لقد بالغت يا معالي الوزير !!

إب نيوز ٤ يونيو

عبدالملك سام

معالي وزير الصحة الدكتور طه المتوكل وفي آخر مؤتمر صحفي بالغ في تطمين الناس ! هذا ليس رأيي فقط ، ولكن الطريقة التي تصرف الناس بها بعد المؤتمر الصحفي بينت ماذا فهموا من كلام الوزير ، وإن كان هدف الوزير أن يوضح دور القلق وتأثيره على الحالة النفسية والجسدية للإنسان ، إلا أن المبالغة أدت إلى نتائج عكسية ظهرت في كلام الناس وتصرفاتهم التي أتسمت بعدم الانضباط أو الألتزام بإجراءات الوقاية المقرة أصلا من الوزارة ، وهددت بنسف الجهد الإعلامي المبذول من قبل الجبهة الإعلامية التي عملت لفترة طويلة لتحث الناس على الحرص والوقاية من هذا الخطر !

الصدمة ما بعد المؤتمر تمثلت في زحف مئات المنشورات التي تسخر من الوباء ، وأخرى تتحدث عن فوائد الليمون واللوز وحتى الفلفل ، وأخرى تسفه الطب والأطباء ، وأخرى تتحدث عن علاج تم اكتشافه ثم كيل الأتهامات والتنازع عن صاحب هذا الكشف الطبي الخطير ، والمثير للسخرية أنهم بدأوا يتحدثون عن حقوق الملكية الفكرية في بلد كل المنتجات فيه مقلدة ، أو أننا في حال اكتشفنا العلاج فأننا سنعمل كما تفعل الشركات الأحتكارية ونحرم باقي البشر من العلاج !! المهم أن هذا المؤتمر اطلق الجن من القمقم الذي كانوا فيه ، وظهرت غرائز شيطانية في ظروف لم تتضح الصورة فيها بعد !

أحتشد تركيز الناس – كالعادة – على بداية كلام معالي الوزير ، بينما تركوا التحذيرات والنصائح التي تلت التطمينات ، لذلك وجدنا الكثيرين تركوا لبس الكمامات ، وعادت المصافحة والقبلات من جديد ، وعادت الأزدحامات ، وهذا كله جعل الشخص الحريص في موقع الساذج الذي يبالغ بينما الوضع كله (سلامات) !! وأنا فعلا لا أعرف ماهو الشيء الغير منطقي في إجراءات صحية المفترض أنها جزء من عاداتنا سواء في وجود وباء أم لا ؟! ما المشكلة في النظافة والنظام والبقاء مع عائلاتنا وتجنب الأزدحام ؟!! لماذا نحب الفوضى والأختلاط والخروج غير المبرر لهذه الدرجة ؟!

ختاما .. في أستطلاع للرأي قمت به أتضحت النتيجة أكثر ، وتأثير مؤتمر وزير الصحة أثبت أنه بتحذيراته وحرصه جذب شريحة كبيرة من الناس للأهتمام وتوخي الحذر ، ولفترة وجدنا الناس تحيا حياة صحية .. أما اليوم فقد عدنا من حيث بدأنا فعلا ، وبعد مدة سنجد أن عدد الحالات عاد للأرتفاع ، ثم نعود للقلق وتأثيراته السيئة على أصحاب الأمراض المزمنة بالذات ، ولكن حينها لن تجدي أي تصريحات آخرى من معالي الوزير لتطمين الناس أو حثهم على التقيد بالإجراءات الصحية السليمة .. عافاكم الله جميعا .