الجنوب سيناريوهات تتكرر .. ومأس لاتنتهي !!
إب نيوز ٦مايو
دينا الرميمة
بعد إعلان المجلس الإنتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً ومن أبوظبي الحكم الذاتي على المناطق الواقعة تحت سيطرته، اعتبر الكثير هذا الإعلان هو بمثابة تشييع لإتفاق الرياض الذي حاولت فيه السعودية الجمع بين المتقاتلين في الجنوب من أتباع هادي ومليشيات الإنتقالي الذين أنقلبوا على حكومة هادي وأصبحت عدن مناطق صراع لتمكين المحتل منها وهو بمثابة فشل للسعودية يضاف إلى قائمتها السوداء في اليمن !!
السعودية صاغت هذا الإتفاق ليس لتوحيد الجنوبيين ولم الشمل كما تدعي إنما لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي والعالم الذين أوهمتهم أنها شنت عدوانها على اليمن لإستعادة شرعية مستقيلة ومرفوضة من الشعب ،
أعتبر بعض وزراء حكومة هادي هذا الإتفاق هو تكريم للمليشيات الإنقلابية على حكومتهم الحبيسة في فنادق الرياض والمؤتمرة بأمر ضابط سعودي بات هو الحاكم الفعلي للجنوب والمستقر على أرضها بينما اولئك عليهم فقط تنفيذ الأوامر وتوقيع القرارات التي تملى عليهم خارج أرضهم وبكل رضى وطاعة،
وأصبح مايحدث في الجنوب هو توزيع للنفوذ وتقاسم للجغرافيا بين السعودية والإمارات اللتان زرعتا المليشيات والنخب المقاتلة بالنيابة عنهما لبسط نفوذ الدولتين على الجنوب .
أتى إعلان المجلس الإنتقالي في وقت عدن غارقة في إنفلات أمني كبير وتفشي للجريمة وغياب لإبسط الخدمات التي يحلم بها المواطن الجنوبي المغلوب على أمره داخل أرض تغرقه سيول أمطار الصيف ويحرقه لهيب حره ،ويقتله وباء كورونا المتعمد إدخاله من دول العدوان إلى اليمن عن طريق فتح المطارات والمنافذ المغلقة طيلة سنوات العدوان ،الأمر الذي جعل الشعب الجنوبي يخرج رافضاً ماتقوم به السعودية والإمارات من تعنت لنشر الفيروس بين أوساطهم وخاصة بعد تسجيل أول حالة أصابة بالفيروس في حضرموت وبعد أن كانت اليمن خالية من هذا الوباء بسبب تعنت السعودية فتح المطارات أصبحت ضمن الدول الموبؤة!
حالياً وبعد أن كانت الإمارات أعلنت انسحابها من الجنوب تاركة أياديها الخبيثة من المليشيات والنخب التابعة للإنتقالي تنوب عنها في تنفيذ إحلامها بالجزر والموانئ اليمنية ،
وإلى سقطرى مرة أخرى كانت وجهتهم ،الجزيرة الأجمل في العالم والطامعة فيها الأمارات ومنذ من بداية العدوان قامت بالسيطرة عليها ورفع أعلامها على مبانبها وسرقة هويتها النادرة التي تميزيها عن بقية جزر العالم ،وربما الامر المؤلم هو سلب إراداة وحرية المواطن السقطري !!
مايحدث اليوم في سقطرى هو
تعزيزات بحرية وبرية وتوجه لمليشيات المجلس الإنتقالي من كل المحافظات الجنوبية الداعمة له وانضمام للواء البحري مشاة اليهم للسيطرة على مدينة حديبو عاصمة الجزيرة وإنسحاب للقوات السعودية مع صمت من قبل السعودية على مايحدث ،الامر الذي جعل أتباع هادي يوجهون لها تهمة التواطئ مع يحدث من قبل مليشليات الإمارات وتوجيه رسائل لها باتخاذ موقف واضح ممايحدث فإما أن تدعم قوات هادي أو تعلن وقوفها في صف الإمارات وكأنهم لا يعلمون أنهم جميعهم متخندقون في خندق الإحتلال والسيطرة على الجنوب وسلب اليمنيون كرامتهم وإراداتهم !
أن يحدث في سقطرى والجنوب بشكل عام وطيلة خمس سنوات هو تكرار للسيناريوهات وتبادل للإدوار بين السعودية والإمارات ومابينهما يكون الضحية هو المواطن الجنوبي الذي أصبح مدركاً لنوايا الدولتين الخبيثة في إحتلال إرضه ونهب ثرواته بينما هو يموت خوفاً وجوعاً وقتلاً داخل زنازين المحتل !
لطالما حذرهم السيد القائد من خطر المحتل وبالذات السعودية التي دائماً ماتسعى لتمزيق اليمن وضم حضرموت والمهرة إليها ،لكنهم بغباء انجروا وراء أحلام زائفة ساقتهم إلى حالة يرثى لها وأصبحوا يعضون أصابعهم العشرون ندماً بعد أن تذوقوا مرارة الاحتلال وأصبحت رياحه تعصف بهم إلى الهاوية .
وربما هم يتمنون لو أنهم لم يفتحوا مدنهم للمحتل وليت انهم استمعوا لنصائح السيد القائد ودعوة اليمن لأن يكونوا من المدافعين عنها لا ممن يسعى لجعلها دولة مسلوبة الحكم والقرار.
فماهو المتوقع من الشعب الجنوبي في ظل الأحداث المؤلمة التي عاشها ولازال يعيشها ؟
نأمل أن يكون مامضى كافياً للعودة إلى جادة الصواب والثورة في وجه المحتل والإعلان عن العودة حضن اليمن الأم .