هشاشة وضعف الأمم المتحدة تعجزها من رؤية اشلاء أطفال اليمن .

 

إب نيوز ١٦ يونيو

بقلم د.يوسف الحاضري
المتحدث الرسمي بأسم وزارة الصحة اليمنية
الثلاثاء 16 يونيو 2020م

تفاجأ العالم اجمع والمنظمات الدولية كمنظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان بأغرب قرار تصدره الأمم المتحدة وذلك من خلال إخراج السعودية وتحالفها من القائمة السوداء لقتلة الأطفال ضمن نشرتها الدورية التي تصدرها ، فأستهجن الجميع هذه الخطوة حتى وصفها البعض بأن الامم المتحدة أستغلت انشغال العالم بقضايا أخرى كقضية كورونا ومظاهرات العنصرية في أمريكا فأقدت بمثل هذه الخطوة الأجرأ على الأطلاق ظنا منها ان الجميع لن يلتفت الى هذه الخطوة غير ان الفضيحة هذه لا يمكن لها ان تختفي وتستتر خلف أي ساتر مهما كان حتى لو كان حدث قيام الساعة .

سبعة ألف وسبعمائة واثنات وثلاثون طفلا تم تسجيلهم من قبل وزارة الصحة سقطوا ما بين شهيد وجريح متناثرة اشلاءهم ومبتور أجزاء من اجسادهم بسبب صواريخ طائرات تحالف العدوان السعودي الأمريكي منذ أولى ساعات العدوان الذي انطلق في 26مارس2015م ومازال مستمرا وكان آخر أربعة أطفال سقطوا بالأمس في مديرية شدا بمحافظة صعدة بعد استهداف طائرة التحالف السعودي بغارتين لسيارة تقلهم مع مواطنين آخرين ، كل هذه الأشلاء والأنين الذي أصدره ويصدره هؤلاء الضحايا لم يصل إلى سمع الأمم المتحدة ولم يستطع بصرها رؤية تلك الأشلاء وتلك الإعاقات والعاهات التي تسبب بها التحالف ، حتى تلك الدموع التي ذرفتها منسقة الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن على عشرات الأطفال الذين سقطوا ضحايا استهداف تحالف العدوان لباص ضحيان في صعدة الذي كان يقلهم وذلك في الثامن من أغسطس2018م كانت ربما هي المشاعر الكاملة والنهائية التي رأتها الأمم المتحدة تجاه مثل هذه الجرائم التي لو عرضت على الجبال لرأيتها خاشعة متصدعة من هول الفجائع والآلام التي أوجدها تحالف السعودية ويعكس مدى الوحشية التي تسيطر على قلوب ائمة قيادة هذه الأنظمة المجرمة .

لايقتصر الامر عند هذا الرقم بل ان هذا الرقم ليس سوى 10% من الحجم الحقيقي الذي أحدثه تحالف العدوان السعودي فيما يخص أطفال اليمن فقط خلال فترة عدوانها ومازالت تحدثها ، فحصارهم على اليمن أوجد اكثر من إثنان مليون ونصف المليون طفل ما دون الخامسة مصاب بسوء التغذية منهم أكثر من نصف مليون مصابون بسوء التغذية الحاد الوخيم يموت كل عشر دقايق طفل وذلك حسب تقارير منظمات الأمم المتحدة التي ايضا تحدثت عن وفاة ستة مواليد كل ساعتين بسبب نقص التجهيزات الطبية والذي بطبيعة الحال أوجد هذا الحال تحالف العدوان ، كما ان هناك عشرات الآلاف من الاطفال مصابون بامراض مزمنة عجز أهاليهم عن اخراجهم لتلقي العلاج في الخارج بسبب اغلاق مطار صنعاء منذ ال8 من اغسطس2016م وحتى اليوم توفي منهم الآلاف وكل ذلك أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة أيضا كما ان 50% من اصابات ووفيات وباء الكوليرا من الاطفال كونهم الأكثر عرضة وتزامن المرض بسوء التغذية يؤدي للوفاة السريعة ، عوضا عن أوبئة عدة كالملاريا والضنك والدفتيريا وغيرها للاطفال نصيب كبير منها وكل هذه اوبئة ساهم حصار العدوان السعودي وتحالفه في مأساتهم وهذه الحالة التي نتحدث بالأرقام عنها وتشاركنا بها منظمات الأمم المتحدة .

هذا العمى والصمم التي أتصفت بها الأمم المتحدة جعلها تتعامل مع بيانها الدوري الخاص بالقائمة السوداء لقتل الأطفال بأن السعودية وتحالفها وتلك الأرقام التي أحدثتها في اليمن بلا مبالاة بل بإنعدام حياء ولا إنسانية تامة ، وهنا نضع بعض التساؤلات للأمم المتحدة ليس لكي تجيب عليها ولكن لكي ربما يعيد الحياة والحياء اليها فتتراجع عن أكبر كارثة أممية تقوم بها الأمم المتحدة بمثل هذا القرار ، وأهمها :-
– اذا لم تكن هذه الأرقام التي بين ايديكم من ضحايا الأطفال والذي تسبب به تحالف السعودية مؤشرا لوضع مرتكبيها في القائمة السوداء لقتلة الاطفال ، فما هي المقاييس التي تعتمدونها ؟
– اذا كانت اموال السعودية هي المقياس الاول والأخير في تقاريركم هذه فهل هذه إشارة وضوء اخضر منكم لكل من يمتلك أموالا بأن يرتكب جرائم حرب ضد الأطفال خاصة والبشرية عامة ؟
– هل تتعاملون مع دماء واشلاء الأطفال اليمنيين كبضاعة يدفع ثمنها من يمتلك نفطا كنفط تحالف السعودية إليكم انتم فتستفيدون منها مقابل تضليل الرأي العالمي والمجتمع الدولي ؟
– اذا كانت القوة والثروة هي من تقود الأمم المتحدة فمن سينصر المستضعفين في الأرض عندما يكون المجرم من يمتلك القوة والثروة كما هو الحال في الوضع اليمني ؟
– اذا كنتم عاجزين عن ادانة السعودية وتحالفها بسبب جرائمها اللامحدودة في اليمن خوفا من ان تقطع مساعداتها لكم والذي تدعون استخدامها لانقاذ اطفال العالم ، فهل ضمن سياستكم ان تبيعوا اطفال دول لأجل ان يحيا اطفال دول أخرى ؟ وهل وصلت بكم الهشاشة لان ترضخوا لاموال دولة مجرمة ووصل بكم العجز إلى انكم لا تستطيعون ان تحصلوا على أموالا من جهات أخرى ودول اخرى غير السعودية رغم ان لكم حوالي 75عاما منذ ان تأسستم في 1945م؟
– إذا كنتم جزء لا يتجزأ من هذا التحالف (وانتم بالفعل كذلك في نظر ابناء اليمن) فلماذا لا تعلنوها صريحة فذلك أخف كارثية ومأساوية من ان تقوموا بالإعلان عن ذلك بطريقة مخزية كهذه الطريقة التي اقدمتم عليها من خلال اخراج السعودية من القائمة العار؟

وفي الأخير ارسل رسالة لكب من الامين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي وبقية قيادات المنظمة سواء في اليمن او عالميا وذلك بأن تقديمكم لإستقالتكم أشرف لكم وأحفظ لما تبقى فيكم من إنسانية من بقاءكم كمطايا لتحالف العدوان يمتطوكم بأموالهم لينفذوا ما تشتهي أنفسهم وتلذ به اعينهم من جرائم تندى لها جبين الانسانية أجمع وسيبقي التاريخ هذا العار وعاركم معه مالم تتداركوا ذلك قبل فوات الأوان ، فكل مبيضات الأرض لن ينفع في تبييض صفحة هذا التحالف من هذه الجرائم مهما حاولتم أن تبيضوها تارة بتقرير مخزي كهذا التقرير وتارة بمسرحية هزلية سخيفة اسمها (مؤتمر المانحين) وتارة بمنشور في صفحاتكم تشكرون مؤسسة سلمان الخيرية لمساندة جهودكم وهكذا فالعالم اجمع بدوله وبمنظماته وبجماعاته بأختلاف توجهاتهم الفكرية والدينية والثقافية وبأختلاف ألوانهم وألسنتهم ودولهم يتفقون تمام الأتفاق بأن نظام السعودية والإمارات هو ألعن وأخبث وأكثر جرما في الأرض مستخدما في ذلك ثرواته النفطية ، حتى الجن يتفقون مع الأنس في ذلك بل ان الشيطان نفسه يصفهم بشياطين كونهم قد اقترفوا جرائم لم تخطر على بال شيطان رجيم سابق ، فكيف تبلغ بكم الجرأة لهذا الحد لتقوموا بما قمتم به في جانب اخراج السعودية وتحالفها من قائمة قتلة الأطفال !!! تساؤل سيتناقله الاجيال جيلا بعد جيل وهو يبحث عن إجابة وبصره موجها اليكم يرمقكم بنظرات الإتهام وتحميلكم المسئولية واي عار لطختم به جدار هذه المنظمة !!!

#د_يوسف_الحاضري

You might also like