لماذا لا نندهش ؟!
إب نيوز ١٧ يونيو
عبدالملك سام
لماذا لم نعد نندهش من مواقف المنظمة الدولية ؟! على ما يبدو أن بطاريات الأندهاش لدينا نفذت ، فقد أندهشنا بما فيه الكفاية خلال الخمس السنوات الماضية ، أما أبائنا فقد أندهشوا قبلنا ومنذ تأسيس المنظمة الدولية المسماة زورا (الأمم المتحدة) وحتى يوم أن سلموا لنا عهدة “الأندهاش” لنندهش بدورنا !
أباؤنا الكرام شهدوا القرارات المدهشة للأمم المتحدة والتي أضاعت القدس وقضايا أخرى ، فتركوا أمر البيانات والقلق والأعراب عن الغضب للمنظمة الدولية وأكتفوا بالدهشة ! ولكن على الأقل شهدت أيامهم حرية التظاهر والتجمهر ، وفي تلك الأيام (الجميلة) لم يكن يجرؤ أي نظام عربي او اسلامي على أن يقول صراحة بأنه عميل أو خائن ، وربما بإستثناء السادات ، لم يتجراء أي أحد على مد يده في أيدي أعداء أمته ، إلى أن تم تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي أيزنهاور والتي قضت بأستبعاد مصر من قيادة الشارع العربي وأحلال النظام السعودي محلها ، فقد أعتقد الأمريكيون أن هذا الأمر كفيل ببدء عصر جديد من الوقاحة والعربدة العلنية ، وهو ما حصل فعلا !!
تكلمت في مقال سابق عن موقعنا كمتفرجين لما يحدث وليس كفاعلين ، لكن يبدو انني كنت مجاملا في كلامي ذاك ، فالحقيقة أننا لم نعد حتى متفرجين ، بل أصبحنا لا نهتم حتى بالتفرج !! يتم ضرب بلد عربي من قبل الأعداء ولا تجد أحدا يهتم بالتفرج سوى الجيل الذي يسبقنا ، أما نحن فنفضل أن نجتمع أمام التلفاز لنشاهد مباراة كرة قدم او مسلسل مخل بالأخلاق او حتى برنامج سخيف عن مواهب لا تقدم أي شيء مفيد ! بينما شعوب العالم – حتى دول العالم الثالث – تتسابق على نيل الميداليات والجوائز في العلوم والرياضة والثقافة ، ونحن مشغولون بأشياء لا تليق بنا كأمة محمد .. لقد أستطاعوا أن يميتوا فينا الشعور ، وأختفت القيم التي عرفنا بها حتى قبل أن ندخل الإسلام ! فماتت النخوة والإباء والكرامة والنجدة ..
لماذا نلوم الأمم المتحدة وهي تمارس القوادة على شعوبنا العربية والإسلامية ، في حين أننا لم نعد نشكل أي مصدر للقلق بالنسبة لأعدائنا أو لها ؟! فلقد وصل بنا الحال من دول معتدى عليها سابقا إلى دول تعتدي على نفسها خدمة للأعداء ! ولقد تحول موقفنا من دول تكتفي بالمظاهرات والتنديد إلى دول تمد يدها بالتطبيع مع العدو ، بل والوقوف ضد أي دولة تصرخ من الآلم ! ففي زمن أصبح فيه النظام السعودي قائدا للأمة تحول كل موقف ضد الأعداء ذنبا يستحق العقاب الجماعي ، وأصبح التنديد بالجريمة جريمة ، والدفاع عن نفسك ذنب !!
أقسم بالله أنه لولا موقف محور المقاومة الإسلامي ضد كل ما يجري من أمتهان وأذلال لكان حري بنا أن ندفن انفسنا أحياء ، فموقف هذا المحور المقاوم يبعث الأمل بأننا مانزال نمتلك شيئا من القيم والمبادئ التي جاء الدين ليبعثها في هذه الأمة .. أما بقية الأنظمة المأزومة والمتورطة في العمالة فهي إلى زوال ، سواء كان هذا بيد شعوبها بعد أن ترى النموذج المقاوم وهو يحقق الأنتصارات ، أو على يد أمريكا وإسرائيل اللتان لا تحملان أي خير لا للشعوب ولا الأنظمة العربية والإسلامية ، فلا يغرنكم ما يجري من تكالب ، فالله مع الشعوب التي ماتزال تحمل في داخلها جذوة الثورة ضد الطغيان والظلم .
لذلك كله لا يجب أن نندهش من موقف منظمة أنشئت اصلا للدفاع عن مصالح الأستعمار ، وسواء قالت أن السعودية هي من قتلت اطفال اليمن أم لا ، فالأمر غير مهم طالما نحن نعرف من المجرم .. بل أحب أؤكد أنه بمجرد أن تلوح علامات على قرب سقوط نظام العمالة السعودي وباقي الانظمة الخائنة فأننا سنجد أن هذه المنظمة المرتزقة سوف تضيف هذه الأنظمة لكل قوائم العار والجريمة بدون أن نطلب منها .. الأمر بيدنا نحن ، فلنركز على هدفنا ونبذل قصارى جهدنا لتغيير حالة الأستضعاف التي نعيشها ، وعندها فقط سنجبرهم العالم على احترامنا والوقوف خلفنا .. لنكف عن الأندهاش ولندهش العالم بما يستطيع فعله جند الله وأنصار دينه ، فأمل الشعوب المقهورة معقود بما سنحققه نحن ، وبمجرد أن نبدأ بكسر الأغلال سنجد كل الصامتين يتحركون وراءنا ، والله معنا ولن يخذلنا .