الإمام الخميني ..العالم الروحي والقائد العرفاني .
إب نيوز ٥ يونيو
كتب / منتصر الجلي
من أين نبدأ في حديثنا عنه؟
وأين نقف أمام شوامخ العارف الكبير؟
على زمن ذكراه ٣١ من الأعوام، نقف أيها العالم الروحي مبتهلين متنسكين عند أبواب المعارف والزلف الكبرى… أنقف أيها الباقي ببقاء ثورتك ونهجك عند المبادئ العظيمة، أم عند علومك الفكرية الثاقبة؟
نعم تحل ذكرى رحيل عَلم من أعلام الثورة والعزة والقيادة والحرية، عَلَم له الباع في الكلمة والموقف والرسالة الدينية العميقة التي قدمها للأمة… هو الإمام الراحل /روح الله الموسوي الخميني قُدس سره.
على عتبات ذكرى رحيله أستطرقني الحديث عنه ليكن زاد عباراتي وفحواها لنتابع سفرا مع الأيام قدما على صفحات الحياة،ذلك العابد الزاهد من خلّد بحق الأنوار المحمدية من جديد، من قُسم له من السماء أرواح عرفانيتها، طابعا العالم الحديث بمنهجه الفكري الأصيل بطابع القربى إلى الله؛
إن من يحذوا سيرته ونهجه وموروثه الثقافي يجد ملامح الشوق الإلهي، والعلم الرباني الذي جعله بذورا في حياته وكلماته وفكره وحضارته، يشد الروح إلى عالم الكمال، يأخذ العارفين والباحثين عن الحقيقة والوجود والروح والإنسان يأخذهم إلى العشق الحقيقي المفقود الذي نتزلف العدم بحثا عنه، نجده ملحمة واقعية تحكي قصة الخلوة إلى الله ومنازل القربى التي يسعى الإنسان منالها دون جدوى، إلى الأخرة.
هناك في مدرسة الروح والضمير والمناجاة ومعالم الخلق وزفرات الإنسان ووجوده يلتمسها الباحثين من وله بهم الشوق للخلد الباقي عند الله، في تلك المدرسة الخمينية وجد الصفاء ومنبعه ومادته وذروة فاعليته على خطوط ونصوص ورسائل ذلك الإمام العظيم؛
لم يكن قائد الثورة الإسلامية الإيرانية رجل ثورة وسياسة وتغيير على صعيد الواقع السياسي وحسب، بل كان أعمق من ذلك، ورسالته لتثبيت المتغيرات أوسع ، ودائرة ذلك لانطاق لها، فكان بحق قائداً فيلسوفا عارفا عالما روحانيا الروح والسمة والمسمى،
إن المحدثين اليوم الباحثين عن الفكر من أشتات الطرق ومفترق المدارس كا المدارس الأروبية وما أنتجته من معالم سير للإنسانية على حد التعبير (مثلا) عليهم بحق العودة لمدرسة وفكر هذا الإمام العظيم، ففيه من الواقعية والحقيقة الكثير والكثير خصوصا أن منبعه الدين أصولا وفروع، فيسلمون بذلك عدم الوقوع والتعارض بين الدين والفكر والمدرسة الفكرية، هذا جانب ومن جانب أخر يسلم (ديننا الحنيف ) من أولئك الفلاسفة والباحثين عن جوهر الوجود ومعالم الخلق وأسرار الماهيات من إثبات النقص ونسبته إليه، فمن خلال ماقدمه الإمام قدس سره ينفى بذلك زعمهم وإدعاءاتهم ، وأن الكمال الحقيقي الفكري والحضاري هو في هذا الدين الإسلامي ومادونه مجرد نظريات وأفتراضات إنسانية نتيجة البحث والتجربة الإنسانية الناقصة سواء تجربة فرد أو جماعة عبر العصور.
فالسلام الخالد بخلود الأمام الطاهر فكرا وعقيدة ومنهج ومدرسة وعالم إنسانية صنعه ببصيرته وإيمانه.