الحشد الشعبي في مرمى الأستهداف .
إب نيوز ٣٠ إبريل
عبدالملك سام
عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، فتكالب العملاء على الحشد الشعبي في العراق ، خاصة أولئك الذين يدعون أنهم من المكون الشيعي ، برهن أن المعركة ليست طائفية أو مذهبية ، بل هي معركة بين الحق والباطل ، وأمريكا بما تمثله من الشر والاستكبار جمعت حولها كل شذاذ الآفاق من كل الطوائف والملل ، وهذا كفيل بإزاحة الضبابية أمام عيون البعض المخدوع بتلبيس الأباليس ليدركوا أبعاد الصراع جيدا ، وليفهموا بأن معركتهم ليست ضد شعوبهم المستهدفة ، بل أن الخطر محدق بالجميع .
الحشد الشعبي المجاهد الذي حمى الأرض والعرض ، والذي دحر خطر داعش ونكل بالمشروع الصهيوني الأمريكي في العراق والمنطقة ، والذي حقق ما عجزت عنه الجيوش المدربة ، والذي شكل صمام أمان للشعب العراقي وأزاح شبح الحروب الأهلية .. الحشد الذي أنطلق مدافعا عن كل عراقي مهما كانت طائفته ، والذي حقق نتائج أذهلت العدو والصديق ، والذي مرغ أنف دول عظمى راهنت على إسقاط دول المنطقة في جحيم الحروب والويلات ، وبات يشكل رقما صعبا أمام المخططات الشيطانية التي أستهدفت العراق ودول المنطقة .. فما الذي يجري اليوم في العراق وبأيدي عراقية ضد هؤلاء المجاهدين ؟!!
النخب السياسية المخترقة عملت على هيكلة الحشد ، ثم خذلت توجه هذا التنظيم الرائد في اكثر من مناسبة ، فمنعت الدعم الحكومي ، وأفشلت أي توجه نحو إخراج المحتلين ، وأجتمعت أكثر من مرة مع دول ذات توجه عدائي للعراق ومستقبله ، وتأمرت على كل سياسي حاول مد يد العون لمجاهدي الحشد ، ومؤخرا بدأت تعمل على تفكيك البيئة التي أنطلق منها الحشد وخلق صراعات تهدف لنزع الغطاء السياسي والشعبي عن قياداته ومجاهديه .
قبل عملية أغتيال سليماني وقيادات الحشد الشعبي في العراق وبعدها ، أتجهت النخب السياسية نحو أستهداف الحشد عبر لقاءات مع الأمريكيين والسعوديين ، تلاها أحداث لعل ابرزها المظاهرات التي حرص مخططوها ان تبدو شعبية وسلمية ، ولكن أنكشفت اللعبة عندما رفعت تلك المظاهرات مطالب تستهدف الحشد الشعبي رغم أنه لم يكن له دخل بسياسة الحكومة وتلك المبررات التي أعلنت في بداية أندلاع المظاهرات ! وكانت نقطة الذروة هي عملية الإغتيال الذي أستهدف قادة الحشد والتي حملت الكثير من علامات الإستفهام منها مدى الأختراق الأمريكي للنخب السياسية والاجهزة الحكومية ، ومن ثم الموقف الضعيف الذي أعلن ضد هذه الجريمة الأمريكية .
أسواء ما في الأمر ما نشاهده اليوم من تحركات أمريكية في مخالفة لأبسط الحقوق السيادية للعراق ، والأسواء من ذلك أن ينبري بعض الساسة العراقيين العملاء لتبرير كل ما تقوم به أمريكا !! ولعمري أن قصة خذلان الإمام علي والحسين تتكرر في أوساط شعب طالما ترددت هذه المأساة في وجدانه على مدى قرون وحتى اليوم ، وكان حري بهم أن يكتسبوا من هذه المآسي ما يجعلهم أكثر فطنة ودراية بتلك المؤامرات التي دفع أجدادهم ثمنا باهظا لها ، وكانت نتائجها وبالا على العراق والعراقيين لعدة قرون !
اليوم كل عراقي مطالب بتحديد موقفه ، فأما أن يكون مع الإمام علي أو مع بني أمية ، وأما أن يكونوا مع الحق او مع الباطل ، مع المجاهدين أو مع العملاء الفاسدين ، ولهم في قصص التاريخ عبرة ، وعلى المراجع الدينية التي نادت بإنشاء الحشد الشعبي أن تعلن موقفا واضحا وصريحا من عملية أستهداف الحشد المجاهد ، ضد كل السياسيين العملاء وضد المنافقين وضد كل من تسول له نفسه أن يستهدف هذا المنجز الشعبي العظيم ، وأن يكون موقفهم لله لا يخافون فيه لومة لائم ، ولتكن ثورة ضد الطغاة .. أما الشعب العراقي المظلوم فعليه أن يتحرك لدعم هؤلاء الأبطال الذين لولاهم لكانت سكاكين داعش تعمل على رقابهم سواء كانوا سنة أو شيعة أو اي طائفة أخرى ، ولولاهم لكانت نساء العراق وتاريخ العراق وكرامة العراق تباع داخل العراق وخارجه للأجانب المنحرفين .. الحذر الحذر ، فوالله لقد ستر ، حتى كأنه قد غفر !!