إليكم ما لخصته من المحاضرة الثانية والعشرون للسيد القائد (سلام الله عليه)
إب نيوز ١٧ مايو
تلخيص/ مرام صالح مرشد
يكمل السيد القائد باقي حديثه حول: (غزوة بدر الكبرى)، كيف كان حال المسلمين الذين خرجوا مع رسول الله، حيث كانوا لا يريدون الخروج معه، بل كانوا ينصحونه ويحاولون أن يجعلوه يتراجع عن قراره، وذلك مع العلم لهم بأن ماسيخرج رسول الله- صلوات ربي عليه وآله- له هو الحق، مثل: مايحدث اليوم من حق واضح إلا أن الكثير مغيبين لهذا الحق! وهي مظلومية الشعب الفلسطيني وخطر أمريكا وإسرائيل، فأكثر الأمة يتخلفون عن موقف الحق مع علمهم به، والله سبحانه وتعالى قد تحدث في آياته عما يجعل الإنسان عزيزاً، كريماً، وبذلك تكون الأمة عزيزة، قوية، لديها القدرة على تحمل المسؤولية، مع الثقة بالله، إلا أن البعض متساهل كما ذكر السيد في محاضرة الأمس: أن الإنسان يعيش وكأن الكلام ليس موجهاً له، فعندما تعيش الأمة حالة الفراغ، سيكون واقعها سلبي ويؤثر ذلك في مدى الاستجابة والتحرك في المواقف المهمة، وترى نفسها ليست جاهزة لتحمل المسؤولية، تعيش أيضاً حالة من الجمود وغياب روح المسؤولية، وهذا ما يجعل الأمة بعيدة عن التحرك العملي الجاد في كل المواقف.
هنا نادانا الله من خلال هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)، في هذه الآية المباركة نداء لنا وتأكيد لنا بالاستجابة لرسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه وآله- لأنه يأمر ويفعل ما يأمر به، يوجه ويتحرك، يتحرك في الواقع التنفيذي، يتحرك ويدعو الأمة، فيه إحياء للأمة في واقعها العملي، إلا أن البعض يتهرب من القيام بهذه الانشطة التي يكلفون بها ، وبعضهم يتهاون عن العمل بها، والاستجابة العملية لها، فلمَ لم يقوم الناس بالتنفيذ بدل من التهرب، لتعز الأمة، وتعيش حالة الواقع الإيجابي!
لكنهم كانوا يتحركون بإسم الدين وفي الحقيقة كانوا يتحركون للاستسلام وعدم التحرك لرفع اسم الدين!
والله جلَّ وعلا يحذر الذين يتهربون من الواقع العملي أن مايتهربون منه هي: حياتهم، وواقعهم، وأنهم يتهربون من العزة والكرامة، والإيمان الذي يصلح به واقعهم لقوله تعالى: (واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه)، فإن لم يتبعوا ويستجيبوا لله ورسوله، سيكونوا معرضين لأي خطر، لكل شخص يتهرب ويتهاون، فبعض الناس يعتمدوا على التسويف، اذا وقع كذا فإنه فيما بعد سيتحرك، فكيف سنكون أمة قوية لمواجهة الاخطار قبل ان تصل، فيزداد وعي الانسان وايمانه، وتزكو نفسه، ويتروض على تحمل المسؤولية عند الاعتماد على الله لأنه هو من يمنحه الهداية والتوفيق، يتحول الانسان إلى محب وراغب للتحرك في كل تلك المسؤوليات التي يتهرب منها الناس، فتعظم المخاوف ويطبع الله على قلبه، وهذه نتيجة حتمية أنه سيتاثر حتمياً لا محالة.
وفي هذه الآية الكريمة يحذرنا الله عن أن يتنصل الإنسان عن الاستجابة لله، وعن المسؤولية التي فيها حياة وصلاح الأمة، قائلاً: (وأنه إليه تحشرون)، قد يرى الانسان ذلك ولا يبالي وكأنه ليس واحد من المؤمنين المقصودين، فهذا قد يوقع الانسان نفسه في الوعيد الذي وعد به الله تعالى من يتجاهل ماقاله في كتابه، هناك أمور عجيبة قد يتنصل بها الانسان عن الحق، كأن يجاهد ثم يقعد، وبعد ذلك ستأتيه الفتنة، عندما يفكر الانسان بالقعود، وكان مجاهداً، قد تأتي له مشكلة وقضية معينة، اختار ان يقعد فيها وقد استثارته اشياء معينة، فإذا به يتحرك، وينطلق، وينشط وكان كسولاً وجامداً، هذا خذلان وفتنة، يعظم وزره، فإذا تحرك البعض يتحرك تحركاً خاطئاً، أليس هذا من الوعيد؟
(واعلموا أن الله شديد العقاب)، قد يدخل الانسان في مواقف خطيرة يصل إليها بتنصل عن المسؤولية، نتيجة عدم الاستجابة لله وأوامره، فثمرة الإستجابة لله تلمس في الواقع، ويمنحهم الله الخير والعزة والنصر والتأييد، ويعطي الأمل للمؤمنين بالنصر، والتمكين، والتأييد، إذا تحركوا فإن الله يمدهم بالعون، والسداد، فالبعض ينطلق وتتغير نفسيته، ويستبسط الأمور، وينطلقوا الناس لمراحل معينة بدافع جيد وعندما يتغير واقعهم نحو الأفضل تتغير نفسياتهم، نحو السلطات، والنظر إلى حياة الرفاهية، بعد كل ماعاشوه من واقع الاستضعاف، والبعض ينسى كل هذا، وهذا النسيان قد يصيب الانسان بالغرور، وحب المنصب، والسلطة، وبذلك ينسى المستضعفين.
فعندما يتذكر المؤمنون كيف كانت حياتهم، يستحوا من الله سبحانه وتعالى، كيف كانوا وكيف أصبحوا، لذلك على الانسان أن يبقى في موقع الاستجابة لله، حتى لا يصاب بالغرور لكثرة الأموال، وعلو المناصب، وأن يرجع لله، لأن الله بيده كل شيء هو من يأخذ، هو من يعطي، هو من يرفع من شأن الانسان، ولذلك على الانسان أن يراعي هذه النعمة ولا يدخل في حالة الغرور والفخر بموقعه ومنصبه.
هذا ونسأل من الله العون والتوفيق والسداد.