دامت أعيادك يا وطني

عبدالفتاح علي البنوس

يحتفل اليمن اليوم أرضا وإنسانا مع كافة المسلمين في عموم أرجاء المعمورة بأول أيام عيد الفطر المبارك وسط فرحة مؤجلة وسعادة غير مكتملة وسرور نسبي جراء تداعيات جائحة كورونا ، التي عصفت بالعالم ، ووصلت إلى بلادنا ، وبدأ فيروس كورونا يتفشى تدريجيا في المحافظات الحرة ، في الوقت الذي ينتشر الفيروس بسرعة في المحافظات المحتلة .
يحل اليوم عيد الفطر المبارك على بلادنا تزامناً مع دخول الشهر الثالث من العام السادس للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني الغاشم ، والحصار الجائر ، وأبطالنا المغاوير من جيشنا ولجاننا ومن خلفهم شعبنا اليمني الحر الأبي الصابر الصامد الوفي يخوضون معركة النفس الطويل دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والسيادة والكرامة ، وهم يجسدون العظمة والسمو والرفعة ، ويسطرون أروع صور البذل والتضحية والفداء بالمرابطة والثبات في الجبهات يجرعون الأعداء كؤوس المنايا ، ويسقونهم السم الزعاف ، شعارهم ( أعيادنا جبهاتنا ) ، بعد أن فضلوا قضاء إجازة العيد في متارسهم وداخل ثغورهم وفي الخطوط الأمامية لجبهات الشرف والكرامة ، يتصدون لقوى العدوان ومرتزقتهم ، ويذودون عن الحمى ويسطرون ملاحم بطولية تشرئب لها الأعناق .
وهي فرصة لأن نذكر الناس بالالتزام بالإجراءات الاحترازية الواجب التقيد بها خلال هذه المناسبة العيدية الدينية العظيمة ، وذلك من أجل سلامة الجميع ، والحفاظ على أرواحهم ، وتوفير الحماية لهم من الإصابة بفيروس كورونا ، لضمان عدم تعكير أجواء العيد ، فمن أجل أن تكتمل فرحتنا بالعيد علينا أن نكون أكثر حرصا على تجنب المحظورات التي أعلنت عنها اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة ووزارة الصحة العامة والسكان .
قبل يومين احتفل كل اليمنيين الشرفاء بالعيد الوطني الثلاثين لتحقيق الوحدة المباركة ، الوحدة اليمنية عيد الأعياد اليمنية ، وقدر ومصير الشعب اليمني من المهرة إلى صعدة ، وليس في ذلك ( شور وقول ) ، فالوحدة اليمنية ليست شراكة بين شريكين ، تتيح لهما متى ما أراد كلاهما أو أحدهما فض هذه الشراكة ، الوحدة اليمنية قدر كل اليمنيين ولا صلاحيات لأحد في إعلان الانقلاب عليها ، وفك الارتباط والدعوة إلى الانفصال والتشظي مهما كانت المبررات .
ثلاثون عاما مرت على تحقيق الوحدة المباركة ، شهدت خلالها اليمن منعطفات ومحطات خطيرة ، وأحداثاً عاصفة ، لم تكن الوحدة المسبب لها ، والمجرم فيها ، ولله ثم للتاريخ فإن ما تعرضت له الوحدة من طعن وضرب في خاصرتها قبل حرب صيف 1994وخلالها وما أعقب نقلاب 7 يوليو تعد أخطاء فادحة مشتركة بين القيادتين في صنعاء وعدن ، واللتين لم تخلصا النوايا ، ولم تكن أفعالهما متطابقة مع أقوالهما ، ومن الغباء أن يحقد البعض على الوحدة ، ويناصبونها العداء ، ويطالبون بالقصاص منها ، رغم أنها لم تنهب أرضا ، ولم تصادر عقارا ، ولم تقتل مناضلا ، ولم ترتكب جريمة ، وهاهي اليوم تواجه الكثير من المخاطر الحقيقية التي تهددها في ظل سقوط المحافظات الجنوبية تحت وطأة الاحتلال السعودي والإماراتي الذي يعيث فيها الفساد ، ويمارس في حق أهلها صنوف الإذلال والاستبداد والاستعباد ، بمساعدة الخونة المرتزقة من أبناء الجنوب الذين تحولوا إلى أحذية وقباقيب في أقدام السعودي والإماراتي .
وكم هو مخجل حال مرتزقة الفنادق الذين باعوا الوطن بأكمله ، ووقفوا إلى جانب أعداء الوحدة “دعاة ورعاة الانفصال” ، وفي ذكرى الوحدة ينشدون” لن ترى الدنيا على أرضي وصيا” ، وهم يرفعون علم الانفصال ، ويقفون مع الممول الرئيسي لمشروع الانفصال، ويتشدقون بالوحدة، يقاتلون في صف الإماراتي المحتل للجنوب واليوم يباركون للشعب اليمني بعيد الوحدة ، وقاحة ما بعدها وقاحة !!!
دامت أعيادك يا وطني ، ودامت انتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبية ، ودام اليمن حرا كريما مستقلا ، والخزي والعار للغزاة البغاة ، وللخونة المرتزقة ، والنصر والتمكين لليمن واليمنيين جيشا ولجانا ومواطنين ، والرحمة والخلود للشهداء الأبرار، ، والشفاء للجرحى ، والحرية للأسرى ، وعيدكم مبارك ومن السالمين الغانمين وفي صحة وسلامة وعافية.

You might also like