أيقظوا مبادئكم في يوم القدس العالمي .
إب نيوز ٢٠ مايو
سعاد الشامي
كفى سباتا ……
افتحوا أعينكم واضبطوا إعدادات عقولكم وفقاً لمنظومة القرآن الكريم ، وتعالوا نقيس وضع الأمة الإسلامية بمقياس واقعها ودينها.
أُنظروا إلى واقعكم .. ماذا سترون ؟
مسلمون بغير إسلام ، وعرب بدون عروبة، وأوطان بدون سيادة ، وشعوب بلاهوية وزعماء بلاإرادة ، و عقول غافلة ومعطلة عن إداء مهمتها بالتأمل والتدبر ، وقلوب عمياء حجبت عن نور الهداية ، ومشاعر متبلدة ومتجردة من نعمة الإحساس.
أمة مدجنة أفكارها ، مسلوبة كرامتها ، مفقودة عزتها ، مخترقة ثقافتها ، مشوهة قيمها ، ممسوخة هويتها ، منهوبة ثرواتها ، مدمرة بنيتها الاقتصادية ، فاشلة أنظمتها السياسية ، محتلة أراضيها ، منتهكة مقدساتها ،، لا تسود فيها إلا الأزمات المتفاقمة، والنكبات المتتالية، والنزاعات الداخلية ، ولاتفوح من أرجاء أوطانها إلا روائح الذل والضعف والمهانة.
ياترى ماذا جرى عليها ؟ أولم تكن هي خير أمة أخرجت للناس ؟!
هل هذا الوضع المزري يسود على ماتبقى من الأمم الأخرى أم أنه وضعا خاصا بها ؟
إذا تعالوا نطالع مثلا في واقع اليهود أولئك الجبناء الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة وحلت عليهم لعنة الله وغضبه كيف صار واقعهم اليوم ؟
أترون اليهود كيف أصبحوا يحكمون قبضتهم على زمام هذه الأمة بعد أن كبلوها بسلاسل الضلال والبسوا حقها بباطلها ، وأفسدوا نفوس أبنائها وصرفوهم عن هدى الله وجعلوهم كقطيع البهائم التائهة في صحاري الكفر والارتداد .. فخسروا دينهم ودنياهم ؟!
كيف جهلت أمة الأسلام حقيقة أعدائها وركنت إليهم وهم من كشف الله نفسياتهم وأوضح خطورتهم وأبان لها بأنهم خبثاء النفوس وعباقرة المكر وعمالقة الخداع ورواد الضلالة .. لتفرط في عوامل قوتها وعزتها وتصبح أمة ذليلة خانعة تحت أقدام الصهاينة ؟
أنتم أيها العرب المسلمون هل ترضون لأنفسكم بالبقاء في هذه الوضعية المنحطة بما تحمله من مؤاشرات خطيرة تنسف دينكم وكرامتكم ومبادئكم بل وتدمر حتى إنسانيتكم ؟
أم أنكم أشتقتم إلى أنفاس الحرية وعبق الكرامة، ورغبتم بالتحرر من قيود الذل والمهانة ، وقررتم مواجهة كل التحديات والصعاب ، واعاده تفعيل وتشغيل كل القيم والمبادئ الإيمانية التي تضمن العزة السرمدية لمن تمسك بها؟
إذا أمامكم فرصة ثمينة للتحرر من قبضة الصهاينة وهي يوم القدس العالمي .. يوم يقظة المبادئ من سباتها ومنحها حق الاحساس بمعاناة غيرها من خلال إحياء القضية الفلسطينة في مشاعر ووجدان أبناء هذه الأمة ليعود لها عزها ومجدها ويعتلي شأنها كلما هتفت الشعوب بقولها ” وتبقى فلسطين قضيتنا الأولى ” بعد أن كادت تلك الحناجر أن تعدم على أسوار الخنوع والذلة .