السيد حسن نصر الله: الكيان الإسرائيلي سيُقهر في أي معركة مقبلة.. والزمن الذي يُستضعف فيه لبنان انتهى
إب نيوز ٢٧ مايو
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن الكيان الإسرائيلي سيُقهر في أي معركة مقبلة إن شاء الله، وأن الزمن الذي يُستضعف فيه لبنان وتفرض فيه “إسرائيل” شروطاً عبر أمريكا انتهى.
وخلال مقابلة أجرتها معه إذاعة النور مساء اليوم الثلاثاء بمناسبة الذكرى العشرين لتحرير جنوب لبنان، وجه السيد نصرالله كلمة للصهاينة قائلاً “أقول للإسرائيلي كل الحدود هي خارج دائرة الأمان عندما تعتدي علينا”، لافتاً إلى أن الإسرائيلي يبحث عن وسائل ليعمل من دون بصمة كما فعل في الضاحية الجنوبية بمسألة المسيّرات.
وقال إن “ما يحمي لبنان اليوم – الانجاز اليوم – هو الردع وهذا ما هو واضح بسلوك العدو”، مؤكداً أن “إسرائيل تعرف أن أي قصف للبنان لا يمكن أن يمر من دون رد”، وأن العدو يدرك أنه ليس أمام طرف يستهان به.
ولفت السيد نصر الله إلى أن المقاومة تعتبر أن الجانب الإيماني والروحي هو أصلها، مشدداً أن لديها قدرات عسكرية لم تكن موجودة عام 2000 في العدد والعديد والعتاد والخطط والبرامج لكن العامل الأول الأصل هو الحفاظ على هذه الروح.
وحول أجواء العيد الـ20 للتحرير، أوضح السيد نصر الله أنه خلال أسبوعين تحدث أغلب الجنرالات لدى الكيان العدو حول الموضوع، مشيراً إلى أن الملفت كان أن أغلب القيادات التي تتحمل المسؤولية في كيان العدو حالياً كانوا ضباطًا في جنوب لبنان.
وحول تاريخ الاحتلال، ذكر السيد نصر الله أن “إسرائيل” كانت تتآمر على الأردن عام 1982، واليوم لا زالت تتآمر عليها من خلال “صفقة القرن”، وأنه ما زال مشروع الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن قائماً لدى الكيان.
وعن التحرير، أشار السيد نصر الله إلى مشاركة الأحزاب الوطنية في لبنان جميعاً في المقاومة خصوصا في السنوات الأولى، لافتاً إلى أن حزب الله في السنوات الأخيرة ربما كان له حضور استثنائي لكن هذا لا يجب أن يلغي في الذاكرة وجود فصائل أخرى في المقاومة لأنها شريكة في التحرير والانتصار.
وأضاف: أن أداء المقاومة عام 2000 جنب لبنان حرباً أهلية طائفية خططت “إسرائيل” لإشعالها، كما تم تقديم نموذج مشرق، عندما انهار جيش لحد وفرّ “الاسرائيلي” ودخل المقاومون والناس، ولم يَقتُل أحدٌ أحدًا ولم تحصل سرقة ولا دمار ولا مجازر والذين سلموا أنفسهم سُلِموا إلى الجيش اللبناني.
ورأى السيد نصر الله أن مسألة زوال الكيان “الإسرائيلي” مسألة وقت لأنه كيان طارئ ومصطنع، وأن الجيش “الاسرائيلي” الذي كان لا يقهر أصبح جيشاً يقهر ليس فقط في لبنان وإنما في غزة وسيقهر دائماً.
واعتبر السيد نصر الله أن مجيء أمريكا إلى المنطقة هو دليل تقدم محور المقاومة، وذلك بعد رؤيتها “إسرائيل” والأنظمة التي ترعاها باتت عاجزة عن حماية مصالحها، الأمر الذي يجبرها على أن تحضر مباشرة بأساطيلها وقواعدها وجيوشها.
وفي الملف السوري، اعتبر السيد نصر الله أن الكيان “الإسرائيلي” كان يأمل بسقوط النظام والجيش السوري وبالتي عودة حزب الله الى لبنان، لكنه عندما وجد الاسرائيلي سوريا انتصرت وبدأت تستعيد عافيتها بدأ يضرب وفق نوع من القواعد.
وفي الشأن المحلي، أكد السيد نصر الله رفض لبنان تغيير مهمة اليونيفل، إلا أن “الاسرائيليين” يريدون إطلاق يد اليونيفل وأن يكون لها الحق بمداهمة وتفتيش الأملاك الخاصة، مبيناً أن الأمريكيين يضغطون على لبنان في هذا الملف.
وأضاف سماحته أن زيادة أعداد القوات أو تخفيفها هو نفس الأمر بالنسبة إلى حزب الله الذي لا يرفض بقائهم، وأشار إلى أن التغيير في مهمة اليونيفيل كان من أهداف المفاوضات في حرب تموز التي لا يزال لبنان يرفضها، مشدداً على أن انتهاء الزمن الذي يستضعف فيه لبنان.
وأعرب السيد نصر الله عن فخره حول ما يقال بأن حزب الله لديه فوبيا من الحرب الأهلية لأن ذلك هو انسجام مع الدين والانسانية وأخلاق المقاومة وحرصها على البلد.
وأضاف أن حزب الله مقتنع بأن هذا البلد نتيجة تركيبته لا يدار بدون شراكة، وأنه ليس مع عزل ولا الغاء أي طرف، موضحاً أنه يوجد حدود لدى الحزب بأنه يجب أن يكون العمل السياسي والاصلاحي والحراك الداخلي تحت أسقف عدم الذهاب إلى حرب أهلية وعدم تقسيم البلد على أساس طائفي.
وتابع السيد نصر الله أن من يريد القتال من أجل الاصلاح في لبنان يجب أن يتفهم أن المقاومة على رأس لائحة الاستهداف في الكرة الأرضية، وأمام أي تحولات جديدة عندما تسير بمسار يجب أن تنتبه ما اذا كانت تسير الى الكمين الذي ينصبه العدو.
ولفت إلى أنه يجب السماح للمقاومة المستهدفة بأن تحارب الفساد على طريقتها وفق الخطوط الحمر، وأن تتجاوز الخط الأحمر بما لا يوقعها في الفخ.
وفي السياق، أشار السيد نصر الله إلى أن الانتخابات النيابية هي محطة ليحاسب الناس الفاسدين فيها، وتعبير عن إرادة الشعب اللبناني.
وأردف بأنه ليس صحيحاً أن يتم الذهاب إلى معركة مكافحة الفساد دون القضاء، بل يجب أن يكون هناك جهة تفصل بين الحق والباطل، مؤكداً بأن قاعدة النسف والبدء من جديد غير واقعية، بل أن النظام يحتاج إلى تطوير وإصلاح.
ورأى السيد نصر الله أن الحل يبدأ من الناس والمشاركة الشعبية الواسعة، فإن لم تتوفر إرادة لدى ابناء الطوائف اللبنانية بالإصلاح النظام فلن يحصل أي تغيير.
وحول تظاهرات 17 تشرين، أشار السيد نصر الله أنه لو تواصلت الاعتصامات دون التوظيف والاستهداف السياسي كانت الحكومة السابقة – التي لم نكن مع استقالتها- كانت تجمع معظم القوى السياسية لتأخذ مجموعة من الاجراءات الاصلاحية لصالح الشارع.
وأضاف أن بعض من كان يقف خلف الحراك لم يكن مخلصًا لأهداف ذلك الحراك.
وشدد السيد نصر الله على أن من ينتظر عملًا ثوريًا وتغييرًا دفعة واحدة، فهذا الأمر غير متاح في لبنان، وأن معركة مكافحة الفساد تحتاج إلى وقت ولا تنتهي في سنة أو ثلاثة ويجب أن نسير بطريق يحقق الهدف.