‘ﻻ أستطيع التنفس’ غيض من فيض .

إب نيوز ٤ يونيو

د/تقية فضائل .

 

عبارة ‘ﻻ أستطيع التنفس’ لم تعدمجرد كلمات أطلقها فلويد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ضحية لعنف و عنصرية أربعة من رجال الشرطة الأمريكية ،لقد أصبحت ‘ﻻ أستطيع التنفس’ شعارا لجميع من عانى من العنصرية والقهر والظلم تحت وطأة النظام الأمريكي المتدثر زورا وبهتانا بقيم الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية وغيرها التي جعلها مسمار جحا للتدخل في شؤون الدول الأخرى لتحقيق أهدافه الاستعمارية والتخريبية لقد حان الوقت ليعلم من لم يكن يعلم بأكذوبة القيم التي طالما تغنت بها أمريكا وغيرها من دول الاستكبار العالمي ، ويكفينا أن نتابع المستجدات على الساحة الأمريكية لمواجهة احتجاجات شعبية لها مطالب إنسانية محقة ، ولكن النظام الأمريكي العنصري واجهها باعتقال اﻵﻻف وقتل وجرح العشرات منهم مما أدى إلى اتساع الاحتجاجات الشعبية واستمرارها وتخللتها أعمال حرق ونهب ووصل الأمر إلى اقتحام قاعدة عسكرية في إحدى الوﻻيات وإضرام النيران فيها، وجدير بالذكر أن هذه الأحداث و إن كانت قد حركتها العنصرية العرقية المتأصلة في المجتمع الأمريكي ونظامه فمعظم الأقليات تواجه صعوبات التمييز العنصري العرقي خاصة الأمريكيين من أصل أفريقي و الهنود الحمر وهم السكان الأصليين في أمريكا والصينيين وغيرهم و هناك أنماط أخرى للعنصرية في المجتمع الأمريكي منها العنصرية الأيديولوجية المتعلقة باﻷديان حيث يستهدف الإنسان بسوء التعامل بسبب اعتناقه ديانة ما وأكثر من يعانيها هم الأمريكيون المسلمون وهم يبلغون مايقارب خمسة ملايين والجميع يعلم بلا شك كيف تحارب أمريكا الدين الإسلامي في العالم فما بالنا بمن هم تحت حكمها مباشرة!!! ، ومن أنماط العنصرية في المجتمع الأمريكي العنصرية الثقافية وهنا تحارب الثقافات المختلفة التي ﻻ تتماهى مع ثقافة الانحلال السائدة في المجتمع الأمريكي. . . وهناك العديد من الإشكالات الشائكة أسهمت في مجموعة الضغوطات التي دفعت بالجمهور الأمريكي للخروج إلى الشارع، منها عدم اتخاذ النظام الأمريكي إجراءات سليمة في مواجهة وباء كورونا حيث تعد أمريكا على رأس القائمة في عدد الوفيات والإصابات على مستوى العالم ، وانصرف ترامب لالقاء التهم على هذا وذاك في سوء ما وصلت إليه الأوضاع في بلاده بدلا من إيجاد حلول للأوضاع المأساوية التي آلت إليها بلاده . . . . أضف إلى ما سبق تردي الوضع الاقتصادي إلى حد كبير وزادت نسبة البطالة خاصة بعد كارثة كورونا. وﻻ يخفى على أحد أن المشاكل الاجتماعية في أمريكا ودول أوروبا من أخطر المشاكل التي تهدد أي مجتمع بالانهيار وهم يصدرونها للمجتمعات الأخرى في صورة حرب ناعمة هدفها نشر الفساد في المجتمعات ومن الأمراض المجتمعية نذكر هنا التفكك الأسري و الانحلال الأخلاقي والتفسخ القيمي والعري والخلاعة وغيرها كثير جدا ويعود ذلك إلى البعد عن الدين وتنحيته جانبا وحصره في طقوس الكنيسة، وطغيان المادية والرأسمالية وجعلها هي الأساس الذي يحكم العلاقات بين الناس وإهمال الجانب الإنساني الذي أصبح يحتضر أو يكاد ، كما أن من المشاكل الكبيرة بالغة الخطورة والأثرفي الواقع.وهي . فساد الشرطة الذين أصبحوا يديرون الكثير من الجرائم بمختلف صورها مثل الاتجار بالبشر وبالأعضاء البشرية وغسل الأموال والدعارة و المخدرات والقتل والاغتصاب والخطف كما أن العصابات المسلحة تحيل حياة المجتمع إلى مجموعة من الأحداث المليئة بالمآسي وغيرها كثير.كثير ﻻ يتسع لها مقال مختصر كهذا. في الختام نقول كما قال الرئيس الإيراني الخامنئي إن مشاكل أمريكا كطحالب بدأت تطفو على الماء .وهي ليست وليدة الساعة بل تراكمات لسياسات غير صحيحة منذ سنوات طويلة تعود إلى نشأة أمريكا على أساس عنصري وهو إبادة ملايين من الهنود الحمر السكان الأصليين للبلاد حتى صاروا مجرد أقلية ﻻ يزيدون عن 3%من سكان أمريكا حاليا ونهب أراضيهم ومنحها لسكان جدد ﻻ صلة لهم بالأرض. #اتحاد_كاتبات_اليمن

You might also like