مدينة بعيدة عن الأنظار
إب نيوز ٣١ مايو
كـوثر العزي
ولنا قصة تبكي العين، ولنا فيها مواطنين ذاقوا العذاب والحصار بجميع معاناته حرموا من أبسط الحقوق، لم تعطيهم منظمات الحقوق وقتاً للراحة ، أو لإستنشاق الهواء النقي الغير ملـوث بالبارود، والقذائف، وغير مـليئ بـألغـام العداء، أن ينعموا بالأمان .
بل يناموا ويستيقظوا على صوت ذلك السلاح الذي لم يتوقف ولم تزيح عنه يد الرامي، حيث يتم استهداف الجميع بلا استثناء.
أطفال، نـساء، شيوخ ،لم يرتووا من تلك الدماء وتلك الأرواح ، وكأنهم يصطادون الطيور ، والغزلان ، والأرانب ، حصدوا الأرواح، وناثروا الأشلاء هنا وهناك والدماء كالأنهار تجري من تحت أقدام العالم وكأنه ماء.
فهـل ياترى سيصبح الدم ماء؟!
هل عرفتم عن من أتكلم؟
وعن أي مدينة خط قلمي ؟
وعـن إي إنسانية أتحدث ؟
نعـم ! أحكي عن مـأساة مدينة مغيبة، مدينة يكسوهـا الضباب من شدة الغارات، بعيدة عن الأنظار، غائبة عن الإعلام، منسية في حقوق الإنسان، غاب عنها الكتاب، والناشطين، و الباحثين، والشعراء.
لاأعلم هل حقيقه هي غائبة أم أننا نتناساها
من لم يعرفها فهي قرية تقع في شمال اليمن في محافظة (الحديدة ،الـدريهمي)
الـدريهمي قصة إنسانيـة ،منسية في قلوب النـاس، قصة مـأساوية عاشها مواطنيها، هي قصة إنسان يعاني أنواع الحصار، قصة أعداء تسلطوا ،تجبروا ، قصة طفل رضيع يمكث في المستشفى بسبب سوء التغذية، و أم جف الحليب من ثديها، وقصة لأب لم يعد يعلم ماذا يعمل غير النظر لصغيره يفارق الحياة بأصوات الأنين والأوجـاع.
هي مـن شاهدت أنواع الأوبئة، هي من وقفت ومـن ثم لم تتهـاوى، هي مـن شعرت بأوجـاع أبنائهـا.
فيا أحرار وحرائر اليمن فلنلتفت للـدريهمي المغيبة بعدسات الإعـلام، وبقنوات التلفاز، وبأصوات الإعلاميين، ولنصغي بأذان الأحرار.
الـدريهمي وغيرهـا من المظلـومين أمانة في أعناقنـا، ككُـتاب ،وناشطين، وباحثين، وسياسيين فلنجعل للدريهمي نصيب مما تخطه أقلامنا.
#الدريهمي_قصة_مغيبة