صدقات الأذى .
إب نيوز ١ مايو
وفاء الكبسي
انتشرت مؤخرا ظاهرة فعل الخير المغموس بالرياء، وذلك بتصوير الفقراء حين تلقيهم الصدقات العينية والمادية من يد المتصدق سواء كانوا أفراد أم مؤسسات وهيئات، فأكثر هؤلاء المتصدقين يفرضون على الفقراء تصويرهم مقابل الصدقة، والهدف هنا حب الظهور تحت شعار شاهدوني وأنا أتصدق، مشاهد تشعرنا بالغثيان وتؤلم قلوبنا !
يجب عليكم جميعا الحذر من الرياء والإعجاب بالنفس والمباهاة، لذا أنصح من يعشق العمل الخيري ألاّ يُجبر الفقير على أخذ صورة له، فكم من فقير شعر بالألم والحرقة والقهر بسبب إجباره على التقاط صورة له، واضطر للموافقة بسبب قوة حاجته.
يقول الله عزّ وجل: «قوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذى»، وقد ثبت في الحديث أنّ « صدقة السِّر تُطفئ غضب الرب»
ويقول الله تعالى: «إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وإنْ تُخْفوها وَتُؤْتُوها الفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ»، فنشر صور الفقراء بأي شكل كان انتهاك لكرامة الإنسان، وإعطاؤه صدقات بهذه الصورة التي يتبعها منّ وأذى، هو فقر في الأخلاق مثله كمثل فقر المال، غير أن فقير المال لديه كرامة هي عنده أغلى من المال، قد يقول البعض هو من أجل التوثيق وإثبات تسليم المساعدات للناس، مهما كانت المبررات هناك حل لعدم انتهاك كرامة الإنسان، وطرق أخرى لإثبات تسليم المساعدات للناس؛ مثلاً تصوير الهوية الشخصية والتوقيع عليها أو أيّ طريقة ما.
فالأضواء الإعلامية هي نار تحرق كرامة الفقراء، وشتان بين إطفاء نار الجوع وإشعال الأسى في النفوس المحتاجة، أتقوا الله وأحفظوا ماء وجه الإنسان المحتاج كما حثنا الرسول الكريم بألا تعلم شمالنا ما أنفقت يمنانا، فيد تساعد خيرٌ من عين تشاهد.
اتقوا الله في أنفسكم، واتقوا الله في هؤلاء الفقراء الذين اضطرتهم الحاجة لتتسلطوا عليهم بشهواتكم الدنيوية.
#وفاء_الكبسي