عبدالباري عطوان : عندما يهرب ترامب الى ملجأ تحت البيت الأبيض خوفا من المحتجين الغاضبين فهذا يعني أن الأمر خطير..
Share
إب نيوز ١ يونيو
عبدالباري عطوان :
عندما يهرب ترامب الى ملجأ تحت البيت الأبيض خوفا من المحتجين الغاضبين فهذا يعني ان الامر خطير.. لماذا نتوقع استمرار الاحتجاجات واتساعها هذه المرة؟ وهل روسيا تقف خلفها فعلا؟ ولماذا تسود “الشماتة” معظم العواصم العالمية؟ وهذه رسالتنا للرئيس الأمريكي؟
تسود معظم العواصم في العالم حالة من الشماتة بالولايات المتحدة ودولتها العميقة كرد فعل اولي على اعمال الاحتجاج المصحوبة بالعنف في معظم مدنها بعد مقتل المواطن من اصل افريقي جورج فلويد اختناقا تحت ركبة رجل شرطة ابيض عنصري.
فالولايات المتحدة، وبغض النظر عن أيديولوجية الإدارة التي تحكمها، كانت من اكثر المتدخلين، وبذر بذور الفتن والعنف، في مختلف انحاء العالم، لتقويض امن واستقرارا العديد من الدول التي تًصنف في قائمة اعدائها، وقتل وتجويع الملايين من أبنائها.
الكراهية لهذه الدولة العنصرية الامريكية انتقلت من الخارج الى الداخل، خاصة بعد مجيء الرئيس دونالد ترامب الى سدة الحكم منذ ما يقرب من الأربع سنوات، وانحيازه بالكامل الى مواطني بلاده البيض، وتطاوله على معظم المواطنين الآخرين، وخاصة أولئك من أصول افريقية، او من أمريكا الجنوبية، فهذا الرئيس المغرق في عنصريته وغطرسته هو اكبر شوفيني في العالم، وحان الوقت ليضع الشارع الأمريكي حدا له.
العنصرية باتت مرض مزمن في المجتمع الأمريكي، واستفحالها بات ينسف كل النظريات، والادعاءات حول المساواة، وتكافؤ الفرص، واحترام الحريات، فلا سلام او استقرار بلا عدالة، او اضطهاد الأقلية السوداء، واستهدافها المستمر من قبل مؤسسة الشرطة.
المواجهات بين الشرطة والمحتجين المستمرة منذ مقتل الشاب فلويد قبل ستة أيام وصلت الى 20 مدينة ابرزها واشنطن ولوس انجليس ونيويورك وشيكاغو، وعدد القتلى وصل الى خمسة، والجرحى بالآلاف، اما عدد المعتقلين فوصل حتى الآن الى 4400 معتقل، ولا نستبعد ان تشهد سباقا في الأرقام بين ضحايا كورونا وضحايا الاحتجاجات في الأيام والاسابيع المقبلة.
المدن الامريكية شهدت مظاهرات واحتجاجات في السابق، ومن قبل الأمريكيين من اصل افريقي، احتجاجا على تجاوزات إجرامية مماثلة من قبل رجال الشرطة، ولكن موجة الاحتجاجات الحالية تبدو مختلفة ومرشحة للاتساع والتصاعد، لان كيل المواطنين السود قد طفح، وزاد من غضبهم ليس عنصرية الرئيس ترامب فقط، وانما فشله داخليا في انقاذ الاقتصاد، ومكافحة فيروس كورونا.
الرئيس ترامب الذي هرب مثل الجرذ المذعور الى ملجأ استراتيجي تحت البيت الابيض خوفا من اقتحام المحتجين الذين كانوا يطرقون ابوابه بعنف، اتهم جهات خارجية بالوقوف خلف المحتجين، الى جانب حركة “انتيفا” اليسارية المتطرفة المعادية للفاشية والفاشيين وهو على رأسهم، بينما لم تتردد السيدة سوزان رايس، مستشارة الامن القومي السابقة، سمراء البشرة عن اتهام روسيا بالاسم بالوقوف خلف الاحتجاجات لزعزعة استقرار وامن الولايات المتحدة، انها محاولة يائسة للهروب من الحقيقة، وتوجيه اللوم الى جهات خارجية.
نحن في هذه الصحيفة “راي اليوم” لا نتردد لحظة في تفهم هذه الاحتجاجات المشروعة، والأسباب التي أدت اليها والوقوف في خندق المحتجين، مع رفضنا في الوقت نفسه لأحداث العنف واعمال السلب والنهب التي سادت، لأننا كعرب ومسلمين الأكثر معاناة من السياسات العنصرية الامريكية وتدخلاتها التي أدت الى تدمير العديد من دولنا، وقتل الملايين من مواطنينا في العراق وسورية وليبيا وفلسطين المحتلة وأفغانستان، فجميع الاضطرابات والحروب في العالم تقف خلفها الولايات المتحدة، وكأنها لا تستطيع النوم والراحة الا على جثث الأبرياء.
نقول للرئيس ترامب، وبثلاث كلمات فقط.. بضاعتكم ردت اليكم.