الكَذِبُ السُّعُودِيُّ المُغَطَّى بالنفاقِ الأُمَمِيّ .
للإجرام والإرهاب السعودي صور وأشكال عديدة ، لا تحصرها المسميات ولا تأتي عليها القوائم والبيانات ، وللنفاق الأممي صور وأشكال شتى أيضا ، وما بين الإجرام السعودي والنفاق الأممي ، يموت المدنيون في اليمن بالجملة والمفرق ، بالأسلحة الفتاكة وبالغارات ، بالتجويع وبالحصار ، بالأوبئة وبالأمراض وبالمرتزقة – وكل ذلك وسائل موت وقتل وفتك سعودية وأمريكية تستخدمها ضد اليمن منذ مارس 2015/م.
ذروة مبلغ الوقاحة السعودية بلغت أمس في ما أسمته مؤتمر المانحين لليمن الذي نظمته في عاصمتها الرياض بزعم مساعدة اليمنيين ، في وقت تصعِّد من غاراتها الجوية على المدنيين وتشدد الحصار البحري والجوي والبري وتحتجز سفن الدواء والوقود والغذاء عرض البحر وتحرم الموظفين من مرتباتهم ، ، تدعي أنها تسعى لجمع 18 مليار دولار لمساعدة اليمن وبما يوفر لليمنيين الأغذية والأدوية والمعدات والتجهيزات الطبية لمواجهة كورونا، وهي حسب مستويات النفاق المعروفة لدى البشر تكذب علناً بسوق مزاعمها ، وهي التي استخدمت الحصار والتجويع وقطع المرتبات أسلحة ضد الشعب اليمني جميعا وجعلت من 24 مليون يمني يعيشون تحت خط الفقر!.
تسترسل مملكة العدوان في بجاحتها وسردياتها الكاذبة بمزاعم مساعدة اليمن المنكوب بفعائلها وجرائمها وعدوانها ، في وقت تستمر بعنجهيتها وغطرستها في مواصلة حربها العدوانية على الشعب اليمني وتدمير مقدراته وفرض الحصار الشامل والمطبق بإغلاق كل المنافذ البرية والبحرية والجوية المؤدية إليه ، وبذلك فهي تهدف إلى إطلاق حملة دعائية واسعة لتلميع القبح ولغسل عار جرائمها المتعاقبة طيلة ست سنوات ، ولتواصل مشوار إرهابي وعدواني جديد.
كما أن الهدف من استرسال النظام السعودي بالأكاذيب حول المساعدات لا يغادر خانة ممارسة المزيد من الضغوط على اليمن لتقديم التنازلات مقابل السماح بإدخالها ، وتسييس الملف الإنساني بفرض رقابة مفرطة عليه والمساومة عليه ووضعه في طاولة التفاوض أمر دأبت عليه مملكة العدوان السعودي ، وقد سعت إلى امتلاك أوراق تفاوضية من خلال تشديد الحصار والتجويع الجماعي للشعب اليمني، وبما يجعل من أي مانح بين حدي الرضوخ للشروط السعودية والمضي عبر مركز سلمان السيئ الصيت ، وبين التوقف عن إرسال المساعدات ، وترك اليمنيين محاصرين ينزفون دما ودمارا وجوعا.
الهدف الآخر أيضا لا يخفى من الإسترسال السعودي العفن ، وهو إطالة أمد العدوان والحصار والتخلص من الضغوط الأخلاقية المتصاعدة مع تفشي وباء كورونا في اليمن بما يتيح له إبقاء عدوانه ، ابواق العدوان ومرتزقته مولون هذا الموضوع اهتماما مبالغاً فيه ويقومون بحملة واسعة للدعاية له وتلميع وتجميل وجه العدوان البشع مما يوجب القيام بحملة مكثفة حول محور رئيسي بأن عدم وقف العدوان وفك الحصار وإطلاق مرتبات الموظفين الموقوفة وتوريد عائدات النفط والغاز إلى البنك المركزي يجعل دعاوى تحالف العدوان حول مؤتمر المانحين مجرد دعاية كاذبة ومخادعة،
على أن ذُروة مبلغ النفاق الأممي، قد تجسد أمس في ما قاله الأمين العام أنطونيو غوتريش ، ونسب إلى السعودية ما ليس فيها إنسانيا ، وبرأها مما يعد جرائم موثقة ومشهودة ارتكبتها على مرأى ومسمع العالم ، وصورها وسوقها خلافاً لما هي عليه في الحقيقة والواقع كمعتد قاتل مجرم يشن الغارات ويحاصر ويجيش الجيوش ويشتري الأسلحة المحرمة والفتاكة ليقصف بها اليمن ، وقد كان للمسؤول الأممي وهو يتحدث عن الكارثة ويشير إلى أن 24 مليون يمني تحت خط الفقر وبحاجة ماسة للمساعدة أن يشير إلى أن ثمة مجرماً تسبب عن عمد وقصد، بكل ما تشهده اليمن من مأساة ، وأن يدعو لوقف العدوان ورفع الحصار فما تحدث عنه من أرقام تكفي لأن يتخذ الموقف!
الأمم المتحدة لا تخفي تواطؤها مع العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ، وهي تعبر عن كل ذلك بما تمارسه يوميا بإخفاء وتغطية الجرائم المروعة التي ترتكبها السعودية في اليمن ، وفي الافتئات المتكرر على اليمنيين باتهامهم بنهب المساعدات وتبديدها ، وثالثة الأثافي بنهبها لما يخصص لليمن من معونات ومساعدات من دول عدة إذ تقوم بصرفها كمرتبات وحوافز ونفقات وإقامات وهبات لموظفيها وبما يزيد عن 70% مما يعتمد لليمن ، وبحال من الأحوال فإن هذا التواطؤ المفضوح ببيان كاذب مملوء بالنفاق لن يُحسّن صورة مملكة العدوان ، ولن يُجمّل قبائح سياساتها أو يلغيها بل يظهرها ويكشفها وإلى جانبها الأمم المتحدة.
منظمة الأمم المتحدة لا تفعل ذلك فحسب ، بل إنها تَدوس القيم قبل القوانين والمبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة ، وما يصل من معلومات تؤكد أنها تسعى لجعل الإنسانية تتظاهر كذبًا بالعجز عن وقف مأساة تصنعها السعودية وأمريكا وبريطانيا ، وتؤكد أنها لا تريد للحرب على اليمن أن تتوقف ، ولا للحصار المشدد أن يُرفع…إذ أصبحت المأساة في اليمن مصدر عيش وفير لموظفي ومسؤولي المنظمة ووكالاتها ومبعوثها ومكاتب المبعوث المكوكية في العواصم والمدن العربية.
على وقع جائحة كورونا، انتعشت الآمال بإمكانية تحريك عجلة التفاوض والتوصل إلى حلول ، بيد أن الإصرار السعودي على مواصلة العدوان والتواطؤ المتعمد من قبل الأمم المتحدة كلها منحت السعودية أمداً أطول في إبقاء عدوانها وحصارها وإزاء هذا التساوق «السعودي_الأممي» فإن الأصوات المنددة باستمرار الحصار لا تكفي ، كما أن انتظار جهود المبعوث الأممي بعد هذا الانكشاف لا جدوى لها ،إذ لا بد من الفعل وإيقاف المهزلة عند حدودها ولابد للميدان أن يتحدث ، ثم مخاطبة الأمم المتحدة بأنها باتت مرفوضة وأن محاولتها مصادرة الحق الإنساني لليمنيين بالتمالؤ مع دول العدوان ، وبالهيمنة على قرار وقف الحرب لن يمر.
كتب / عبدالرحمن الأهنومي رئيس تحرير صحيفة الثورة