إلى عزيزي العزيز -مُجاهدي- 7 .
إب نيوز ٣٠ مايو
رويدا البعداني
أمابعد :-
لازلت بصدد الكتابة إليك ؛ رغم شحة أخبارك وافتقاري لسماع صوتك والذي قد مر عليه ردحٌ من الزمن ولم أعد لأسمعه ، فقط أتذكره في صوت الحمام الساجعة حين تسجع بصوتها البلبليّ حال انبلاج القرص الأصفر -الشمس-.
زرعت بفؤادي شجرة الأشجان مُنذ رحيلك ، حتى ظلالها الوارفة ألفتني وبتُ قرينتها الأثيرة ، ولست أدري إلى متى سأمكث وأنا أنتظر على عودها طيف عودتك ،فبداخلي نزاع لايقبل الترويض أو المهادنة ، فقط يطالبني بأن يراك في القريب فهل لك أن تُجيب ؟
أتعلم !
مرَ عيد هذه السنة بمرارة ، لافرحة تجمل ثغر طفل ، وكأن التبسم غُرب عن مُحياه وأعلن رحيله المؤبد عنه ، أُردمت عليه حُمى الشقاء فأنصبه المرض من الفلق وحتى الغسق ،واحتراز لما تبقى له من دبيب حياة تم حجر سعادته المنتظرة والمؤجلة في الداخل تحصنًا من فايروسات الخارج كأمثال كورونا فتنهش بداية أعماره ، أيضًا تم منع الذهاب والإياب لأي كائن حيَّ لنفس السبب .
لاأخفي عليك توجسي ورهبتي مما نحن فيه ، فالأوبئة استعرت وبشراهة في الآونة الأخيرة ولوهلة شممتُ رائحة الموت ولكن هذه المرة لم يرتدي الردم بل تجمل بملاية كورونية خبيثة تجهل مامعنى الحياة ، رأيته يدنو رويدًا رويدًا غازيًا أرواح الكثير ، وعلى إثره رحلت الأنفاس إلى مثواها الأخير مودعة .
أيا بطلي :-
لاأعلم في أي جبهة أنت الآن وأي الجبال تقطن ! جُل ماأعلمه أنك في غضون الأشهر المنصرمة حررت وطهرت أراضٍ كانت مستعبدة ، وأنك في كل يوم ترتجي الشهادة ، ولكن لتعلم أنه إلى لحظتنا هذه لم يصلني أي نبأ عنك ، وهل أنت بخير ؟ حتى هذه الرسائل التي دائمًا ماأودعها عبر حمامي الزاجل يخال إليِّ أنها لم تحظ بمطالعتك إلى الآن ، لكني كما أخبرتك مُصرة أن أكتب وأكتب ، إلى أن يسعفني وصالك فألقاك ، والسلام عليك دائمًا وأبدًا.
#رسائل _زاجلة