أيقونة البــأس

صالحة الشريف

لقد سرحت بخيالي أتامل أحوال المجاهدين الثوار الأحرار فوجدت كلمات أنثرها، وعبارات أتحدث عنها في صفحاتي لأخطُ بقلمي الثائر الحر فحار فكري!! وعجز حبر قلمي عن ذكر فيض أخلاق المجاهدين وهذا قليل أمام تضحيات أولئك الرجال الذين ينكلون بأعداء الله، فكلماتي مهما طالت وعباراتي مهما طُرحت لن أُجازي أولئك الثوار الأبطال.

كان لدينا قائدً حكيم ورجلً أمين؛ صادقً في قوله وفعله، كان معنا يشاركُ أوجاعنا وأفراحنا وأحزاننا، وكان معنا في أعيادنا وجبهاتنا والآن لم يعد معنا لقد انتقل إلى سماء الآخرة ولكنه معنا في أذهاننا، وفي أرواحنا، وفي أمجادنا.

إنك قائد رباني من تربية المدرسة الحسينية سلام الله عليك يا أيها القائد الرباني فأنت لن تموت بل أورثت رجالًا من المدرسة الربانية وهم الشهداء(الشهيد المجاهد/ طه المداني_الملصي_القوبري_الحمزي) وغيرهم من الشهداء.. إن كنتم لم تعرفوا عن هؤلاء الرجال سوف أحدثكم عنهم: إنهم ثوار أتوا إلى هذه الحياة ومضوا فيها كعابري سبيل التي ملؤها بالعزة والكرامة والإيمان، والصدق مع الله ومع رسوله ومع الوطن..

كانوا مجاهدين أحرارا يأبوا الذله والخسارة، إنهم أسود اليمن يعشقون الموت؛ أبوا إلا أن يكونوا في جبهات العزة والكرامة ليدافعوا عن الأرض والعرض فأصبحوا بكل عشق ومحبة ورضا الله ورسوله الكريم حتى يلقوا الله شهداء..

فساروا على درب الشهادة فما أعظمهُ من جهاد وما أعظمها من شهادة.. أتوا إلى مدرسة الحياة ليتعلموا كيف يعشقون الجهاد؟ ويسيرون على طريق آل البيت..

كانوا في هذه الحياة قناديلً تُضيء طريق الحق والآن أصبحوا نجومًا تُضيء وتلمع في السماء؛ ليشدوا به الأحرار الثائرون فانطفأت شمعة الثورة ولكنها أضاءت في مسيرتهم لألوف من أبناء اليمن الذين تعلموا على أيديهم ونهلوا من نهجهم، وفي استشهادهم تركوا “صورة من بأسهم” وصفاحات تاريخهم الجهادي، لن نقول وداعًا فنحن لا نودع شهداءنا بل نزفهم إلى حياة الخلود بمواكب الأباء، وسيظلون النموذج الإيماني المشرف وسيبقون إن شاءالله من أهل الجنة..

فسلام الله عليكم ياحماة اليمن وعلى أيديكم الحاملة لبنادقكم، وعلى الثرى الذي يدوس به أقدامكم.. سلام الله عليكم بما صبرتم وضحيتم وقدمتم وكل عام وأنتم نصرنا ولو طال المدى.

#اتحاد_كاتبات_اليمن.

You might also like