هل نحن في سلامة من ديننا!!؟
إب نيوز ١٦ مايو
كوثر محمد
بعد أن رأى أصدقاؤه يستشهدون من حوله وهو يرى أنه يقدم روحه لله في كل معركة ويجد ويجتهد في مقارعة المنافقين والكفار ويتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة و العلم النافع ولكنه لم ينل الشهادة، فسأل حبيبه لما لا ألتحق بهم وكل من حولي يستشهد فأجابه صاحبه ورفيقه : سوف تلتحق بالركب ولكن عندما يخضب هذا من هذا ،
فأجابه أفي سلامة من ديني قال : نعم قال : إذن؛ لا أبالي ، أوقع الموت علي أم وقعت عليه
ومرت الأيام وعرف أن دوره في الحياة لم يحن بعد إلا بعد وفاة ابن عمه الذي جعله الوصي من بعدة بأمر إلهي ، و بعد تراجع الأمة عن الهدى هام على وجهه في البلاد يعيد إليها ربيعها المسلوب يزرع فيها ما بذره سيد الوجود ولكن قلوبهم إزدادت توحشاً ، فعاش وحيد الوالدين وحيد الصديق والمربي وحيد الزوجة التي كان يتقاسم معها حال أمته ، صار يعاصر أشر خلق الله في وقت كان الدين لا يزال في بدايته وفي ريعان شبابه الأول فارادوا له الموت بالقضاء على أعلامه وهداته.
خانه أنصاره ومكره به أعداؤه توالت الأيام وأجهدت قواه ، فترجل الفارس العظيم عن فرسه وحط سيفه الأسطوري ذو الفقار جانبا ليتجه مع فيض المشاعر والأحاسيس هائم البال يتملكه الوجدان ليتجه في أقدس ليالي إلى أطهر الأماكن تناول القبلة في محراب مسجده في الكوفة وأخذ يصلي في ليلته تلك حتى خشع ساجداً وكان مع ربه في خلوة لا يعرف لذتها إلا من كان عاشقا لربه ولا معشوق له سواه و همس إلى ربه بكل ما يجيش في صدره وشكى حال المسلمين إليه.
وبينما هو كذلك اختاره الله قربه بضربه سيف غادرة صاح على إثرها “فزت ورب الكعبة” وهو يتطلع لمقامه ويتشوق لرفيق عمره وحبيبه وهاديه ويحلم برفيقة دربه الزهراء العفيفة تمد يدها إليه لتستقبله على باب جنات الخلد، فاز بها بعد أن صبر وعانى لأجلها .
كان مجروحاً مضرج بالدم غائباً عن الوعي مغشياً عليه ، فقد أصبح على الأرض جسداً أما روحه فقد طارت للجنة لتنسيه الحياة وقسوتها وظلمها ونفاقها ووحشيتها، و تعطيه أمام ما زهد به في الحياة تقرباً من ربه يجازيه الله بماصبر ولا ينال إلا أعلى الدرجات جزاءً بما عمل ليصحب خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم و الأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين .
فسلام الله عليك يا أميرنا ووصينا و ولينا وإمامنا حتى نلتقي بك و نصافحك في جنة الفردوس وقد قدمت ماقدمت وأنت في سلامة من دينك ، أما نحن فنشكو سلامة ديننا فلقد أخذتنا دنيانا بعيداً و بعدنا عن نبينا ووصينا واتخذنا أعلاماً ليسوا بأعلام ونسينا النهج القويم وسلكنا طريق الهلاك فنسأل الله قربنا من وصيه و نبيه و نسأله بالعفو عن تجاوزاتنا التي كان اليزيديون واليهود يحاربوننا بها في ديننا حتى عرفنا الحق ونسأل من الله الثبات والخاتمة الحسنة بشهادة يرضى بها الله عنا .