” فاعتبروا يا أولي الأبصار”
إب نيوز ٦ مايو
” فاعتبروا يا أولي الأبصار” و عجائن عفّاش !
البصر حاسّة تعليميّة ، و من أهمّ ما مُنحنا لنيل العلم و المعارف ، فحين نهمل أو بمعنى نستهين أو نعطّل قيمة هذه الحاسّة بتهذيبها ذلك التهذيب الذي لا يعني فقط غضّ الطّرف و البصر عن المحرمات و الغوايات و ما أكثرها في عالم افتراضي فوضوي تسطيع بلمسة واحدة أن تجلب غثاء و زبد العالم كله من الرّجس و النّجس ، و لكن تهذيب حاسّة البصر إضافة إلى ذلك هو تفعيل التّراسل بينها و بين البصيرة في عملية تتمّ في الفؤاد بما يسمّى الاعتبار ، الاعتبار الذي قدّمه اللّه بلغة بليغة و خطاب أبلغ فقال : ” فاعتبروا ” كتوجيه يخصّ :” أولي الأبصار ” ؛ فالبصر أداته العين ، و العين شاهدت و أرسلت مشاهداتها رسائل عصبية إلى الدماغ و الفؤاد و القلب و العقل و كلّها تتأثر بذلك البصر ، و كلّها تتكامل لتؤدي وظيفة الاعتبار ؛ فإن لم تتأثر ولم تعتبر فهذا يدل على وجود هوّة و نقص تغذية حاد في تلك البصيرة التي ما استجابت ولا تراسلت مع البصر بإيجابيّة ، و حجبت الحقيقة و لم تتفاعل معه بصدق ، و يكون حينها ذلك النّقص في التّغذية روحيا معنويا نفسيا يثبت وجود فصام في شخصية الذي شاهد ببصره الحقائق و مع ذلك لم يعتبر نتيجة عقد مزمنة أصبحت مقدّسة لديه ، و نتيجة تربية و أدلجة نفسه على التّدجين و الجمود و في ذلك هو يشبه من جحدوا بالانبياء و الرّسل حين كانوا يرون معجزات الأنبياء و المرسلين بأمّ أعينهم لكن تربيتهم صنميّة متقوقعة فلا يقتنعون و لا يعبدون إلّا ما كان يعبد آباؤهم ، و هؤلاء هم المحايدون الذين رأوا دخاخين قصف العدوان على كلّ المنشآت علمية و طبية و اجتماعية و …الخ ، و رأوا أشلاء الضّحايا الأبرياء، و شاهدوا نزيف دمائهم، و جاوروا النّازحين و عاشوا المأساة التي يعيشها النازحون و التي سببها العدوان و مرتزقته ، و مع ذلك لم يدينوا مجزرة واحدة للعدوان السعوصهيوإماراتيكي ، بل تراهم و تسمعهم ينتقدون مواجهة رجال اللّه للعدوان و مرتزقته قائلين : ” الحرب هذه لا تجوز ففيها مسلم يقتل مسلم، و فتنة ” فهل هذه المقولة إلّا حمية جاهلية لا تؤمن إلّا بجمود و تجميد العقل و الاعتبار الذي هو نتاج تفاعل عدّة حواس منها السمع و البصر إلى الفؤاد و الذي كلّه مسؤول أمام اللّه القائل : ” إنّ السمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا ” يوم تشهد عليهم أسماعهم و أبصارهم و جلودهم و تصمت ألسنتهم ، فبحيادهم لم يتفوهوا حتّى بكلمة ضدّ العدوان السّعو صهيو إماراتيكي ، و بذلك يتهرّبون من مسؤولية الرجولة فالرجولة مسؤولية ، و حتى ينسلخوا عن مسؤولياتهم كرجال قادرين على حمل السلاح للدفاع عن أعراضهم و عقيدتهم و أرضهم ينامون، و حتى يبرروا لنومهم فهم يحيّدون الجريمة و يساوون بين المجرم و الضّحية ، و لكنّهم يؤججونها ( و لا يشعرون ) بصمتهم عن قول الحقيقة ، و صمتهم في ساحات البطولة، و كأنهم يكتبون على أنفسهم القعود مخالفين قوله تعالى : ” كتب عليكم القتال ، و هو كره لكم ” ، و لكن الأشدّ منهم حين تنهض هممهم و يتخلّصون من حالة الأنوثة و القعود في البيوت حين يرون فتنة فتراهم كذباب المزابل يحومون حول قذارة الفتن و هنا يتكلّمون ليسفكوا الدماء بين أبناء الوطن الواحد ، و الذين ما كانوا في حالة عداء فيأتي هؤلاء الموبوؤون و المنهزمون فلا يعتبروا بما حصل لزعيمهم الذي حاول أن يمزق نسيج هذا الشعب بدعوته للفتنة التي قمعت في ديسمبر ، و قد غرّه حكمة و أناة و صبر السيّد القائد و رجاله ، و لكن حين مسّ غروره و عمالته الوطن بالتّشرذم فقد انسلّ سيف السيّد القائد وقتها ، و تمّ قمع الفتنة التي كانت مرجوّة من الإمارات كمعسكرة بريطانية الصّنع ، في حين بقي من عجائن عفاش من يتخمّر و يستغلّ سماحة السيّد القائد الذي يقيم الحجّة في كلّ مرّة على عجائن عفّاش المخمّرة بالارتزاق حدّ طفح الوعاء بجيفته فوجب ردعه ، و أمام رجال اللّه خيارات ردع كلّ منافق مرتزق لازال يلوّح بالرّقص ليس على رؤوس الثّعابين كزعيمه ، بل سيكون على رأسه هو إن لم يفهم و يعتبر ، و يقرأ القرآن و لو آية واحدة تشدّه قائلة له :” فاعتبروا يا أولي الأبصار ” ، و الحر تكفيه الإشارة ، و العبد يقرع بالعصا ، و إياك أعني و اسمعي يا جارة .
أشواق مهدي دومان