يريم .. حاضرة حِميَر .

إب نيوز ٣٠ إبريل
بقلم الشيخ /عبدالمنان السُنبلي.
كنا زمان إذا تذكرنا (يريم) تذكرنا يحصب وظفار وقصر ريدان وأكثر من سبعين سداً وحاجزاً مائياً، تذكرنا حمير وأذواءها الكبار وتبابعتها العظام، تذكرنا بإختصار قول الشاعر :
وريدان قصري في ظفار ومنزلي
بها أسَّ جدي دورنا والمناهلا
على البقعة الخضراء من أرض يحصبٍ
ثمانون سداً تقذف الماء سائلا ..
أما اليوم وكلما مر علينا ذكر (يريم) فأول ما يتبادر إلى أذهاننا طرقها وحواريها وشوارعها وما أصبح عليه حالها اليوم من خراب ودمار في ظل صمت الأجهزة المعنية المطبق والمريب والتي تتكشف عوراتها للأسف الشديد أكثر وأكثر كلما تساقطت الأمطار !
في يريم وحدها بصراحة لم تعد السيول تجد طريقها إلى السدود والحواجز المائية التي شيدها أجدادنا من قبل، فقد تكفلت في الحقيقة حواري وطرق وشوارع مدينة (يريم) بأمر هذه السيول وما تساقط عليها من أمطار، فلا تنزل قطرة مطر أو يجري سيلٌ إلا ووجد له مستقراً هناك في أحد شوارعها أو طرقها فلا يستطيع بعدها الناس ممارسة أنشطتهم اليومية والروتينية أو العبور أو ما شابه ذلك بسهولةٍ ويسر لأشهرٍ قادمة !
فمن المسئول عن كل هذا العذاب ؟!
أهي السلطة المحلية في (يريم) أم وزارة الأشغال العامة أم الهيئة العامة للطرق والجسور أم من يا ترى ؟!
قد يقول قائلٌ من هؤلاء مثلاً أنه لا توجد موازنة كافية لترميم هذه الشوارع أو انه لا توجد معدات او آليات أو ما شابه ذلك من معوقات بسبب العدوان وما خلفه من أضرارٍ جسيمة على الإقتصاد الوطني برمته، لكن هل مثل هذا الكلام يعتبر عذراً كافياً للجهات المختصة من أن تمارس دورها ومهامها كجهة مسئولة عن هذا الأمر ؟!
لا أعتقد ذلك .. فهنالك من الحلول التمويلية البديلة ما هو متاحٌ لإعادة إعمار يريم بكلها فما بالك بإعادة إصلاح وترميم بعض الطرق الرئيسية والفرعية !
فقط ما على السلطات المحلية والجهات المختصة إلا أن تتحرك في هذا الجانب بكل شفافية ومصداقية وتدعو رجال الأعمال والخيرين والمقتدرين من أبناء هذه المنطقة للإسهام في هذا الجانب وسترى بأم عينيها كيف سيتفاعل الناس ويتجاوبون مع مثل هذه الدعوات فموقع (يريم) الإستراتيجي والحيوي يدعو إلى تظافر كل الجهود وتكاتفها ليس على مستوى المديرية فحسب وإنما على مستوى المحافظة برمتها .
أعلم أنني بعد هذا المقال سأكون مطالباً من أصحاب (ذمار) أن أكتب لهم مقالاً خاصاً أيضاً لكني أعدهم أنني سأكتب لهم مستقبلاً وفي الوقت المناسب إن شاء الله .
التحية كل التحية لأهلنا في يريم وذمار وسائر بلادنا اليمن الميمون آملين من الله العلي القدير أن نرى اليمن عموماً ومدينة (يريم) على وجه التحديد في أحلى حلة وأبهى صورة كي تبقى يريم على الدوام وكما كانت حاضرة الدولة الحميرية ومنبتها الأول .

#معركة_القواصم

You might also like