلال والحرية ولن نكون لهم في وقتها الا خير عضدا.