يوم في الجبهة .
إب نيوز ١٢ مايو
د_أسماء.الشهاري
_2_
بعد أن تم الإمساك بي، قاموا بسكب دلو من الماء علي لكي أستعيد وعيي، وقالوا لي: أنت الآن في يد المقاومة. فقلت لهم: أنا مجاهد في سبيل الله قد سلمت و أوكلت أمري إليه فافعلوا ما تشاءون. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
ربطوا يداي إلى الخلف وحاولوا أن يجعلوني أقف ولكنني لم أستطع. فقاموا بسحبي إلى السيارة بكل قسوة وهناك أعطوني القليل من الشراب حتى أستعيد وعيي ومن ثم أخذوني إلى الضابط المسئول والذي بدأ بالتحقيق معي من فوره.
بدأ الاستجواب وأنا على تلك الحالة وحالما ذكرت اسمي وعرفوا أنني هاشمي، قالوا بتهكم و ازدراء: هذا قنديل من قناديل صنعاء.
حاول المحقق أن يحصل على معلومات عسكرية، فقلت له: أنا مجاهد ولا أملك سوى البندقية..، لكنه قام بطرح عدد من الأسئلة علي: هل أنت قناص؟ حرس جمهوري؟ مشرف؟
……… إلخ، وغيرها العديد من الأسئلة.. لكنني لم أجب عليها بشيء..
وفي هذه الأثناء دخل رجل طويل وعريض و له لحية طويلة إلى غرفة التحقيقات، و قال: هذا الحوثي الرافضي اقتلوه..!
ثم التفت نحوي بوجه عابس مقطب الجبين قائلاً: أنتم تسبون الصحابة وتسبون أم المؤمنين عائشة وتقاتلون أهل السنة، قلت له: لم نلعن أحد.. نحن نلعن اليهود والأمريكان وصرخت بالشعار..
قبل ذلك كانوا قد وضعي أمامي شيئا من الطعام لكي أبقى على قيد الحياة ولكي يستطيع جسدي المنهك أن يتحرك معهم، لكن ذلك الضابط سارع إلى إخراج خنجر و كاد أن يقتلني به. ولم أستطع بعدها أن أتناول شيئا من ذلك الطعام..!
ثم قال بكل رعونه: خذوه وارموا به في الصحراء لكي يلتقطه داعش والقاعدة مُدعياً أنهم من المقاومة وأن لا علاقة لهم بهم. ومن لهجته عرفت أنه إماراتي وبجواره اثنين من السعوديين ممن يتابعون عمليات ما يسمون أنفسهم بالمقاومة ومن ثم قام بتوزيع المال على كل من في غرفة التحقيق..!
لم ينتهِ التحقيق معي من قِبل ذلك الضابط الإماراتي البغيض حتى جاء أحد الضباط اليمنيين من المرتزقة ثم قال لي بصوت الناصح المتعجب: يا حج أتقاتل و أنت في هذه السن من أجل إيران تدخل اليمن؟
فقلت له: والله لا أرى إيرانيين، وما أرى إلا سعوديين وإماراتيين كالذين نراهم أمامنا الآن.. وفجأة تحول ذلك الناصح الوديع إلى ثور هائج وقام بضربي وركضي حتى وقعت على الأرض، وقال 🙁 اذبحوه)
وما هي إلا دقائق قليلة حتى رأيت أسرى آخرين من إخواني المجاهدين قاموا بالتحقيق معهم بنفس الطريقة وتلقوا نفس الضرب والشتم. وكان القرار بأن يتم أخذنا جميعا فوق طقم إلى الصحراء لكي تستلمنا القاعدة هناك..
وبكل وحشية وقبح وبتجرد تام من معاني الإنسانية وقيمها، قاموا بفتح تسجيل فيديو وجعلونا نشاهد طرق مختلفة من مشاهد للذبح لكي نختار طريقة الذبح التي نود أن نقتل بها!!؟
ونحن على تلك الحالة من الذهول الشديد قاموا بربط أيدينا إلى الخلف و وضع القيود على أقدامنا و ربطوا أعيننا لتبدأ قصة جهاد جديدة. كلما أتذكرها أقول أنها كانت بداية مأساة ومعاناة حقيقية اسأل الله أن يكتب أجرها..
يتبع؛؛
https://T.me/a_alshahari