من علم فقد علم .. ومن لم يعلم فليحذر !

 

إب نيوز ٧ يونيو
عبدالملك سام

أنا من الناس الذين يعتقدون أن الجهل بالشيء يجعلك تخافه ، وأن العلم به يجعلك أكثر طمأنينة . لكن ما حدث بالأمس جعلني أعدل عن رأيي هذا ، فالجهل احيانا يكون نعمة ؛ خاصة إذا كانت الحقيقة مرعبة أكثر مما تتصور ! وإليكم ما حدث …

كلنا نعرف أن الكورونا (كوفيد19) مازال يتنقل بين اليمنيين بصمت ، فالشخص منا مازال يخاف أن يتم نبذه من المجتمع اذا ما أصيب بالعدوى ، وهذا الخوف وصل أيضا إلى كل من مات أحد أقرباءه ، فتراه يستقبلك بالتطمين وكأنه ينفي عن فقيده تهمة ما !! وأنا كنت أرجع الأمر للجهل ، فلو علم الناس قواعد وأساسيات المرض وطرق الوقاية فلن يخافوا .. ولكن من قال أن المنطق وحده يكفي ؟! هناك الرعب غير المبرر الذي يجتاحك حتى ولو كنت واثقا من مدى درايتك بالخطر ، وهو كفيل بأن يهز ثقتك بنفسك وبمدى ما تعرفه !

بالأمس كنت أتابع المنشورات كالعادة في نهاية اليوم ، ووجدت منشور لأحد الزملاء يعرض تجربة زميل آخر أصيب بالعدوى ، وقد قامت زوجة زميلنا هذا بتلخيص كل ما جرى لزوجها منذ أصيب بالعدوى وحتى شافاه الله ، وأعتقد أنها – جزاها الله خيرا – قامت بهذا العمل لأنها أرادت أن تفيد الآخرين من خلال تجربة أسرتها الخاصة ، أي ليعرف الناس ماذا حدث ، وكيف يتصرفون ؟ وهو عمل رائع ، وما كان ينقصه برأيي هو رأي طبيب مختص ليثري الموضوع ويجيب عن بعض الأعراض الذي لم يفهمها المريض .. لكن دعونا من هذا الآن ، فقد كان عملا رائعا ، خاصة وقد استطاع أن يصيبني بالرعب !!

التقرير عرض طريقة العدوى المخيفة بشكل لا يصدق ، فقط صديق عرض عليك أن يوصلك بسيارته (الصديق – رحمه الله – مات بسبب الكورونا) ، فقط ! وهذا كان في اواخر شهر رمضان المنصرم ، ثم بعدها بأيام بدأت الأعراض المخيفة .. حمى وأنهاك وسعال جاف إلى أخر تلك الأعراض التي طالما سمعنا عنها في النشرات الصحية ، ولكن ما أثار اهتمامي هو أن هذه الأعراض مدمرة بشكل لا يصدق ، فيروس صغير واحد لا يكاد يرى بالعين المجردة أستطاع أن ينهك جسما رياضيا لشاب خلال أيام قليلة ! ولولا رعاية الله وتفاني أسرة المريض والأطباء لما أستطاع المريض تجاوز هذا الخطر ..

كما جاء في التقرير أيضا الأدوية التي استخدمها المريض ، وشرح لنوعية الأغذية التي ساعدته للتماثل للشفاء بفضل الله ، وما أردت أن أقوله هنا هو أننا يجب ألا نستهين بالوباء ، فالبعض يعتقد أنه إنفلونزا عادية تمر مرور الكرام ! لقد وصل الحال بزميلنا العزيز أن أصبح عاجزا عن رفع كوب من الماء ليشرب بفعل الحمى ونقص الأوكسجين في الدم ، لذا يجب أن ننتبه وألا نتهاون ! هناك خطر حقيقي يتربص بنا .. كما أحب أن أشير لأهمية التوجه بسرعة للحصول على رعاية طبية ، وألا نصدق الأشاعات ، فالمريض يجب أن يعزل عن الآخرين ، وأشاعة (حقنة الموت) كاذبة ومصدرها معروف ، والهدف هو أن يظل المريض يخالط أكبر عدد ممكن من الذين حوله لأنهاك شعبنا اليمني الصامد .. فلنحذر وللننتبه ، ولنتوجه إلى الله بالدعاء والشكر ، فرغم كل ما مضى وكل ما يجري مانزال في حفظ الله ورعايته ، ودمتم بألف خير وصحة وعافية .

You might also like