كورونا آخر مظاهر العولمة .
إسكندر المريسي
يشهد العالم حاضرا تداعيات جراء ما يسمى بجائحة كورونا الذي يبدو في واقع التعاطي معه أنه ليس مرضاً بقدر ما هو فيروس سياسي صنعته قوى الهيمنة والاستكبار العالمي أكان ذلك قبل عام 1914 – 1918 تاريخ الحرب العالمية الأولى حينما تجسدت القوى الاستعمارية القديمة كقوى هيمنة ضمن الدوران اللولبي لعملية الجور العالمي الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن جائحة كورونا سواء كانت مرضاً يجتاح العالم أو فيروساً سياسياً يجتاح النظام الدولي يبشر بنهاية الجور العالمي الذي تأسس منذ قرون ماضية والعالم يشهد النمو غير الطبيعي لفيروسات الظلم العالمي أكان ذلك قبل أو أثناء الحرب العالمية الأولى أو بعدها، وما نتج عن ذلك من نظام عصبة الأمم الذي شكل بمعطياته السياسية أداة من أدوات الظالمين عبَّرت عما يسمى بالعصابة الدولية التي تدير مقاليد العالم.
حتى أن المسافة الزمنية بين الحربين الأولى والثانية تكاد تكون واحداً وعشرين عاما أظهرت السياسة والعلاقات الدولية بين الأمم والشعوب تلك العصابة الدولية بشكل آخر لتقود العالم إلى حرب عالمية ثانية كانت نتيجتها ملايين الضحايا بالنظر لخطورة الفيروس السياسي المسمى) بالمجلس) وإن اختلف المعنى فإن الإدارة الأمريكية والذين معها يهيمنون على مقاليد العالم ويشكلون في الواقع الفيروس السياسي الذي يعد أخطر من كورونا بالنظر لما قاموا به في العراق من إبادة شعب بكامله وفي ذريعة تحرير العراق من العراقيين وقبل ذلك تم قتل الآلاف في أفغانستان ناهيك عن الاتحاد اليوغسلافي وما شهدته الصومال قبل ذلك من إنهاء للدولة.
كل تلك الأعمال الإجرامية هي نتيجة الفيروس السياسي الخبيث المسيطر على السياسة الدولية ذلك الفيروس الذي هو أخطر من كورونا كما أشرنا وإن كان القائمون على تلك السياسة الظالمة لشعوب وأمم العالم هم من صنع كورونا لضمان بقاء نظام الهيمنة وفقا لفهم الأسبقية واستشعارا مسبقا بقرب زوال النظام القائم بما يشكله من رافعة ظالمة أظهرت استياء واسعاً بين الأمم والشعوب لذلك الجور العالمي، أكان ذلك في دول أمريكا اللاتينية التي تضررت من الهيمنة الدولية ومن اقتصاديات الجشع والاستغلال للرأسمالية خاصة بعد دخول الأمركة مرحلة العولمة في تسليع كل شيء بما في ذلك الإنسان الذي تضرر كثيرا من السياسات العدوانية على أمم وشعوب العالم.
وهو ما يظهر كورونا كآخر مراحل العولمة ويجسد في حقيقه الواقع قرب زوال الهيمنة الإمبريالية ما يعكس فهماً موضوعياً وحقيقياً لكورونا وهو السقوط الأخير للإمبرياليين العالميين الذين يبحثون من خلال ذلك المسمى عن تبريرات لبقاء نظام الهيمنة مدركين أن نظاما عالميا جديدا سيتشكل وسيحدد حقائق الفيروسات التي تجتاح العالم سواء ماضيا ممثلين بالمعتدين على فيتنام والذين غزو جزيرة جرنادا والمعتدين على العراق واليمن ولبنان والصومال وليبيا هم الفيروس السياسي الذي يهيمن على مقاليد السياسة والعلاقات الدولية وهو ما يستدعي ألا يقتصر فهم كورونا على إخفاء حقائق الفيروس السياسي الأكبر المتمثل بالشيطان العالمي الأمريكي.