التوجه نحو الزراعة لكسر الحصار وتحقيق الأمن الغذائي .
إب نيوز ٣١ مايو
بقلم /محمد صالح حاتم.
عُرّفت اليمن قديما ًبالعربية السعيد،وذكرها الله في كتابة الحكيم بالبلدة الطيبة،وارض الجنتين،وقامت الحضارات اليمنية القديمة معتمدة على الزراعة، فشيدت السدود والحواجز المائية،وبنت المدرجات الزراعية فحولت الصحراء إلى جنة ٍخضراء،والجبال إلى بساط ٍأخضر .
وتمتاز اليمن بموقعها الفريد،ومناخها المتنوع وتضاريسها المتنوعة،فهناك المناطق الجبلية والهضاب الداخلية ،والسهول والوديان،والمناطق الساحلية،فهذا التنوع جعلها تجود بانواع الثمار والمنتجات والمحاصيل الزراعية على مدى العام.
ولكن وللأسف الشديد فخلال العقود الماضية لم تحظى الزراعة بالأهتمام من قبل دولة والحكومات المتعاقبة ،بل لقد تعمدت الحكومات السابقة في تحويل اليمن من بلد زراعي مكتفي ذاتيا ً وخاصة ًالحبوب والقمح إلى بلد مستورد لكل انواع الحبوب والقمح ،فقد تم اهمال الزراعة، رغم انها مصدر اساسي ورئيسي من مصادر الاقتصاد الأي بلد.
ومايتعرض له شعبنا اليمني اليوم من حرب وعدوان وحصار اقتصادي يجعلنا نتوجه توجه جاد نحو زراعة الأراض وخاصة زراعة الحبوب والقمح،بهدف كسر الحصار والوصول نحو الاكتفاء الذاتي ،وهذا ما تطرق الية قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي خلال محاضراته الرمضانية وركز على الزراعة تركيزا ًرئيسيا ًداعيا ً المزراعين التوجه نحو زراعة الارض،ومحذرا ًلهم من الأستخدام المفرط والمغلوط للمبيدات والسموم والاسمدة الزراعية المستوردة،والتي تقضي على النباتات والاشجار والمنتجات الزراعية ،وتقضي مع الزمن على خصوبة الأراض،وان نعتمد على الاسمدة الطبيعية المتجة من مخلفات الحيوانات والتي كان يستخدمها أبائنا والأجداد.
ونظرا ًلأهمية الزراعة ودورها في بناء الاقتصاد الوطني،والأمن الغذائي،وكسر للحصار الذي يفرضة علينا تحالف العدوان،فقد اولت القيادة الثورية والقيادة السياسية الجانب الزراعي جُل ّاهتمامها،وذلك من خلال انشاء المؤسسة العامة لتنمية وانتاج الحبوب،وتخصيص جائزة الشهيد الصماد للانتاج الزراعي،ومنع استيراد بعض المحاصيل والمنتجات الزراعية والتي تزرع في اليمن بكميات كثيرة ومنها التفاح واللبن وغيرها من المنتجات الزراعية.
واليمن ولله الحمد تمتلك العديد من مقومات الزراعية فهناك العديد من الوديان والقيعان التي تصلح لزراعة الحبوب ،لو تم زراعتها لاكتفينا ذاتيا ًواصبح شعبنا يأكل من حبوب وقمح اليمن ،فلدينا محافظة الجوف والتي يوجد فيها وديان كبيرة مثل وادي خب ،ووادي الخارد ،واليتمة،وفي الغيل والزاهر وغيرها من الوديان الزراعية ذات المساحات الشاسعة،والتي يوجد فيها كميات هائلة من المياة الجوفية وتصلح لزراعة اجود انواع الحبوب،ومحافظة حضرموت بوديانها وسهولها الواسعة،ومحافظة شبوة،ولدينا قيعان فسيحة تصلح لزراعة الحبوب مثل قاع الحقل في ذمار،وقاع البون في عمران والسحول في إب والتي للاسف هذه القعيان الزراعية غزاها البناء العمراني وشجرة القات،ولدينا دلتا تبن وابين،والمناطق التهامية كلها اراضي زراعية.
فعلينا جميعا ًالتوجة للزراعة والأستفادة من مياة الامطار وكمية السيول التي من ّالله بها خلال شهر رمضان المبارك والتي سقت البلاد ورتوت منها الوديان والسهول القيعان،وعلى الدولة ترجمة خطابات وتوجيهات السيد القائد إلى افعال والعمل على توعية المزراعين باهمية الزراعة وخاصة ًالحبوب والقمح،وخطورة واضرار المبيدات والاسمدة الزراعية،وعدم جني المحصول الا ّبعد تمام نضوجه،وان يتم تنضيف وتعبئة المنتجات والمحاصيل الزراعية بطريقة صحيحة وسليمة تعمل على حفظ المنتج.
وان تقوم الحكومة بدعم المزارعين بالبذور المحسنة ،وتوفير الطاقات شمسية للمزارعين بالتقسيط المريح،وانظمة الري الحديثة ،وبناء السدود والحواجز المائية،وتوفير مهندسين وخبراء زراعيين لارشاد وتوجية المزراعين للزراعة بطريقة الصحيحة والسليمة .
وان يتم ايجاد بيئة استثمارية مهيئة في الجانب الزراعي ،
مع الزام رأس المال المحلي ورجال المال والاعمال للتوجة للاستثمار في الزراعة وخاصة ًزراعة الحبوب ،وان تكون الاولوية للتجار اللذين يستوردون الحبوب والقمح من الخارج،
فالمهمة صعبة وكبيرة وتتطلب تظافر الجهود من الجميع قيادة وحكومة وشعب،فبالزراعة نكسر الحصار ونتحرر من الاستعمار الاقتصادي،ونستقل بقرارنا السياسي.
وترجع اليمن سعيدة ًوخضراء ًوبلدة طيبة وجنة ٍخضراء كما عرفت بها قديما ً.