هناك فرق !

 

إب نيوز ١١ مايو
بقلم الشيخ/ عبدالمنان السُنبلي.
تخيلوا معي لو أن اليمن هي من اعتدت على السعودية والإمارات بدعوى تحريرهما من الوصاية والتبعية الأمريكية وإعادتهما إلى الحضن العربي مثلاً وقامت بكل ما قامت به هاتين الدولتين في اليمن من قتل وتدمير وتفكيك وتفريخ قوى على مدار أكثر من خمس سنوات .. تخيلوا كل ذلك .
وفجأةً تفشت في أوساط شعبيهما كورونا، ماذا كانت ستفعل اليمن حينها ؟ هل كانت ستستمر في عدوانها وحصارها عليهما متجاهلة وتاركةً هذين الشعبين لمصيرٍ كورونيٍ أسودٍ ومجهول ؟! أم أنها كانت ستتحرك وعلى الفور بإتجاهٍ آخر ؟!أم ماذا يا ترى ؟!
طبعاً اليمن في حقيقة الأمر لم يسجل التاريخ أنها اعتدت على أحدٍ من العرب أو تأمرت عليه أو أسهمت في تهديد أمنه أو استقراره بل أنها على العكس من ذلك كانت ومازالت مناصرةً لقضايا أمتها ومدافعةً عنها في مختلف المناسبات والظروف لكني هنا افترض افتراضاً جدلياً واتخيل صورةً وهميةً ليس إلا ..
على أية حال، لو حصل وفعلت اليمن كل ذلك لعادت بكل تأكيد وتراجعت على الفور عند أول جريمةٍ تقع بحق مدنيٍ واحد .. يردها إلى ذلك طبعاً دينها وعروبتها وقيمها وأخلاقها فما بالكم وقد تفشت الكوليرا أو حمى الضنك أو انفلوانزا الخنازير أو كورونا في أوساط شعبي هاتين الدولتين !
لا أبالغ بصراحة إن قلت أنها ستفرش لهم الأرض ورداً وتضع لهم السماء مصعداً وسُلَّمَا وتفتح لهم أبوابها وسمائها وبحارها وتبذل لهم وتقدم كل ما في وسعها من مساعداتٍ ومعداتٍ ومواد إغاثة ناهيك عن أنها وبلا شك ستتقدم باعتذارٍ رسميٍ لهم عما بدر منها ووو ..
وهنا في الحقيقة تبرز معادن البشر وتتميز أثمانها وقيَمها !
أنا هنا بصراحة لست بصدد معاتبة هؤلاء القوم على تجاهلهم لما حل باليمن من تداعيات عدوانهم عليها أو لومهم على عدم اكتراثهم بما أصاب اليمن من أوبئةٍ وأمراضٍ ليس آخرها بطبيعة الحال كورونا في ظل انعدام الإمكانيات وشحة الموارد لمواجهة هذه الجائحات.
فمن لم تثنهم عن عدوانهم روابط العقيدة والأخوة والجوار لن تثنيهم عنه كورونا ولا غير كورونا، فنحن لسنا أمام قومٍ تشربوا قيم العروبة والإسلام فلا يتجاوزوا لها خطوطاْ حمراء أو يتعدوا لها حواجزا صفراء وإنما نحن أمام أقوامٍ تتلمذوا على يد ثقافةٍ منحلةٍ ومتجردةٍ من كل قيم الإنسانية والعروبة والإسلام .
ذلكم هم أولئك الذين ما إن ذاقوا حلاوة المال وعاشوا حالةً من الرفاهية والترف إلا وذهبوا يقتنون أحدث السلاح لا لشئٍ طبعاً إلا ليقال أنهم اقتنوا أحدث السلاح، فكان أول ما وجهوه وجهوه في وجه من كان يفترض أنهم إخوةٌ لهم في الجوار والعروبة والإسلام .. فقط حين رأوهم يعيشون حالةً من التفكك والضعف واختلاف الهوى بفعل تدخلاتهم طبعاً ومؤامراتهم الخبيثة التي لم تتوقف للحظةٍ واحدة على مدى عقودٍ من الزمن !
على العموم،
رغم كل الظروف ورغم العدوان ورغم كورونا ستنهض اليمن من جديد، ستنهض يوماً رغم أنف كل هؤلاء العاهات والنكرات المحسوبين على بني العرب ليبقى الخزي والعار لهم دوماً وابداً والمجد والعزة والفخار لليمن وحدها ولا نامت أعين الجبناء .

#معركة_القواصم

You might also like