خواءُ الرّوح
إب نيوز ٧ يونيو
إقبال جمال صوفان
إنه ضياع الوقت، تشتت النفس، ثقبٌ في القلب، دمعٌ في العين، وضيقٌ في العيش..
هي الأيامُ تمضي بِنا هُنا وهناك بغرض البحث عنْ “السّلام الرّوحي” الذي غاب عنّا كثيراً وأصبحنا نعيشُ في واقعٍ كئيبٍ ومؤلم نؤدي العبادات والطاعات وعقولنا وقلوبنا ليست معنا إنها مفقودة، متشردة، مُضيّعة منسيّة لِمَ كُل هذا؟ لأننا ابتعدنا عن ربّ السّمٰوات والأرض منْ بيدهِ ملكوت كل شيء لأننا تغاضينا عن التفكيرِ باليومِ الآخر ولأننا جمّدنا الخوف من مصيرنا يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم!
واقعٌ أصبحنا نعيشهُ بكل تفاصيلهِ صِغاراً وكباراً ويوماً بعد يوم يزداد التعمّق في غياهبِ الضياع الدنيوي الذي لن يكون له أي فائدة سِوى الخسران فيْ الدّنيا والعذاب فيْ الآخرة ولعلّ مانعانيه من أمراض كافٍ لجعلنا نُفكر ونعود العودة الصادقة إلى ربنا الغفور الرحيم.
النظرُ إلى الأيام كأنها أبدية لن تنتهي جريمة في حقِّ أنفسنا ! لأن كل فردٍ منّا لا يضمن حياته دقيقة واحدة فالأعمار بيد الله ولكن الإيمان التامّ بحقيقة أننا سنموت في أي لحظة سيجعلنا مُستشعرين عظمة الله في دواخلنا ولن نجرؤ على تعدي أي حد من حدودهِ لأننا سنعرض عليه ولن تخفى منا خافية!
لا نغترّ ونعمل جاهدين لتحقيق الأهداف والأحلام الدنيوية ونكون معروفين لدى أهل الأرض ومجهولين لدى أهل السماء لا نكن ممن قال الله فيهم : (وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) فليراجع كل منا حساباته ولننهض مما نحن فيه ولنستيقظ من سباتنا الذي دام طويلاً وسيطر علينا بدلاً من أن نسيطر عليه لنغيّر نمطنا المعتاد ونكسر حواجز الروتين اليومي وننطلق في سموات العشق الإلٰهي الذي يسمو بنا إلى أعلى مراتب الجنان.
أمرنا الله سبحانهُ وتعالى بالعمل وقال في محكم كتابه :(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ولفظ “قل” في الآيةِ الكريمة تأكيدٌ على الإستمرارية في ذلك لأننا عندما نستمرُّ في العمل سنجني ثماره وسنفوز برضى المولى عزوجل وسيكون لقاءنا به مرضيّاً مسروراً فاللهمّ بلّغنا لقاءك ونحن في أبهى حلّة.
كما أمرنا الرّحمٰن بالجهاد وقال:
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) فلنكن من المُحسنين، الصّادقين، المقرّبين إلى مالك الملك ومُجري الفُلك.
آياتٌ كثيرة وتفاصيلٌ أكثر لايُحاط مداها ولكن الفوز الفوز لمن اعتبر ورجّح بصيرتهُ على بصره وعَمِل، وجاهد ، وأجتهد، وحافظ على نفسهِ من خواء الرّوح!
#اتحاد_كاتبات_اليمن