ملخص محاضرة السيد القائد في المحاضرة الرمضانية السابعة عشرة (غزوة بدر الكبرى)
إب نيوز ١٢ مايو
مرام صالح مرشد
سميت هذه الغزوة (بيوم الفرقان)، وقبل غزوة بدر امتد دخول الناس للإسلام في حالات الاستضعاف والتعذيب والصد، وعاش الرسول-صلوات ربي عليه وآله- وهو يدعو للرسالة ويتحرك بها في ظروف عسرة وكان ذلك في مجتمع قريش فأصابهم الخوف لأهمية الرسالة، ففي مكة ظل النبي -صلوات ربي عليه وآله- في عمله لمدة 13 سنة ثم هاجر إلى المدينة، فبعد الهجرة بدأ الأعداء يحيكون خططهم وصد الأمة عن استمرارهم فيما هم عليه، واتفقوا مع كثير من القبائل على المقاطعة الاقتصادية للنبي-صلوات ربي وسلامه وعليه وآله- إلا أنهم كانوا يائسون لما يروها من حكمة على نبي الله وتمسكه ووثوقه بالله.
فلنعلم أن الجهاد في سبيل الله ليس عبئاً علينا في الحياة وشيء اضافي، إنما هو حل وحاجة لنا به لكي نكون امة مستقلة، متحررة من العبودية، فالبعض ينظر للجهاد بأنه حملٌ علينا وذلك نتيجة بعدهم عن الاهتداء بالقرآن الكريم، وبعدهم عن التأمل في الواقع، فالجهاد هو حلٌ للمشاكل، ميسرة لكل عسر، فإذا انطلقنا مع الله يضمن لنا الله تعالى التأييد والنصر، فيوم الفرقان هو: يوم فارق في التاريخ، بداية المعركة مع الأعداء، فكان الانتصار في هذا اليوم محل طمأنينة للكثير، وفي فتح مكة من السنة الثانية للهجرة، إلى السنة الثامنة للهجرة، وعندما تحرك النبي ووصل إلى بدر كان يتوقع عند وصوله انه ومن معه يواجهوا احدى الطائفتين، اما ان يظفروا بالطائفة القافلة التجارية ومن معها التي كان معها ابو سفيان، أو أن يظفرهم الله وينصرهم في المواجهة، فكانت إرادة الله أن يظفر المؤمنين بجيش وقوة عسكرية.
فعلينا ان ننظر نظرة ايجابية، وان نعود لدراسة سيرة رسول الله -صلوات ربي عليه وعلى آله- حتى نهتدي بحركة الرسول، ويكون قدوة لنا، ولذلك فالرسالة الإلهية هي النعمة العظيمة، هي رحمة من الله بنا، تشمل كل مايضمن للأمة بأن يجعلها تنهض، وتتحرر، وتتسم بالعدل، فقبل الرسالة الإسلامية وبعثة رسول الله، كان الناس قد تكيفوا مع الواقع، فمع رسالة الله لموسى وعيسى عاشوا طقوس معينة مع تكيف الطغاة مع الظالمين والمجرمين، فأذهبوا عن الرسالة أهم مافيها، وجعلوا من الرسالة آفات وانحرافات، كما هو حال أهل الكتاب واليهود، فهناك اعداء للرسالة لقوله تعالى: (لو تدهن فيدهنون)، يريدون المجاملة، لكن رسول الله كان قوياً وصلباً في تمسكه بالرسالة، فبدأت التغيرات وصولاً إلى يوم الفرقان، وإلا لو كان استجاب للأعداء وجاملهم لكانت العواقب وخيمة ولكنا نتجرع ذلك إلى يومنا هذا.
هذا ونسأل من الله التوفيق والسداد