من لا يملك قوتة لا يملك قراره .
إب نيوز ٢٦ مايو
بقلم / محمد صالح حاتم.
عبارة شهيرة يتم تداولها في الاوساط السياسية والنخب الثقافية،يقال أن قائلها الزعيم جمال عبدالناصر،ولكن اعدائنا اتخذوها استراتيجية للهيمنة والسيطرة على شعوبنا العربية والأسلامية .
من دلالةومفهوم هذة العبارة التي اتخذها العدو شعارا ًله،لبقاء الشعوب العربية والاسلامية مستعمرة لدية،وخاضعة لهيمنتة،هو أن تبقى هذة الشعوب فقيرة ومستوردة لغذائها،وقوتها وحاجياتها الاساسية،تبقى سوقا ًمفتوحا ًلمنتجات دول الاستكبار والاستعمار العالمي.
فعلى الرغم من غنى الدول العربية وامتلاكها ثروات ٍهائلة تختزنها الاراضي العربية سواء ًالثروات النفطية والغازية ومناجم الذهب والفضة وبقية المعادن النفيسة،الا ّانها تمتلك ماهو اغلى واثمن وهو الموقع والمناخ، حيث تتوسط الكرة الارضية وتتحكم بممرات الملاحة الدولية،وتمتلك اراضي زراعية خصبة تجود بأجود انواع المحاصيل والمنتجات الزراعية،واهمها الحبوب والقمح،ولدية ثروة مائية كبيرة قامت عليها الحضارات القديمة الحضارة الفرعونية،وحضارة بلاد الرافدين،والحضارة السبئية وغيرها من الحضارات العربية القديمة.
ولكن اليوم هاهي البلدان العربية والاسلامية اصبحت سوقا ًلمنتجات الاعداء الصهاينة والامريكان وبقية دول الاستكبار العالمي، فما نأكلة من حبوب وقمح،ومنتجات غذائية اخرى نستوردها من هذة الدول،وبمئات المليارات من الدولارات سنويا ً،وكل الاحتياجات الاساسية نستوردها كذلك،رغم أن بلداننا تمتلك مقومات اقتصادية كبرى،فلو كل دولة عربية توجهت للزراعة لأكل ابنائها من خيرات اراضية،ولو توجهت الحكومات العربية لتشييد المصانع لانتجة كل احتياجاتها من ملابس وصناعات اخرى داخل بلدانها،وبمواد خام محلية،ولكن نظرا ًلعمالة وارتهان الانظمة العربية والاسلامية للأعداء، بقت الدول العربية،تستورد كل احتياجاتها من دول الغرب.
فالعدو يريدنا أن نظل خاضعين له منفذين لسياساته ،وهذا لن يتم الا ّاذا كان قوتنا وعلاجنا وكل متطلبات الحياة الضرورية بيدة ،هو من يعطينا، يعني يريدنا مستعمرين محتلين،لانملك قرارنا السياسي،ولانملك سيادتنا ولا حريتنا،فهذا هو مخطط الاعداء.
فالعدو عندما يريد احتلال بلد ٍما،فأنه يستخدم سياسة التجويع والحصار الاقتصادي،فيمنع عنة المواد الغذائية الاساسية،والادوية.
وما يتعرض له شعبنا اليمني منذ خمس سنوات من حصار اقتصادي، يندرج ضمن سياسة التجويع، فلو كنا مكتفيين ذاتيا ًنأكل من خيرات بلادنا،ونصنع في بلادنا،ما قدر العدو أن يفرض علينا حصارا ًاقتصادي،بهدف اخضاع الشعب واستسلامه لمخططة،بعد أن نفشل في تحقيق اهداف عدوانة عسكريا ً.
وهذة السياسة استخدمها الامريكان والصهاينة بحق الشعب العراقي والايراني والسوري،وحتى ضد دول ليست عربية او اسلامية ولكنها ترفض الهيمنة الامريكية كما هو حال الشعب الكوبي والكوري الشمالي،وفنزويلا، وغيرها من الدول التي ترفض الخضوع للسياسة الامريكية.
فأذا اردنا أن نتخلص من التبعية والارتهان للخارج فعلينا التوجة لزراعة الأرض،واستغلال ثرواتنا الطبيعية،فعندها سنكون احرار وذات سيادة،فلا حرية ولاسيادة ولا استقلال لشعب لا يأكل ممايزرع ..ولا يلبس مما صنع .