هيئة الزكاة في رمضان .
إب نيوز ٣٠ مايو
د_أسماء الشهاري
ونحن نطير بأجنحة الشوق بحثاً عن سلامنا الداخلي وأماننا النفسي بعد أن عصفت الخطوب بأرواحنا حتى أصبحت كأرض جدباء قاحلة ونبات مصفّر قد أصابه شدة الظمأ حتى كاد أن يرديه، لولا أيادي الخير في هيئة الزكاة العامة التي تمتد لها لتساندها على مدار الأيام.
ولرمضان مذاق آخر مع هيئة الزكاة وقد جعلت الرحمة والتكافل والعطاء لها عنوان، فالرحمة َأسمى مقاصد الدين “وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين”، إنها الفطرة السوية وأنبل القيّم الإنسانية التي ابتدأ بها الحق كتابه الكريم وسمّى بها نفسه سبحانه “بسم الله الرحمن الرحيم”،
إنه شهر مضاعفة الحسنات والتسابق في الخيرات وقد جعل الله الإحسان في أعلى الرتب وأجزل عليه الثواب وأوجب، فقال عز من قائل” هل جزاء الإحسان إلا الإحسان” فكيف يكون إحسان من بيده الملكوت والأكوان؟
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم” إنما الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله”
ونحن في هذه الظروف التي يمر بها بلدنا وشعبنا وقد اشتد فيها الفقر والعناء بسبب الحصار وعدوان الأشقياء ونحن أهل الإيمان والحكمة والجود والعطاء، ولولا تكاتفنا وتراحمنا فيما بيننا لما صمدنا طوال هذه الفترة في ظل هذه الأوضاع لكنها رحمة الله بنا ورحمتنا ببعضنا وتآلفنا حالت دون أن يحقق العدو هدفه في إذلالنا وكسر صمودنا وإرادتنا.
ومن فضل الله علينا أن جعل منّا وبين أوساطنا من نذر حياته ليخفف آلام ومعاناة إخوانه وأبناء وطنه وقد ملأ الإيمان نفسه أنه لن يشعر بالسعادة ما لم يرسمها على وجوه الآخرين، ولن يحصد الخير ما لم يسقي بذوره بيده، حاملاً على عاتقه أن يبذل أقصى جهده في سبيل ذلك، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وبحجم المسئولية الكبيرة الملقاة على عواتق الجميع ومن رحم المعاناة ومرارة الحرمان كان أن تم تفعيل “هيئة الزكاة ” السبّاقة لكل خير والتي تشهد أعمالها ومشاريعها وبرامجها على عظم ما قدمته وما تقدمه لجميع أبناء المجتمع وخاصة “مصارف الزكاة الثمانية”و الفئات الأكثر تضرراً في ظل الظروف الراهنة، وقد فتحت أبوابها ومدت أيديها للجميع من منطلق إيمانها أنها معهم تلتقي وبهم ولأجلهم ترتقي حتى تحقق أهدافها السامية في خدمة شعب اليمن العزيز المظلوم والنهوض به حتى يصل إلى مصافّ الدول المتقدمة في شتى المجالات، وذلك من خلال تحويل التحديات إلى فرص فالدول التي تنهض من العدم تصل إلى القمم، وقد جعلت الإحسان والعطاء شعارها للتنمية والبناء خاصة في شهر التكافل والتراحم الذي علمنا فيه نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أن نُري الله فيه من أنفسنا خيرا، فإننا بالعطاء نخفف آلام المحتاجين ونعزز دعائم المجتمع ونتاجر مع الله تجارة رابحة في الدنيا والآخرة، يقول الحق سبحانه” من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا فيضاعفه له…..”
ولنا في كل يوم محطات كثيرة مع هيئة الزكاة نتوقف فيها مع أجمل لوحات العطاء ومعاني الإحسان.