استغلال الموتى !
إب نيوز ٩ يونيو
عبدالملك سام
كما اكدنا أكثر من مرة أنه لا خوف على اليمنيين بأذن الله ، وما تأخر النصر ألا بسبب تفشي وباء الأستغلال والعمالة والخيانة في البعض ، أولئك الذين يسبحون عكس تيار الشعب بهدف تحقيق أهداف خاصة بهم ، وهذه الأفعال بما تعبر عنه من أنانية وسقوط وجحود فهي تؤثر فينا ، وتجعلنا غير قادرين على تحقيق النصر رغم قربه منا ، ورغم الظروف التي تتهيأ لقطف ثمار الصمود والعزيمة التي يتحلى بهما شعبنا العزيز .
من صور وباء الخيانة الذي مايزال البعض يعاني منه ما نشاهده من أستمرارهم في غيهم ، فهم يستغلون كل فرصة سانحة لأستغلال الناس ، سواء كان هؤلاء المنحطين تجارا أم مسؤولين أم مشرفين ، فكلهم لم يستوعبوا بعد أهمية وخطورة المرحلة الراهنة من حياة شعبنا ، ولم يدركوا أهمية هذه المسيرة وقدرتها على تغيير واقع بلدنا والمنطقة برمتها .. ظروف الناس ستتغير ، وبالتالي هم أيضا ستتغير ظروفهم ، وبدل أن يسعوا لملئ جيوبهم ببعض المال الذي سيحملون وزرة ، كان حري بهم أن يشاركوا في معركة التغيير التي ستضمن لهم ولأبنائهم حياة العزة والكرامة والعيش الرغيد ، وبذلك كانوا سيحصلون أيضا على أضعاف ما يأخذونه اليوم !
مستشفيات تستغل المرضى لحدود شنيعة ، مسؤولون ومشرفون فاسدون لحدود قبيحة ، تجار وموظفون لصوص يمارسون الربا والرشوة وأعمال لا ترضي الله ورسوله ! كل هذا يحدث في ظروف كان حري بنا جميعا أن نتحد ونقترب فيها من بعضنا ، مرحلة نحتاج فيها للتراحم والتعاضد أكثر من أي وقت مضى .. ولكن البعض منا قد أدمن الخسة واللؤم لأنه عاش فترة طويلة في ظل النفاق والرضى بالفساد ! فضاعت حياتهم الماضية كما ستضيع عليهم فرصة أن يتغيروا ، ولم ينتفعوا بحكمة وعطف القيادة التي كان شعارها منذ البداية عفى الله عما سلف ، فكونوا رجالا وأثبتوا أنكم كنتم ضحية ولم تكونوا جزءا من منظومة الفساد البائدة ..
تخيلوا أنه وصلت حالات الأستغلال لدرجة أستغلال الموتى !! فمن احتجاز الجثث في المستشفيات إلى ارتفاع اسعار القبور ، ثم قيام بعض (الأذناب) بتحريض أهل الميت لتحقيق عدة اهداف ، فمن اثارة نقمة الناس على الحكومة الصابرة إلى محاولات عصيان التعليمات الخاصة بمكافحة وباء الكورونا . آخرون في مستشفيات خاصة رفضوا أستقبال حالات ثم اجبروا على استقبالها ، فقاموا برفع تكاليف العلاج ورفض البدء في أجراءات العلاج ، فلا هم اطلقوهم ليذهبوا لمستشفيات اخرى بحجة التعليمات ، ولا هم عالجوها ! وللأسف بعض هذه الحالات توفوا نتيجة هذا الأستغلال من قبل أناس كان حري بهم ان يكونوا ملائكة للرحمة !
قبحت وجوه تشبه وجوه اليهود الذين أتعبوا أنبيائهم بعنادهم وخبثهم ، فهؤلاء ليسوا احرارا ، فالحر هو من يتصرف بحكمة وإنسانية ويكون بعيدا عن الدناءة والنفاق ، وهؤلاء سيستمرون في تفسير القوانين والتوجيهات بحسب أهوائهم ، ولا يكفي أن يتم اصدار توجيهات من الجهات الحكومية لكف استغلالهم ، بل لابد من رقابة وأنزال العقوبات الطارئة بحقهم ليرتدع من على شاكلتهم قبل ان يقلدهم الآخرون في مثل هذه الممارسات .. وليرحمنا الله فلا يعاقبنا بعمل هؤلاء الأراذل ، وأسأل الله أن يوفق شرفاء هذا البلد لخدمة أبناء هذا الشعب الصامد ..