درب العُشاق
إب نيوز ٦ يونيو
صفية جعفر
احبوا الله فأحبهم، عشقوا لقُياه تركوا الحياة، وواكبوا المشوار الحقيقي، في همس من خُطاهم وفي عبق من اثير المسك الذي تناثر فوق ثراهم، يفوح عبير النصر الذي خطوه بدمائهم…
تأتي تلك الأفكار تارةً وتارة لكي تُبعدهم عن خُطاهم ولكن بئس ما تسول لنا انفسنا هكذا يقولون! تلمع تلك العينين التي إمتلأت بحب سرمدي ابدي ليس له مثيل حُب لملك السماوات والأرض لم يغرقوا في ذلك التيه الذي غرق فيه الكثير بل واصلوا متشبثين بذلك الحبل الممتد من السماء…
عرفوا قيمة الحياة فأنكروها وتمعنوا النظر في المواكب التي تتسارع يومياً بالموتى فأبوا إلا أن يظلوا على قيد الحياة حين تمشي خُطاهم يمشون إلى الأمام إلى ذلك المعراج الزمني الذي تتسابق عقارب الساعة لكي تصل قبل المجيئ لؤلئك العظماء…
تغلغل حُب الله في قلوبهم ،حتى إخترق ذلك الحُب القفص الحديدي فوصل إلى شغاف القلب ،وصل ذلك النور إلى شرايين قلوبهم فلم يتراجعوا خطوة واحدة ،بل تعدت الخطوات الحدود لتتحول إلى قفزات قوية…
من بين تلك الدروب التي إجتازوها اُفتش عن سطور قد كتبوها ،وعن صعاب قد إمتطوها ،في ذلك الحين وحيثُ الأخلاق التي تُعبر عن انهم قد وصلوا إلى ذلك السحاب الناصع البياض ووقفوا عليه بُرهةً ليُشاهدوا كم قيمة الأرض عند الله…
سيتحمل قلبي كل تلك الطُرقات وكل تلك الصعاب، ولكن لم يستطع أن يتحمل الغياب والإشتياق قلبي يُصارع من جروح نازفة يأبى ويصرخُ اين الضماد سنسلك الدورب التي سلكتوها وبكل عزم، ولي لقاء مع هذا القلب الذي يحتويني ويسكن في جوفي، لنكون على عهداً بأننا سنمضي في ذلك الطريق…
بينما الشمس تُبادر بالشروق إذا بالليل يُبادر في أن يفرد جناحه على كل تلك الآمال التي إستمدت القوة من ذلك النور وفجأة يطلُ ذلك القمر ليبرُز امامي وكأنه يقول لي ها انا ذا قد جئت إليك لكي اُساندك بدلاً من أن تكوني على مفرق اليأس ..
اتبسم ليس من ذلك المكان الذي أُريد ولكن لكي يتبسم ذلك القمر ضاحكاً، حين غاب القمر احسست بأنني لا بُد ان اغيب انا ايضاً…
إنه الشهيد، نِعم الرجُل، ونعم الفرد ،ونعم الجندي ونعم القائد لبيك دمي، وجوارحي وشغوفي ،لبت حدائق ادمعي ،صفحات قلبي، لبيك كُلي ،والجزءُ مني، حتى ثنايا الروح والقلب الشغوف…
#حُب_شهيد