المشروع القرآني وأثره في مستقبل الصراع بالمنطقة .
إب نيوز ٧ يونيو
منير إسماعيل الشامي
ظهر محور المقاومة في يوم القدس العالمي هذا العام ولأول مرة كمحور مقاومة واحد وككيان موحد القيادة والإرادة والهدف وهذا الظهور بلا شك ارعب أعداء الأمة وفي مقدمتهم العدو الصهيوني ومثل رسالة تهديد حقيقية وقوية للتواجد الأمريكي والغربي في المنطقة بشكل عام
وقد جاء هذا الظهور بعد دعوة القائد العلم السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله ويرعاه إلى توحيد محور المقاومة في خطابه بذكرى المولد النبوي الشريف في الثاني عشر من شهر ربيع أول من هذا العام
ومما لا شك فيه أن النظام الصهيو امريكي والأنظمة الغربية حبنما رأوا هذا الموقف لمحور المقاومة، وقد اصبحوا حسب اعتقادهم على مشارف الخطوة الاخيرة للقضاء على دين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم خصوصا بعد أن كشف النظام السعودي حقيقة تبعيته الوجودية للنظام الصهيوامريكي وأعلن عن علاقاته مع العدو الصهيوني التي ظلت طي الكتمان إلى ما قبل تولي سلمان وتحول هو والنظام الإماراتي بعدها إلى أبواق علنية تدعوا الشعوب العربية الى التطبيع العلني مع العدو الصهيوني ويسعون جاهدين إلى دفن قضية الأمة الأولى وفرض إسرائيل على هليها كواقع اجباري يجب القبول به
وحقيقة الأمر أن ذلك الموقف كان رسالة قوية لهم مفادها أن مؤامراتكم لعشرات العقود من الزمن ستتبخر وتذهب إدراج الرياح وحربكم الطويلة للإسلام لم تجدي وكأنها لم تكن، ما يعني أن الصدمة عليهم كانت أقوى مما قد يتصوره أي شخص
ويعتبر هذا التطور متغير جديد اضافي في مستقبل الصراع العربي الصهيوني في المنطقة وعامل قوي في مستقبل المقاومة يعزز من قوتها ونهجها واستمرارها
لقد أصبح أعداء الأمة اليوم يدركون تمام الإدراك أن السبب الرئيسي في ظهور الكثير من المتغيرات في الشرق الأوسط والتي لم تكن في حسبانهم ولم يتوقعوا أن تحدث هو المسيرة القرآنية ومشروع الثقافة القرآنية الذي أسسه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وشيد أركانه ومعالمه القائد العلم السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله ويرعاه، في يمن الايمان والحكمة فهذا المشروع كما يبدوا من الاحداث المتتابعة يؤكد قرب زوال مشروعهم في الشرق الأوسط وينذر بإفشال أهداف حربهم الطويلة للإسلام والتي تمثلت بفصل الأمة عن دينها وأبعادها عن ركني قوتها (القرآن والعترة الطاهرة) وتلك هي الحقيقة التي غيبوها عن الأمة وحاولوا تشويه صورتها في وجدانها، إذ أن عودة الأمة إلى القرآن يضمن حصولها الفوري على المنهج والقيادة وهما العنصرين المرعبان لهم عبر التاريخ الإسلامي
وهو ما اثبته المشروع القرآني أمام العالم في اليمن وهي تلك الدولة الضعيفة وذلك الشعب الفقير فحينما عاد جزء من الشعب اليمني إلى القرآن بمشروع الثقافة القرآنية امتلك فورا عنصري القوة وهما المنهج والقيادة الفكر والارادة واستطاع بهما أن يواجه ويصمد و يتفوق على أكبر وأعظم عدوان دولي،وأشد حصار عسكري في التاريخ ولسادس عام فكيف لو إلتف الشعب كله حول هذا المشروع؟
وهذا هو ما يدركه جيدا أعداء الأمة ويحاولوا تغييبه وحجبه عنها فهم اليوم يرون بعين اليقين دين محمد يبعث في اليمن من جديد وقيادة محمد تعود للظهور في اليمن من جديد وجل ما يخشوه هو أن تجتمع العرب وتلتف حول هذه القيادة الصالحة التي من أبرز سماتها أنها تنطق بدين واحد لا مذاهب فيه ولا اختلاف وتخاطب أمة لا فرق وذلك هو لسان محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله
وهو سبب استمرار عدوانهم على وطننا رغم استمرار فشله لسادس عام على التوالي، وسيستمروا فيه لا أملا منهم في الحسم العسكري والسيطرة فقد ايقنوا باستحالة ذلك، بل لإعاقة الشعب اليمني وقيادته عن التنفيذ العملي للمشروع القرآني والذي لو حصل لأحدث نقلة نوعية لليمن من الحضيض إلى مصاف الدول المتقدمة في ظرف سنوات قليلة، ولتحول اليمن إلى أرقى أنموذج يقتدى به ويجبر الشعوب العربية على انتهاج المشروع القرآني والذي سيفضي بسرعة الى إلتفافهم جميعا حول قيادته القرآنية، ويجمع العرب المتفرقين اشتاتا إلى أمة واحدة معتصمة بكتاب الله ومتولية له ولرسوله وللمؤمنين بعد أن كانوا متوليين لأعدائه من طواغيت اﻷرض، فتلك هي الحقيقة وذاك هو الخبر اليقين.