فاسألوا أهل الذكر .
إب نيوز ١ مايو
منير إسماعيل الشامي
الدروس الرمضانية العظيمة التي يطل فيها القائد العلم السيد عبدالملك يحفظه الله ويرعاه في شهر رمضان المبارك هذا العام وكل عام ما هي إلا نفحات نورانية من هدى القرآن الكريم ، وأنوار ربانية من فيضه المبين، وقبسه القويم على دروب الصرط المستقيم.
ومن العجيب الملفت للنظر أن السيد القائد العلم يبدوا للمشاهد له في هذه الدروس وكأنه في هذا الشهر لا يحمل اعظم مسؤولية، ولا اثقل حمل يحمله انسان على سطح اﻷرض في هذا الزمان، هادئ النفس ، مطمئن القلب، فلم يشغله عدوان على الوطن، عن مسؤولية عظيمة أخرى ربما يراها أشد خطرا من خطر العدوان ذاته، ولم يصرفه تأمر دولي لقوى الاستكبار على شعب الإيمان والحكمة عن أداء هذه المسؤولية الكبرى لأنه ربما يدرك بما وهبه الله من الحكمة أن هدى الله أن وصل إلى اليمنيبن واستقر في نفوسهم هو أقوى سلاح وأنجح سلاح يمكن أن يتسلحوا به ويستطيعوا استخدامه للقضاء على كل الأخطار التي تواجههم وفي أسرع وقت .
فيتيقن المشاهد له أو المستمع إليه من خلال حديثه في الدرس ومن شدة حرصه على هداية الناس، ومن عظمة رحمته بهم، وحبه الخير والصلاح لهم وشغفه المفرط في هدايتهم
أن الله قد آتاه الحكمة من أوسع الأبواب، وإذا ما تدبر في حديثه تيقن أيضا أن الله قد فتح له أبواب مدينة علم جده رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما فتحها لجده أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام.
فما يتناوله من الآيات القرآنية الكريمة من كتاب الله هي أساسا بين أيدينا جميعا ومنا من قرأها عشرات أو مئات المرات لكننا جميعا لم نحيط بكل أنوارها، وبكل ما تهدي إليه والكثير مما تضمنته وبينه لنا فيها لم يخطر على بال أي من المفسرين لا قديما ولا حديثا ولا على بال أي منا بمختلف مستويات ثقافتنا، وتخصصاتنا حتى على مستوى كبار المختصين بعلوم القرآن وتفسيره وكل أساتذة اللغة وجهابذتها، وبنفس اسلوب القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه وهنا يظهر الفارق الشاسع بين أهل الذكر وخاصته الذين اورثهم الله علم الكتاب وبين اهل العلم من عامة الناس من علماء وفقهاء وأساتذة مختصين ومن مفكرين ومثقفين، ومهتمين.
كذلك فإننا حينما نغوص في أعماقها اثناء الدرس نجد فيها نور المتقين وفلاح المؤمنين، وهدى الصالحين.
رأينا فيها السيد القائد وسمعناه وتابعناه وهو يلقي ما مضى منها وقد ربطها بواقعنا المعاش واختزلها في قالب عجيب ودقيق جدا فجعلها تبدوا وكأنها مخصوصة فقط على واقعنا في أهم وأخطر ما ترمي إليه وتدعو له وتحث عليه، فجسد قاعدة عين على القرآن وعين على الحدث بأجمل صورة وأنصع بيان.
ما يعني ويؤكد لنا جميعا أن علينا أن نعي أهمية هذه الدروس وأهمية ألاستفادة منها وأن تنفيذها وتطبيقها في حياتنا اليومية وتجسيدها في سلوكنا ومعاملاتنا هو أمر لا بد منه، وأن التفريط بها أعظم خسارة وأفدح خسارة نتكبدها بها في حياتنا.
كما علينا أن ندرك أن هذه الدروس دلالة قاطعة على أن الله قد من علينا بشخصه الحكيمة بأعظم نعمة من نعمه وخصنا بها دون سائر الأمم وفي ذلك تكريم لنا وتشريف وقد وجب علينا شكر الله على هذه المنحة العظيمة فنحذر الجحود بها وننجوا من عاقبة ذلك الجحود والذي لو حدث ونعود بالله من ذلك فسيكون علينا وبالا عظيما وعقابا شديدا وسنكون من المبعدين عن رحمة الله في الدنيا واﻵخرة.