الدرس ال25.البيت الحرام وخطورة تعطيله واستغلاله وتعطيل المساجد عن أداء دورها الحقيقي في الأمة.
إب نيوز ١٨ مايو
أهم نقاط الدرس :-
1- وصلنا يوم امس الى قوله تعالى. (اللهم إن كان هذا هو الحق. …إلخ اﻵية) كانوا يتظاهرون بأنهم على ثقة مما هم عليه من باطل بقولهم وقد يقول قائل لماذا لم يعذبهم والمسألة على كل حال هي مسألة حال وسيعذبون في الدنيا وفي اﻹخرة ولعل وجود الرسول بينهم هو السبب في تأخير العذاب عنهم ولما هاجر أصبحوا معرضين للعذاب وقد يتأخر عنهم العذاب ليكمل عليهم الحجة
2- وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا اولياءه إن أولياءه إلا المتقون )
تاريخيا كانت كفار قريش يسيطرون على مكة وعلى البيت الحرام ويتولون إدارتها بالطريقة الغير مشروعة وكانوا يستغلون ذلك في حربهم ضد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويستخدمونها وسيلة دعائية وإعلامية تضليلية فيقدموا انفسهم أمام العرب انهم أهل مكة وأنهم أهل الحق والمدافعين عن الحق كونهم يديرون البيت الحرام ويقدمون خدمات الحج وكأنهم المؤتمنين على ذلك والمدافعين عن البيت الحرام من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
الله سبحانه قدم حقيقة واقعهم انهم يصدون عن بيت الله الحرام وهذه جريمة كبيرة وعظيمة وحسبهم ذلك فهم يصدون عن أقدس واعظم واطهر بيت في الدنيا ومن خلال سيطرتهم على مكة والبيت الحرام وإدارة الحج عطلوا بيت الله عن القيام بدورة وهذا يعد من أعظم الجرائم وأكبرها
3- والصد له أشكال عديدة منها المنع مثلما كانوا يمنعون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم واامسلمين من الحج فلم يحج رسول الله منذ هجرته إلى فتح مكة فهذا النوع الأول
الشكل الآخر من اشكال الصد بوضع شروط عراقيل كثيرة أمام الحج مثلما يفعل النظام السعودي اليوم بوضع عراقيل كثيرة من خلال فرض رسوم كبيرة وفرض التأشيرات للدخول وتحديد اعداد محددة لكل دولة وتحويل الحج إلى مسألة معقدة وصعبة للغاية يعجز امامها الكثير عن اداء فريضة الحج وليست ضرورية ولا لها اي اهمية لكنها بهدف الاستغلال والتحكم وشكل من أشكال صد الناس عن بيت الله الحرام
الشكل الثالث من اشكال الصد عندما يمنع أداء هذه الفرائض وفق ما أمر الله به وطبقا لما وجه الله تعالى المسلمين به في أداء هذه الفريضة وتحويل الحج من مناسبة لوحدة المسلمين وتوحيد مشاعرهم ورفع وعيهم إلى مناسبة للتفريق بينهم والتدجين لهم لمولاة الظالمين وموالاة أعداء الله تبارك وتعالى
كل هذا الصد كان موجودا أيام الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو من أعظم الجرائم لانها تهدف إلى تعطيل معالم الله عن أداء دورها الذي شرعها الله من اجلها وتحويلها للاستغلال السياسي والديني مثلما يفعل ذلك النظام السعودي في استغلال بيت الله الحرام (ومن يعارضه فهو يعارض للإسلام ) فكان كفار قريش يصوروا انفسهم بأنهم يدافعون عن مكة وعن البيت الحرام كما يفعل النظام السعودي اليوم في إيهام المسلمين بأنهم خدام الحرمين والذائدين عن حماه والمدافعين عنه في عدوانهم وحربهم المسعورة على اليمن
4-وما هم عليه من الصد يستحقون عليه العذاب العظيم من الله وفعلا عذبهم الله (وما كانوا اولياءه )فهم ليس لهم أي ولاية مشروعة على بيت الله الحرام (إن اولياءه إلا المتقون ) هنا يبين الله من هم اصحاب الولاية الشرعية على بيته الحرام فالمفسدون والمجرمين والظالمين لا ولاية لهم عليه إنما هم مغتصبون له وقد استغلوه لما يحقق أهدافهم فالولاية الشرعية حصرا هي للمتقين والكثيرمن المسلمين لا يعون هذه الحقيقة والواجب عليهم أن يستغلوا القرآن الكريم لمعرفة هذه الحقيقة.
5- وهنا نتكلم بشكل عام عن المساجد وما يجب تجاه المساجد لتقوم بدورها الحقيقي في اﻷمة فالله جل جلاله يقول في سورة براءة
(والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن اردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون)
هنا يوضح الله كيف استغلوا المسجد للإضرار وااكفر والتفريق نشر الفرقة وتأجيج الخلاف
ببن المؤمنين ودعما ومساندة لأعداء الله ورسوله والمؤمنين
اربعه أهداف كانت لهم من وراء ذلك المسجد
فالمسجد قد يستغل من المنافقين ليكون منبرا للإضرار بالأمة ولنشر النفاق والكفر والضلال وقد يستغل لنشر الفرقة والخلاف بين المؤمنين
(وارصادا )أعدادا ودعما ومساندة لأعداء الأمة بأن يتحول المسجد لتقديم هذه الخدمات لأعداء الله فذلك من اغلض وأكبر الجرائم سواء في شطب الجهاد أو في تدجين الأمة واضلال الناس إلخ
ويحلفون أن اردنا إلا الحسنى وهذا حصل في عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ودعوه لإفتتاحه فماذا قال له الله عز وجل ؟(لا تقم فيه ابدا)نهاه مطلقا عن دخوله وأمره أن يقوم في مسجد أسس على التقوى من أول يوم
6- وما كانت صلاتهم عند البيت إلا مكاء….) اﻷية
كانت صلاتهم ضجيج وظاهرة صوتية وشبهها بالمكاء وهو الصفير الذي بطلقه طائر المكاء والتصدية هي التصفيق وبالتالي فهي صلاة غير مقبوله (فأتاهم العذاب ) في بدر وفي غيرها وأنزل عليهم الله الكثير من العقوبات.
منير الشامي