العيد عيد العافية أم ماذا ؟!

إب نيوز ١١ مايو

عبدالملك سام

كم قلنا هذه الكلمة على سبيل المزاح حينا ، وأحيانا للتنفيس عن حسرتنا لأن العيد جاء و ( العين بصيرة واليد قصيرة ) كما يقال كناية عن أنعدام المال .. لكن وفق المنطق والعقل والمصلحة العامة ، ووفق تحذيرات اللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة من خطورة وباء “الكورونا” يبدو أن هذا العيد فعلا سيكون أهم شيء فيه هي “العافية” ، فهل أنتم ملتزمون أيها الرجال ؟!

لماذا قلت : “أيها الرجال” ولم أقل جميعا ؟! السبب هو أن النساء تكون أكثر عاطفة ، وهذا ما يدفعهن للدفع بالرجال من أجل سعادة أطفالهن ، ويستخدمن لتحقيق هذه الغاية جميع أنواع الأسلحة بالترغيب والترهيب ، وهذا ما يجعل من الضروري والمحتم أن نجلس معا مع أسرنا لتوضيح الموقف للجميع ، فكل بيت يعتبر قلعة أو حصن للأسرة ، وأذا لم يوجد التعاون بين الجميع فإن النتائج ستكون وخيمة على جميع من في القلعة ، والقائد الحكيم هو من يستطيع أن يجعل رعاياه يفهمون ما هم مقدمين عليه ، ويعمل على تدريبهم وتوعيتهم بما هو مطلوب منهم .

الوضع الآن مازال أمنا إلى حد ما ، ولكننا نقترب من الوضع الخطر ، وهذا يتطلب توفير الموارد المالية لمواجهة أي إجراءات قد تطلب منا على مستوى الأسرة وعلى مستوى المجتمع ككل ، ونحن أهل الحكمة والإيمان ، وتصرفاتنا يجب أن تنبع من هذه الخلفية الثقافية والدينية ، بمعنى أنها يجب أن تكون تصرفات حكيمة ونابعة من أرتباطنا بالله ، فلا نفرط بمسؤولياتنا ، او نجعل اللا مبالاة والقلق تدفعنا لتصرفات قد تلحق الضرر بنا او بأهلنا ومجتمعنا ..

أذا وصلنا لمرحلة الحظر – وهذا وارد – لن تكون الأسرة بحاجة لملابس العيد بقدر حاجتها للغذاء ومواد النظافة والأدوية ، وأنا أقولها ناصحا لكل أب وكل أم ، لا تجعلوا عادات العيد تطغى على مصلحة أسرتكم ، فموت أي أحد من أفراد الأسرة كفيل بسحق أي فرحة ، ولنتجه جميعا لتوفير حاجات الأسرة قبل أن تشتد الأوضاع ، ولنقرر من الأن أن نحرص على تأمين حاجاتنا الأساسية من غذاء ومواد تعقيم بمستوى مناسب ودون مبالغة ، فبالأعتماد على معلوماتنا بما حصل في دول أخرى فإن إجراءات الحظر قد تمتد من ثلاثة إلى أربعة أشهر حتى نعبر مرحلة الذروة ، أما أذا كان المجتمع واعيا فإن هذه الفترة تقل ، والعكس صحيح !

في الختام ، أعتقد أني قلت ما كان محبوسا في خاطري وترددت كثيرا في قوله ، فأنا لا أريد أن أنعق كالبوم بالشؤم ، ولكن دافعي في ذلك هو الحرص على مجتمعي وناسي ، ولا أنسى هنا أن أوصيكم ونفسي باللجوء إلى الله ، فهو القادر على كل شيء ، وأن نتراحم فيما بيننا في هذا الشهر الكريم ، ودمتم بألف خير ..

 

You might also like