ماذا حدث للعرب في مثل هذا اليوم؛ الخامس من حزيران ؟!
إب نيوز ٥ يونيو
بقلم الشيخ /عبدالمنان السُنبلي.
وكما قمت من قبل باستطلاع عيناتٍ عشوائيةٍ من الناس عن (وعد بلفور) وعن (نكبة 48) وعن (عدوان 56)، قمت اليوم الخامس من حزيران 2020 أيضاً باستطلاع عينةٍ أخرى مماثلة وسألتهم عن (نكسة حزيران) وماذا يعرفون عنها، فكانت النتيجة وككل مرة للاسف الشديد واحدةً تماماً !
نسبةٌ كبيرةٌ من الناس طبعاً وخصوصاً فئة الشباب منهم لا يعرفون عنها شيئاً ولم يسمعوا بها كذلك !
لا ألومهم طبعاً فمعظمهم إن لم يكن جلهم لم يشهدوا حدوثها ويعيشوا لحظاتها ومآسيها حتى تظل محفورةً في ذاكرتهم خاصةً في ظل عملية تشتيتٍ وتشويشٍ مبرمجٍ تتعرض له أذهان وعقول مثل هؤلاء النشء والشباب، ولكني هنا في الحقيقة ألوم حكوماتٍ وأنظمةٍ عربيةٍ متعاقبة تعمدت ابتلاع هذه الهزيمة الكارثية النكراء وطي صفحتها في سياسةٍ اتضح موخراً أنها كانت متعمدةً وممنهجةً أتت امتداداً غير طبيعي لتلكم النكسة وتلكم الهزيمة !
لماذا وكيف ومن أجل من يتعمد العرب تجاهل وتناسي أشد وأعظم هزيمةٍ تعرضوا لها عبر التاريخ والتي فاقت في مرارتها وبشاعتها مرارة خروجهم من الأندلس وإضاعتهم لها ذات يوم ؟!
لماذا الإسرائيليون لم ينسوا للحظةٍ واحدةٍ (المحرقة) أو (الهولوكوست) التي يزعمون أنها وقعت بحقهم بينما العرب لم يعودوا يتذكرون هزيمةً تعادل في كارثيتها وتداعياتها ألف محرقةٍ ومحرقة وقعت بحقهم ذات يومٍ من أيام حزيران ؟!
ولماذا يتذكرونها أصلاً ؟!
ألم يكن البعض منهم يومها يرى فيها انتصاراً ومكسباً له ؟!
السعودية مثلاً وكما جاء في كتاب (عقود من الخيبات) للكاتب (حمدان حمدان) وكذلك كتاب (النضال من اجل السلام) للرئيس (إيزنهاور) كانت على علمٍ مسبق بتوقيت وخطة الهجوم الإسرائيلي بل وشريكاً أساسياً في وضع تلكم الخطة وذلك بناءً على اتفاقٍ مسبقٍ بينهم وبين الأمريكيين والإسرائيليين على ضرورة إنها الظاهرة الناصرية والقضاء على الفكر القومي العربي !
وبالتالي فمن غير المعقول أن تأتي دولة مثل السعودية وتتذكر مثلاً أو تتحسر على مثل هكذا هزيمة إذا كانت شريكاً أساسياً في صناعة هذه الهزيمة، كما أنه من غير المعقول أيضاً أن تاتي مثل هذه الانظمة وهذه الدول نفسها وتزرع في روح أبناءها وشبابها وأجيالها المتعاقبة روح الثأر والإنتقام لهزيمةٍ هم في الأصل كانوا من ضمن العناصر المتآمرة فيها !
يعني ماذا سيقولون لأبناءهم واجيالهم ؟!
هل سيحكون لهم مثلاً :
أن أمتكم العربية تعرضت لهزيمةٍ لا مثيل لها في التاريخ كان لخيانتنا وتآمرنا الدور الأبرز في وقوعها وحدوثها ؟!
قطعاً لا .. وألف لا !
من هنا يأتي التفسير الحقيقي والعملي لعملية التغييب الممنهج والمتعمد الذي يمارس ضد كل ما له صلة او علاقة بتذكر أو إحياء ذكرى مثل هذه النكسة خاصةً بعد أن ورثت السعوديةُ في غفلةٍ من التاريخ مصرَ في قيادة العمل العربي وأصبح معظم العرب بمن فيهم مصر يدورون في رحاها وأفلاكها ويطأون حيث تطأ أقدامها !
يؤكد هذا الكلام استمرارية السعودية بلعب دورها المشبوه ذلك الذي بدأ بلاشك قبيل النكسة بسنواتٍ واستمر في تفكيك وتمزيق الأمة العربية وإجهاض مشروعها القومي العربي وصولاً إلى دعوتها الملحة للتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني وإعلانها مؤخراً عن دعمها وتبنيها لما بات يعرف بمشروع (صفقة القرن) ومخطط تمييع وتصفية القضية الفلسطينية نهائياً وإلى الأبد، ليستمر العرب وعلى أيدي هذا النظام الرجعي والمتخلف غارقين في نكباتهم ونكساتهم نكبةً بعد نكبة ونكسةً بعد نكسةٍ .
فهل عرفتم لماذا علينا أن لا ننسى نكسة حزيران ؟!
#معركة_القواصم