الأحياء وعقالها ..
إب نيوز ٩ يونيو
عبدالملك سام
ما معنى هذا اللقب اولا (عاقل الحي) ؟! الأسم في حد ذاته إهانة لباقي ساكني الحي ، ثم تعالوا نرى تصرفات غالبية هؤلاء العقال التي لا توحي بأي عقل ، بل أن تصرفات البعض منهم تذكرنا بالماضي الأليم ، عصر أن كل وأشكر وأنت ساكت ! عصر (تقرص العافية) ؛ فمعظم هؤلاء يعتبرون جزء من تركة عصر الفساد البائد ..
في البداية تصرف (العقال) بعقل ، وطبعا هذا تم بحنكة وروية ودهاء ، إلى أن تم اقصاء مشرفي الأحياء عن مهامهم ليعود العاقل للصدارة من جديد .. ولكن بقي هناك توجس لديهم من مدى سلطة مشرفي الأحياء عليهم ، وعندما اطمأنوا بأصرار هؤلاء أن يعاملوا مثل بقية الناس ، حينها (آن للشافعي أن يمدد رجليه) كما يقال ، فقد هابوا السلطة في البداية ، ثم أنهم اكتشفوا أن هؤلاء الثوار ناس طيبون ولا يملكون أمن سياسي وحفلات الضرب والأهانة التي كانت تقام في الماضي ، بل هؤلاء الجدد طيبون لدرجة غريبة ومتواضعون ، بل ويمدون أيديهم للجميع !!
سبحان الله ، بورصة الغاز العالمي تتغير بحسب الظروف العالمية ، أما بورصة الغاز عندنا فتتغير بحسب مزاج العاقل ! فقد تباع أنبوبة الغاز في حي ما ب3200 ريال وفي الحي المجاور ب3800 ريال .. وقد يكون وزن أنبوبة الغاز في مكان 18 كيلو جرام ، وفي حي آخر 10 كيلو جرام فقط .. كله بحسب ذمة العاقل وشطارته !! أما الشكوى فهي لله وحده ، لأن هؤلاء مدعومين من بيروقراط متوارث ، وقد رأيت بأم عيني كيف أن مندوب شركة الغاز أتى وأخذ نصيبه ورحل ، وأما رجال الثورة فما زالوا يرون أنه يمكن لهؤلاء أن يصلحوا في يوم ما !
أنا لست ضد العقال بتاتا ، ولكني أعتقد أنهم غير ضروريين بالمرة ، ففي ظل الدولة ومؤسساتها يمكن الأستعاضة عن العقال هؤلاء بمكتب للحي فيه موظف حكومي يعرف حدود مهامه ولا يتصرف كشيخ قبيلة . موظف دوره أن يخدم مصالح الناس مقابل المرتب الذي يناله ، فلا يحاول أن يكسب ولاءات الناس بغرض منافسة الآخرين الذين يزاحمونه على المنصب ، ولا يجري صفقات تحت مسمى خدمات للحي ، وهناك تجارب عالمية في هذا الصدد يمكننا الاستفادة منها .. أو على الأقل يمكن وضع قوانين وقواعد لا يتجاوزها هؤلاء ، والأهم هو ازالة العناصر الفاسدة وتعيين اشخاص لديهم ضمير لخدمة الناس .. والأهم من هذا كله أنني مازلت على رأيي بتغيير مسمى (عاقل الحارة) هذا .. ودمتم بود .