“محرابُ الشهادة ” عظمةُ الهدف ..و شمولية المغزى
إب نيوز ١٤ مايو
خلود الشرفي
أحرفٌ نورانيةٌ تطلُ في ذكرى استشهاد وصي هذه الأمة و يعسوب دينها ؛ الامام علي بن أبي طالب سلامُ الله عليه ؛ والدُ الحسنين ، بعلُ سيدة نساء العالمين .. قالعُ باب خيبر ..ساقي مُحبيه من حوضِ الكوثر ؛ في يومِ المحشر.. من يُعرفُ المؤمنون بحبهِ ، و يُعرفُ المنافقون بشنانهِ و بغضهِ ..
هناك …
تكلم العلماءُ ، و ترنّم الفصحاءُ ، و خطب الخطباءُ ، و شدا الشعراءُ ، في حقِ الأمير..صاحب بيعة الغدير ..
لكن !!
يظلُ الجميعُ عاجزاً عن حصرِ بعض مكارم الإمام علي “سلامُ الله عليه” ..سيظلُ الجميعُ مدهوشاً مما تميّز به هذا الرجلُ العظيمُ الشامخُ العملاق..في دربِ الرسالة المحمدية الخالدة ..
الكل سيبقى مصدوماً من ظلمِ التاريخ لهذا الإنسان الكامل الانسانية ؛ العظيمُ في مبدؤه و أخلاقه و رؤاه .. الإمام علي هو ذاك الشخصُ الرائدُ الحكيمُ الذي تجسّدتُ فيه كل معاني الإسلام الرائعة و العظيمة و الحكيمة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني العظمة و الشموخ و العنفوان ..
و هنا يبرزُ التساؤل لماذا شخصيةٌ عظيمةٌ مثل الإمام علي تتعرضُ للإقصاءِ و التهميش؟؟!!
لماذا حدثت لأهل بيت النبوة كل تلك المجازر المروّعة على طول التاريخ منذُ مغادرة الرسولُ الأعظمُ صلوات الله عليه و آله لهذه الحياة ؟!!..
أليس المفترض لمن كان بمقامِ الإمام علي سلامُ الله عليهِ أن ينال كل مراتب التبجيل و الإجلال؟؟!!
أليس بالأحرى لذرية الرسول الأعظم صلوات الله عليه و آله أن تعيش مصونة الجانب ، محفوظة الذمام ، مرفوعة المقام؟؟
و إذا كان أهلُ كلِ زمانِ يُعظّمون أنبيائهم و علمائهم فما بالنا نحن ؟؟!!
من غيرِ شكٍ فأنه لولا ماحدث يوم السقيفة لما صار الذي صار من إقصاء لأهلِ البيت و تهميشهم ، وظلمهم ، و استباحة دمائهم بشكلِ لم يسبق له مثيل .. و لما تربّع على أعناقِ الامة الطلقاءُ و أبناء الطلقاء و أبناء أبناء الطلقاء..و لما وصل الأسلامُ إلينا ضعيفاً مهزوزاً قد طالما لعبوا به و أنهكوهُ ثقافةً مغلوطة ؛ و إفتراء واضح على الله و رسولِه ؛ تجعل من الإذعانِ للحكامِ الظالمين فريضةُ واجبةُ، و حكمُ مقدس ماداموا يتربعون على كراسي الملك و عروش السلطنة ..
ونحن اليوم إذ نعيش زمان تجلّت فيه الحقائق الى حدٍ كبير ، كما قال الشهيد القائد سلامُ الله عليه: “عينٌ على القرآنِ و عينٌ على الحدث” فإن الوضع المخزي للأمةِ في هذا العصر هو نتاج إنحرافها الخطير عن الثقلين منذ اللحظة الأولى لإقصاءِ الإمام علي و إبعاده عن قيادةِ هذه الأمة ليأخذ بزمامها الى برِ الأمانِ ؛ و التي أدّت فيما بعد لإستشهادة على يد أشقى العالمين ؛ شقيقُ عاقر ناقة ثمود ..في وقت كانت الأمةُ أحوجُ ماتكون إلى قائد مثل الإمام علي سلامُ الله عليه…
و معلوم انه بإقصاءِ العترة الطاهرة فقد أُقصيَ القرآن الكريم هو الآخر ؛ و غُيّب من واقع الأمة.. لأنهماالثقلان لن يفترقا و إذا غابَ أحدهما غابَ الآخر ..
و اليوم نرى نتائج هذا الإنحرافُ الخطير جلياً أمام أعيننا ؛ و على مسمع و مرأى من العالمِ أجمع ..
فأي جنايةٌ تلك التي جناها ذاك الشقي بحقِ أمةٍ يُراد لها أن تكون هي قائدةُ الأمم الأخرى ؟!
و أي جريمةٌ أقدم عليها ذاك المجرم في هذا الشهر الفضيل ؟؟!!!
فلاغرابةُ إذاً أن نرى أمثال بن ملجم ومعاوية و يزيد و غيرهم من أصحاب اللحي الملونة و الكرش المتخمة من أموالِ الأمة و دمائها يُفجرّون الجوامع ..و يذبحون الأبرياء بإسم الدين ..
و لاعجب أن نرى آل سعود و مرتزقتهم يسفكون الدماء و ينتهكون الحرمات في هذا الشهر الكريم ..
اليس ذلك دليلاً كافياً على حاجة الأمة الماسةُ للعودةِ لنهج الهدى المحمدي العلوي الحسيني الأصيل ؟!
ألم يأنِ بعدُ لنلتحق بسفينةِ النجاة لنصل إلى مرافئ النصر و العز و التمكين ؟؟!!
حقيقةٌ تستحقُ التأمل وجوابها يكمنُ في أهلِ بيت النبوة ، و معدن الرسالة ، و مهبط الملائكة .. لاغير
و العاقبةُ للمتقين