الفطرة السليمة في مواجهة الثقافات المغلوطة

إب نيوز ١٨ يونيو

فاطمة محمد عبدالرحمن

بالأمس القريب جلست إلى جاراتي اللآتي لم يتجاوزن في تعليمهن المرحلة الابتدائية وإحداهن الثانوية، وفي خضم الحديث تساءلت إحداهن: يا أختي لقد سٲلت اختي هذه لماذا الله تعالى لم يجعل الدين في هذه الدنيا واحد؟
لماذا أنزل الديانة اليهودية والنصرانية والإسلام وقسمت هكذا!

تعجبت قليلا وابتسمت وقلت في نفسي “سبحان الله هذه هي الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها”

نعم أصابت في تساؤلها هذا هو مما تعلمناه في الثقافات السابقة المغلوطة في مدارسنا بالذات، ولكن؛ بفضل المسيرة القرآنية وملازم سيدي حسين ومحاضرات السيد عبدالملك وضحت لنا الصورة الصحيحة التي تقبلها الفطرة السليمة وبالثقافة ووالأدلة القرانية
وهو أن الله لم ينزل عدة ديانات وأنزل دين واحد بل لن الدين هو الإسلام كما قال في كتابه قال تعالى ((إن الدين عند الله الإسلام))
وقد أُملي علينا في المدارس أن الديانات التي ذكرت في القران ديانات اليهود والنصارى والمسلمين.

ولكن السيد عبدالملك-سلام الله عليه- وضح بالأدلة القرآنية وأفرد محاضرة كاملة مفصلة عن هذا الموضوع بالضبط وكانت محاضرة رائعة بكل معنى الكلمة .

فقد تكلم بالبداية أن الله ذكر في كتابه أن الدين عند الله الإسلام ولم ينزل سواه وحتى أن جميع الأنبياء عليهم السلام اعترفوا بإسلامهم واقروا بذلك، كمثال على ذلك أذكره عن سيدنا إبراهيم حيث قال الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه:
{ما كان إبراهيم يهوديا ولانصرانيا ولكن حنيفا مسلما}

وعندما قال: (إذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك)
وكذلك نبي الله يعقوب قال تعالى((أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}

وكذلك قالوا قوم عيسى عليه السلام بعدما سألهم قال تعالى ((فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}

وهكذا قال نبي الله يوسف قال تعالى {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}

وهكذا لو بحثنا لوجدنا جميع الأنبياء متدينون لدين الإسلام أما الديانات الأخرى لا نسميها ديانات بل شرائع أو ثقافات وكلما ذكر في القرآن يهود ونصارى ذكرو بالذم والسوء.

وكما قال الله تعالى
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ}
قال تعالى ايضا {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}
وقال تعالى أيضا
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ}

وقال تعالى
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا},
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}

وهكذا ستجدون لفظ اليهود والنصارى كلها ذم لأصحابها أما المؤمنين من قوم عيسى أو موسى فكلهم مسلمين.

لذلك وجدنا الأختين بالذات التي لم تدرس سوى الابتدائية لم تلوث بتلك الثقافات المغلوطة فيما تعلمناه في المدارس، أخذتها فطرتها السليمة إلى هذا السؤال المنطقي والفهم الصحيح والنقي
والسبب الرئيسي هي الثقافات المغلوطة التي أتتنا من خارج الثقلين فضللنا وضعفنا امام اليهود والنصارى رغم ان لدينا أعظم سلاح وهو الإيمان والقرآن، والآن قد أتانا من يرجعنا إلى القران الكريم، السيد حسين سلام الله عليه والسيد عبدالملك فسلام الله عليهم أجمعين.

وعلينا أن نعيد تصحيح الكثير من الثقافات من القرآن نفسه ونواجه به حربهم الثقافية ومحاولاتهم لطمس المعنى الصحيح للقرآن الكريم . ونسأل الله الهدايه والسداد .

 

You might also like