تدويل الاقليم الشرقي لليمن.. “تقرير”
إب نيوز ١٩ مايو
تكثف السعودية ضغوطها على الانتقالي، الموالي للإمارات، وقد أثبت الأخير صمود منقطع النظير في وجه التها العسكرية لإزاحته من المشهد جنوب اليمن، فهل تنجح ؟
على ايقاع الانتصارات التي يحققها الانتقالي في ابين، على الأقل بصد محاولات الفصائل الموالية للسعودية منذ اسبوعين، للسيطرة على اخر معاقله في عدن، بدأت السعودية قرع ناقوس الخطر من احتمال انتصار المجلس المدعوم اماراتيا بقوة، لا سيما في ظل مساعيه الحثيثة للتوسع شرقا وصولا إلى حضرموت الواقعة عند حدود المملكة.
لم تعد السعودية تمتلك أوراق ضغط على الانتقالي، ولو كانت كذلك لكانت حملته على تنفيذ اتفاق الرياض المتعثر منذ عامين، لذا واستباقا لمحاولاته المتكررة للسيطرة على مناطق ثرية وذات بعد استراتيجي تراها السعودية كمكاسب لحربها على اليمن والممتدة لأكثر من نصف عقد، بدأت السعودية طرق الأبواب الدولية لتأمين جبهتها الخلفية، وقد دفعت بالسفير البريطاني لدى اليمن، مايكل أرون، للضغط على الانتقالي بالعودة إلى تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل حكومة موحدة مع هادي في محاولة لتقليص طموح المجلس بالتقدم صوب الشريط النفطي الممتد من شبوة حتى حضرموت وصولا إلى الساحل الشرقي في المهرة وسقطرى.
بالنسبة للسفير البريطاني، الذي تطمح بلاده لاستعادة امجادها في هذا الجزء الهام من اليمن، وتحاول مجاراة السعودية، مسلح هذه المرة بحادثة السفينة البريطانية التي تعرضت مؤخرا للاستهداف من قبل مجهولين قبالة سواحل حضرموت وتحديدا في خليج عدن، والتي ما انفكت وسائل اعلام السعودية تلقي بالتهم على كاهله تارة بمنع قوات خفر السواحل من القيام بعملها واخرى بإثارة الفوضى.
لكن بينما كان السفير البريطاني ينتقد “حرب الانتقالي” ويصف الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرته بالمأساوية، وسعت السعودية ضغوطها بالتلويح بورقة العقوبات الدولية، وقد حدد ابرز منظريها ، سليمان العقيلي، في تغريدة اخيرة مجلس الأمن كبوابة لتقييد جموح الانتقالي الذي اتهمه صراحة بالعمل مع العصابات الارهابية والقراصنة وبما يهدد الملاحة في باب المندب وخليج عدن، وتلك حجة لطالما كانت ورقة السعودية لإخضاع القوى القبلية والاجتماعية شرق اليمن لمخططاتها وتحديدا في المهرة المحاذية.
كل ما يهم السعودية الآن، الحفاظ على الإقليم الشرقي، الذي وسمته في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في 2013 بـ”اقليم حضرموت، وإبقائه بعيدا عن صراع الفرقاء المحليين، فهذا الإقليم الذي تنظر له كبعد اقليمي وتتوق للهيمنة عليه ، سيحقق لها مكاسب اقتصادية وجيوسياسية، لكنها لا تزال تواجه حليف لدود يسعى لمشاطرتها هذا المكسب، وتحديدا الإمارات التي تصر على ابقاء سقطرى وشبوة من حصتها مقابل حضرموت والمهرة للرياض، وتدافع بقوة لتنفيذ هذا الاجراء ولو بتفجير الوضع على حدود المملكة وتحديدا في وادي حضرموت حيث أعادت تنشيط الفصائل الموالية لها تحت مسمى “المقاومة الجنوبية” وهذا ما استدعى الرياض لتحريك الورقة البريطانية مع أنها سبق أن استدعت السفير الامريكي إلى المكلا قبل عامين لتأمين سيطرتها على هذه المحافظة وإيصال رسالة للإمارات التي قاطعت احتفالات سعودية بنشر قوات خفر سواحل مدربة اصلا أمريكيا في سواحل المكلا.
لم تعد معركة “اقليم حضرموت” بين هادي والانتقالي، بل معركة بين السعودية والإمارات وهذا ما قد يدفع بتدويل هذه المناطق التي تشهد تحرك امريكي – بريطاني منذ مطلع العام بدأ على صورة تدريبات امريكية- اماراتية في سواحل شبوة تلاه انزال بريطاني في حضرموت وسقطرى والمهرة.
الخبر اليمني: